دبي- شـواق محمد

في مثل هذا الوقت من العام ومع نهاية كل فترة مالية، يتحسس المتداولون في سوق الأسهم السعودية أية أخبار أو تسريبات أو توقعات بشأن أرباح الشركات، خاصة الشركات الكبيرة يتصدرها "سابك"، والقطاع البنكي، والتي يمكن أن ترشدهم إلى اتخاذ قرار استثماري صائب، الأمر الذي يلقي بظلاله على أداء السوق بشكل عام، في صورة ترقب وحركة بطيئة للأسهم، فيما أكد المحللون أن أرباح الشركات المدرجة عن الربع الثاني من العام 2008، تمثل العامل الحاسم في تحديد مسار مؤشر السوق خلال الفترة المقبلة.

"الأسواق.نت"، رصدت تبايناً في توقعات 6 محللين بشأن أرباح "سابك" عن الربع الثاني من العام الحالي، وإن اتفقت جميعها على وجود نمو في الربحية، حيث تراوحت توقعات أرباح الفترة بين 7.2 مليار ريال بزيادة 11% مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي، و 8.5 مليار ريال بنمو 22% عن الربع الثاني من العام الماضي، فيما حققت "سابك" ارتفاعاً في صافي الربح بنسبة 10% عن الربع الأول من العام الجاري 2008، ليصل إلى 6.92 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال)، مقابل 6.28 مليار ريال عن نفس الفترة من عام 2007.

وأنهى المؤشر العام للسوق السعودية تداولات اليوم الإثنين 7-7-2008، بمكاسب بلغت نسبتها % تعادل 104.89 نقطة، ليغلق على 9483.23 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 175 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 204.7 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها حوالي 7.8 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).

ويعتمد غالبية المتعاملين في السوق السعودية على ما تصدره بيوت الاستثمار والمحللين وشركات الوساطة من تقارير وتوقعات للتعرف على اتجاهات ربحية الشركات المدرجة، خاصة في ظل الغموض الذي يغلف الأداء المالي للعديد من شركات السوق، خاصة بالنسبة لصغار المتداولين الذين لا يمتلكون أداوت تحليلية تمكنهم من توقع معدلات النمو أو التراجع في الأرباح، وكذلك مع ضعف شفافية غالبية الشركات، وعدم إعطائها توقعات مستقبلية تحد من تكاثر الشائعات.

وتعد أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" من العوامل شديدة التأثير في حركة السوق من جهتين الأولى ما تمثله أسهم الشركة من وزن نسبي ثقيل على المؤشر العام للسوق، والثاني الأثر النفسي الكبير الذي يصيب معنويات المتداولين، خاصة في حالة تواضع أرباح الشركة، ولعل ما حدث في الربع الأول من العام الجاري كبر شاهد على مثل هذا الأثر.

توقعات "هيرمس"

تركي فدعق

من جانبها توقعت المجموعة المالية هيرميس نمو صافي أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" في الربع الثاني من 2008 بنسبة 11% إلى 7.2 مليار ريال.

وأشارت إلى ارتفاع إيرادات "سابك" المجمعة بمعدل سنوي قدره 50% ليبلغ 42.3 مليار ريال، نتيجة التجميع الكامل للقوائم المالية لشركة "سابك" للبلاستيك المبتكرة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وأخيرا وبدرجة أقل نتيجة زيادة إنتاج وأسعار الصلب.

وأشارت "هيرميس" إلى أن هوامش التشغيل لـ "سابك" قد تنخفض نتيجة انخفاض الهوامش في شركة سابك للبلاستيك المبتكرة والارتفاع في أسعار مواد اللقيم، خاصة أسعار النافثا والمنتجات السائلة الثقيلة للغاز الطبيعي مثل البروبين والبيوتين.

من جانبه توقع عضو جمعية الاقتصاد السعودية تركي فدعق أن تتراوح أرباح "سابك" في النصف الأول ما بين 16.5 إلى 14 مليار ريال، متوقعاً أن يكون معدل النمو في أرباح القطاع البنكي عن النصف الأول بين 7.5 إلى 12.5% مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى التوقعات بأن يكون معدل نمو الربحية في القطاع البتروكيماوي إيجابيا بشكل عام أيضا.

وأكد فدعق على أن النتائج المالية للشركات ذات التأثير الوزني الثقيل على المؤشر هي التي ستحدد مسار السوق خلال الفترة المقبلة، مرجحاً أن تدفع هذه النتائج المؤشر للارتفاع لمستوى المقاومة عند 9840 نقطة، ما لم يجد أي حدث عارض على السوق.

ولفت إلى أن تأثير الاكتتاب القائم حالياً لأسهم شركة معادن سيكون محدوداً، لأن العنصر الأقوى تأثيراً في الوقت الراهن سيتمثل في أرباح الشركات التي يترقبها المتعاملون عن كثب.

مجموعة كسب المالية توقعت نمو أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية
"سابك" للربع الثاني بواقع 18% مقارنة بأرباح الربع الثاني من العام الماضي، لتكون في حدود 7.63 مليار ريال، مقابل نحو 6.47 مليار ريال في الفترة المقابلة من عام 2007.

كما توقعت "كسب" أن ترتفع أرباح الشركة السعودية للكهرباء بنهاية الربع الثاني بنسبة 2.9% إلى 838 مليون ريال، مقابل 814 مليون ريال في الربع الأول من العام الماضي.


أرباح "سافكو"


من المتوقع أن تصل أرباح "سافكو" للنصف الأول إلى نحو 1.8 مليار ريال بنمو 110% مستفيدة من الصعود الحاد في أسعار اليوريا في الربع الثاني هذا العام
هشام أبو جامع

من جانبه يرى مدير الأصول في مجموعة بخيت الاستثمارية هشام أبو جامع أن معظم الشركات والبنوك المدرجة في السوق السعودية ستحقق نتائج إيجابية عن الربع الثاني من العام الجاري 2008.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تحقق "سابك" أرباحًا في حدود 7.4 مليار ريال للربع الثاني من 2008، لتصل أرباحها عن النصف الأول من نفس العام لأكثر من 14 مليار ريال، بزيادةٍ حوالي 12% عن النصف الأول من 2007.

عن قطاع البنوك أوضح أبو جامع أنه من المتوقع نمو أرباح البنوك في الربع الثاني من العام الحالي بنسبةٍ تتراوح بين 10 إلى 20% مقارنةً مع أرباح الربع الأول من نفس العام، ونموًّا بنسبة 10% مقابل أرباح الربع الثاني من العام 2007، فيما ستكون أرباح النصف الأول متقاربة جدًّا مع نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة في حدود 3 إلى 5% فقط.

وأوضح أبو جامع أن "سافكو" التي تعتبر من أكبر مصدري اليوريا في العام، من المتوقع أن تصل أرباحها للنصف الأول إلى نحو 1.8 مليار ريال بارتفاع نسبته 110% عن الفترة نفسها من العام الماضي، مستفيدة من الصعود الحاد في أسعار اليوريا في الربع الثاني هذا العام.

أما مدير الأصول في شركة عودة العربية السعودية للاستثمار عمار بخيت، فيرى أن أرباح "سابك" عن الربع الثاني من العام الحالي، ستكون في حدود 7.5 مليار ريال، بزيادة حوالي 8% عن الربع الأول من نفس العام، بدعم من ارتفاع أسعار البتروكيماويات واليوريا.

من جهته توقع العضو المنتدب في شركة الجوهر للاستثمار خالد الجوهر أن تحقق
"سابك" أرباحاً صافية تترواح بين 8 إلى 8.5 مليار ريال عن الربع الثاني من العام الجاري 2008، مؤكداً أنه في حال جاءت النتائج الفعلية قريبة من هذا الرقم ستعطي دفعة قوية للسوق خلال الفترة المقبلة.

وبشأن أرباح البنوك قال "النتائج التي أعلنها بنك الرياض، تعطي إشارة إيجابية بشأن أرباح باقي القطاع البنكي عن الربع الثاني من العام الجاري 2008، والأرباع القادمة، خاصة في ظل ما تم إقراره بشأن قانون التمويل العقاري والذي سيشكل مكسب كبير للبنوك، خاصة بعد بدء العمل به خلال العام الجاري كما هو متوقع.

يذكر أن الرئيس التنفيذي لـ"سابك" محمد الماضي قال في تصريحات سابقة مع قناة العربية إن "توقعات المحللين لأرباح الشركة ليست مبنية على أسس واقعية؛ ذلك لأن الكثير من المعلومات التي يستخدمها المحللون في وضع توقعاتهم لا تظهرها القوائم المالية المعلنة كتغير أسعار المواد الخام الداخلة في العملية الإنتاجية، وتوقف بعض المصانع لأغراض الصيانة".

المصدر / اضغط هــــنـــــا