لندن (رويترز) - قالت بي.بي يوم الاربعاء ان انتاج النفط العالمي تراجع 0.2 بالمئة في العام 2007 وذلك في أول انخفاض له منذ 2002 بينما زاد الاستهلاك 1.1 في المئة مما يبرز توازنا دقيقا بين العرض والطلب وهو ما يسهم في ارتفاع أسعار الخام الى مستويات قياسية.
وأضافت بي.بي التي مقرها لندن في مراجعتها الاحصائية السنوية ان الانتاج تراجع 130 ألف برميل يوميا العام الماضي ليصل الى 81.53 مليون برميل يوميا في حين لم يطرأ تغير يذكر على حجم الاحتياطيات عند 1.24 تريليون برميل.
وتبرز الارقام التي جمعتها بي.بي التحدي الذي يواجه العالم وهو زيادة الانتاج والاحتياطيات لتلبية الطلب المتزايد وبخاصة من اقتصادات نامية مثل الصين والهند.
وترتفع أسعار النفط بصورة مطردة منذ عام 2002 في أكبر وأطول موجة صعود منذ بدأت سجلات بي.بي في 1861.
وارتفاع الاسعار التي بلغت ذروة قياسية الاسبوع الماضي عندما سجلت 139.12 دولار للبرميل يعكس جزئيا قيود المعروض في وقت ينمو الطلب من الاسواق الصاعدة بقوة.
وقال توني هيوارد الرئيس التنفيذي للشركة لدى اصدار التقرير "في الحقيقة انها مشكلة عوامل أساسية."
وقال ان اللوم يلقى على ضعف الدولار الأمريكي ومن يسمون بالمضاربين في ارتفاع سعر النفط لكن الامر يرجع بدرجة أكبر الى التوازن الدقيق بين العرض والطلب.
وقال "النفط والغاز ليسا على وشك النفاد لكن انتاجهما مسألة مختلفة" مشيرا الى عوامل سياسية مثل تأميم الموارد والحواجز التجارية وارتفاع الضرائب.
وقال هيوارد "فيما يتصل بإنتاج مزيد من النفط فإن المشاكل تقع فوق الارض وليس تحتها وهي بشرية وليست جيولوجية."
وتنتزع دول مثل فنزويلا وروسيا مزيدا من المال والسيطرة من الشركات العاملة في حقولها للنفط والغاز.
ومن ناحية أخرى فان بعض أكبر الاحتياطيات العالمية مثل الحقول السعودية مغلقة في وجه الاستثمار الاجنبي. وأبطأت الحروب والعقوبات تطوير صناعة النفط العراقية.
وتراجع الانتاج العالمي لأسباب منها قيود المعروض التي تفرضها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مصدر نحو خمسي امدادات النفط العالمية.
وقالت بي.بي ان المعروض من خارج أوبك ظل ضعيفا اذ لم يرتفع الا ما يزيد قليلا على 200 ألف برميل يوميا في 2007 في حين تراجع انتاج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للعام الخامس على التوالي.
وهبط انتاج أوبك 350 ألف برميل يوميا في أعقاب خفضين انتاجيين نفذا في نوفمبر تشرين الثاني 2006 وفبراير شباط 2007.
وقال هيوارد انه من المنتظر أن تشهد روسيا ثاني أكبر بلد منتج للنفط في العالم تراجعا سنويا في الانتاج هذا العام وذلك للمرة الاولى منذ مطلع العقد.
وقالت بي.بي ان احتياطيات النفط العالمية قد تكون مستقرة لكنها تكفي لمواصلة الانتاج بالمعدلات الحالية أكثر من 41 عاما.
كما وجد تقرير بي.بي أن نمو استهلاك موارد الطاقة الاولية تباطأ في عام 2007 مقارنة مع 2006 ولكن عند مستوى 2.4 بالمئة لايزال أعلى من متوسط عشر سنوات للعام الخامس على التوالي.
وزاد استهلاك النفط العالمي بنسبة 1.1 بالمئة العام الماضي وهو ما يقل قليلا عن المتوسط في عشر سنوات.
وقالت بي.بي ان الطلب في مناطق الشرق الاوسط وأمريكا الجنوبية والوسطى وافريقيا المنتجة للنفط ساهم بثلثي النمو العالمي.
وزاد انتاج الغاز الطبيعي العالمي 2.4 في المئة الى 2.94 تريليون متر مكعب في 2007 في حين ارتفع الاستهلاك 3.1 في المئة الى 2.92 تريليون متر مكعب بقيادة الولايات المتحدة.
وبلغت احتياطيات الغاز المؤكدة 177.4 تريليون متر مكعب بنهاية العام وذلك بزيادة 0.6 في المئة.
وتوسع استهلاك الفحم 4.5 في المئة العام الماضي ليصبح الوقود الاسرع نموا في العالم للسنة الرابعة على التوالي.
وقال كريستوف رول كبير الاقتصاديين لدى بي.بي "أكثر من 50 في المئة من الزيادة في استهلاك موارد الطاقة الاولية يتركز في الفحم وأكثر من 70 في المئة من تلك الزيادة هي نمو في الصين .. نحو 40 في المئة من نمو استهلاك موارد الطاقة الاولية العالمي يأتي من وقود واحد في بلد واحد."
من جين ميريمان
تعليق:العالم يواجه تحدي شح الموارد
المفضلات