أصبحت السوق المالية السعودية هذه الأيام جذابة للمستثمرين مقارنة بمستوياتها السابقة بالأسواق الإقليمية والعالمية ، حيث تبلغ التقييمات حتى مع افتراض نسبة نمو 10 في المائة فقط في أرباح الشركات نحو 16 ضعف الأرباح المقدرة للعام الجاري .

ويتوقع أن مواصلة العروض في السوق فرض ضغوط قصيرة الأمد قبل أن يلاحظ المستثمرون الآثار الإيجابية لزيادة عمق السوق على المدى الطويل .

بالنسبة لأداء السوق خلال الأيام الماضية فإن السوق السعودية لم تتمكن من الحفاظ على بدايتها القوية خلال الشهر الماضي ، حيث أن موجة جني الأرباح خلال الأسبوع الماضي تسببت في خسارة للسوق تقارب من 2 في المائة ، وهي دلالة على وقوع السوق في أسوأ أداء من بين أسواق المنطقة خلال العام 2008.

ومما لا شك فيه بأن شركة سابك كان لها دوراً أساسياً في دفع دفة المؤشر السعودي إلى أعلى في بداية الشهر ، والذي شهد تداولات مرتفعة ، بعد الأخبار التي تحدثت عن توقيع الشركة عقداً لإنشاء شراكة مع شركة "معادن" السعودية ، والتي انتهت الأسبوع الماضي من طرح 462.5 مليون سهم ، وصل نصيب الفرد فيها إلى 77 سهم بعد التخصيص ، وأصبح هناك اهتماماً بشراء أسهم البتروكيماويات ، لتوقعات تشير إلى تحقيق نمو كبير في الأرباح ، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار النفط .

ومما لا شك فيه بأن الإصدارات الأولية تقوم بجذب انتباه المستثمرين في السوق ، حيث تم طرح شركتي حلواني إخوان وشركة العثيم الفترة الماضية تلتها شركة معادن . وقد تم تغطيتها بنسب عالية .

كما قام المستثمرون ببناء مراكز جديدة في مصرف الإنماء ، والذي حقق ارتفاعات جيدة بنسبة تقارب80 في المائة بعد أول يوم من تداوله ، وهو من الأسهم المفضلة للمضاربين لسيولته العالية وكثرة صغار المستثمرين الذين يملكون أسهمه .

في الأيام الماضية خسر المؤشر ما يقرب من 1300 نقطه خلال أسبوعين تقريباً ، عندما اجتمعت جميع العوامل السلبية بناءً على وجهة نظر من يريدون تسيير السوق للطريق التي يريدونها ، بإثارة ما يحدث من أحداث دولية ، أو ارتفاع نسب التضخم ، أو إيقاف محافظ لبعض المضاربين ، أو سحب تراخيص كما حدث مع نعيم ، أو عبر إيقاف تصدير الاسمنت والحديد ، أو انخفاض الدولار وارتفاع البترول والذهب بشكل كبير ، إضافة إلى انتظار إعلانات الشركات القيادية . جميع تلك العوامل تم استغلالها من قبلهم بطريقة اعتدناها في ظروف مماثلة .

ولا زال في أيديهم عوامل قد يتم استغلالها في الفترات القادمة مثل إعلان التجزئةللأسهم وإعلان تداول أسهم شركة معادن والتي قد يتم الإعلان عنها خلال مرحلة صعود قادمة للمؤشر .

قيم الاكتتابات في الشركات الصغيرة أو قليلة الأسهم لا توثر على وضع السوق . فما ألاحظه بأن الأسهم لم تخسرا الكثير ، لأنه ما زال هناك فرص جيدة وهذا ما يتضح من النتائج الإيجابية للشركات .

فاختيار السهم للدخول مهم جداً ، مع التركيز على بعض الأسهم التي وصلت لأسعار مغرية جداً مع المستقبل الكبير لها ، فقد لا نشاهد هذه الأسعار في أوقات قريبة مرة أخرى ، وليتسائل المستثمر هل هذه الأسعار هي أسعار شراء أم بيع . وذلك ليعرف وجهته القادمة . فهناك أسهم أعطت مؤشرات دخول على المدى اليومي والأسبوعي .


أخوكم/ أبو محمد