قالت نشرة «ميس» النفطية ان العديد من مصنعي البتروكيماويات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يستفيدون من امكانية حصولهم على المواد الخام للايثان بسعر رخيص،
والتي تأتي غالبا من الغاز المصاحب لتطوير تواجدهم العالمي في هذه الصناعة،
ومن المتوقع ان تتسبب تكلفة عقود الهندسة والتوريد والانشاء المرتفعة وعوامل اخرى في تأخير العديد من المشروعات الكبرى في مجال الاوليفنات والبولي اوليفنز، ومشاريع اخرى
بتروكيماوية تحت التطوير او مخطط لها.
ولدى السعودية- اكبر مصنع للبتروكيماويات في الشرق الاوسط – ولكن ايران وقطر لديهما خطط في التوسع كبيرة وعلى مستوي عالمي لتصبحا علامة مميزة في منطقة الشرق الاوسط .
واكبر الشركات اللاعبة في هذه الصناعة بالسعودية هي الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) الحكومية التي تنتج 95 من الانتاج المحلي البتروكيماوي في السعودية، لكن هناك
عددا من المشاريع ستطرح للقطاع الخاص في المستقبل القريب، وتعتزم السعودية التوسع في قاعدتها الصناعية والتي يمثل قطاع البتروكيماويات احد اهم عوامل التوسع، ومن المخطط ان
يزيد الانتاج الى 100 مليون طن سنويا بحلول عام 2015.
قدرة التصدير
ويقول المدير التنفيذي لشركة «سي ام ايه اي» بالشرق الاوسط باتريك روني ان معظم مشروعات الشرق الاوسط لزيادة سعة الانتاج في مجال البتروكيماويات تهدف الى
زيادة قدرة التصدير على الرغم من ان السعودية وايران والامارات وقطر وعمان تتطلع الى زيادة انتاجها من المنتجات البلاستيكية النهائية وشبه النهائية، ومتوقع ان تنخفض
في المستقبل حصة السعودية من منتجات البتروكيماويات الخليجية التي تصل الآن 75 من اجمالي الانتاج الخليجي بسبب المشروعات المنافسة في المنطقة،
فهناك زيادة في التنافس، ومعظم المشروعات المستقبلية تتركز في الخليج وايران على الرغم من وجود مشروعات في شمال افريقيا.
وتلي "سابك" الشركة الوطنية الايرانية للبتروكيماويات NPC في عدد المشروعات المخطط لها، وقد اعلن وزير البترول الايراني مؤخرا ان اجمالي انتاج ايران من البتروكيماويات
متوقع ان يصل الى 47 مليون طن سنويا بحلول مارس 2009 ويصل اجمالي الانتاج حاليا 35 مليون طن سنويا تقريبا.
واهم مشروعات شركة NPC هو خط انتاج الايثلين في غرب ايران الذي اعلنت الشركة عن انجاز نصفه تقريبا، وسيقوم بتوريد المواد الخام الى 5 مصانع للبولي ايثلين في غرب البلا،
والتي ستصل الى 10 مصانع في المستقبل.
ويوجد ايضا في شمال افريقيا نشاط ملحوظ في مشروعات البتروكيماويات، فالجزائر رصدت 28 مليار دولار للاستثمار في قطاع التكرير والبتروكيماويات للفترة من 2008 الى 2012،
وتم اخيرا توقيع اتفاقات اطار عمل لبناء مجمع بتروكيماويات بقيمة 3 مليارات دولار في منطقة ارزو، اضافة الى مصر التي تخطط لانشاء مجمع كبير للبتروكيماويات
يقام على 3 مراحل في 20 عاما، سيتم من خلالها بناء 14 مجمعا بتروكيماويا ستنتج 15 مليون طن سنويا، كما تقوم ليبيا حاليا بتحديث صناعتها البتروكيماوية
بعد ان رفعت العقوبات الاقتصادية عنها بعد 20 عاما من الحصار.
زيادة الإنتاج المستقبلية
ولم تكن الزيادة في المشروعات البتروكيماوية بالشرق الاوسط من دون مضاعفات، ومنها زيادة الضغط على قطاع عقود الهندسة والتوريد والانشاء، وعلى محاولات
زيادة الانتاج من حيث الجدوى الاقتصادية للمشروعات على المدى ، والى الآن اعلن رسميا عن تأجيل احد المشروعات بسبب ارتفاع اسعار هذه العقود وهو
مشروع مجمع سحار المشترك بين عمان و شركة او الاميركية، وقد يؤدي ذلك الى التأخير في اتمام بعض المشروعات عن موعدها الاصلي، ففي السعودية
هناك بعض المشروعات التي ستتأخر عن موعدها بثلاثة او اربعة اشهر، وفي ايران سيتم احتساب التأخير بالسنين وليس بالاشهر بسبب عوائق فنية وتجارية.
وهناك بعض المشروعات قد وضعت على الرف او اصبحت في طي النسيان، فمشروع مجمع الاوليفينات ومشتقاتها بالسعودية التابع لشركة "سبيكم"
والذي تصل قيمته من 7 الى 10 مليارات دولار، لم يجد بعد شريكا عالميا فيه، كما ان مشروع وحدة تكسير الايثيلين INEOS- دلتا الذي ينتج 1,2 مليون طن سنويا قد ألغي،
ومشروع زيادة السعة الانتاجية الى 1,8 مليون طن سنويا لمصنع الميثانول لشركة استكس وتصنيع البتروكيماويات تم الغاؤه ايضا.
كما تم ايقاف مشروع شركة قطر للاضافات البترولية «كفاك» الخاص بزيادة السعة الانتاجية الى 900 الف طن سنويا، على الرغم من ان اسعار البتروكيماويات قد وصلت الى
قمتها اخيرا بدعم من اسعار النفط المرتفعة، بيد ان جدواها الاقتصادية ستظل في تذبذب على المدى المتوسط.
ويقول روني ان الصناعة تعتمد في النهاية على فارق الهامش في الربح، ففي آسيا هناك ضعف في تحقيق ذلك من وحدات تكسير النفاثا ولن تشهد تحسنا في المستقبل القريب،
بينما في منطقة الشرق الاوسط، فالمشروعات تعتمد على مادة الايثان التي لا ترتبط بأي شيء آخر، وتكلفة الانتاج متساوية، مما جعلها ميزة يحظى بها المنتجون هناك.
واهم الاسواق الآن لمشروعات الشرق الاوسط البتروكيماوية تقع في آسيا والهند وشمال افريقيا وشرق افريقيا وأوروبا، واسرع الاسواق نموا لصناعة البلاستيك هي آسيا والخليج،
فمعدل نمو استهلاك البلاستيك في الخليج يصل الى 12-13 في المائة وتأتي الهند بعده مباشرة.
ومن خلال سعة الانتاج للمشروعات المستقبلية تتوقع شركة سي ام ايه اي ان تشهد الصناعة موجة من التصحيح او تقلص في هامش الربح نتيجة زيادة المعروض
من منتجات الاوليفينات ومشتقاتها في الفترة ما بين 2009 و2011، وهو امر طبيعي وصحي لهذه الصناعة، كما قد تؤجج هذه الموجة اسعار التكاليف عما مضي .
المفضلات