هل آن الأوان لقطف ثمار السياسة التوسعية "لسابك"
عبدالإله محمد العبيد
أصـدرت الشركات المسـاهمة السعودية قوائمها المـالية للربع الأول من العام المـالي 2003م، ونظراً لمـا تمثله هذه القوائم من أهمية للمستثمر بسـوق الأسهم المحلية وللاقتصاد الوطني، تقوم جـريـدة "الريـاض" بتقديـم قـراءة مـالية للقوائم المـالية لهذه الشركات، علمـاً بأن هذه القراءات لا تعتبر توصيات لبيع أو شراء أي من الأسهم دون أدنى مسـئولية على جريدة "الرياض" أو المحلل عن أي من القرارات الاستثمارية.
وفيما يلي نقدم لكم قراءة للقوائم المالية لشركة سـابك في نهاية العام المالي 2003م:
مقدمة:
تأسست الشركة السعودية للصنـاعات الأسـاسية (سـابك) قبل أكثر من خمسة وعشـرين سنة، في عـام 1976م برأس مـال قدره عشـرة مليارات ريال تمت زيادته إلى خمسة عشر مليار ريال وذلك من خلال رسملة وتحويل خمسة مليارات ريال من الاحتياطي العام على دفعتين قبل أكثر من سـنة ليصبح عدد أسهم الشركة 300مليون سهم بقيمة اسمية 50 ريالاً للسهم وقيمة دفترية (محاسبية) قاربت 122 ريالاً للسهم الواحد (أكثر من ضـعف القيمة الاسمية) أمـا القيمة السوقية للسهم فقد بدأت بالتحسـن بعـد الانخفاض الذي لازم سعر سهم الشركة خلال النصف الأخير من العام الماضي وحتى منتصف الربع الأول من هذا العام حيث بلغ 180ريالاً في اليوم الأخير من شـهر مايو 2003م ، كمـا ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى فقـــط 54مليار ريال وبما لا يعكس القيمة الحقيقية للشركة ، هذا ويتمثل نشاط الشركة في الصناعات البتروكيماوية، الأسمدة، الحديد والصلب ،الألمنيوم وتضـم مجمـوعة سـابك الصـناعية أكثر من 20 شـركة صـناعية بنسب ملكية بلغت أقلها في شـركة سـافكو 43% و نسـبة 50% من شـركات الرازي وسـماد وينبت وإبن سـيناء وصـدف وشـرق وكمياء ونسـبة 54% من شركة إبن رشـد ونسـبة 70% من شـركات إبن زهـر وغـاز ونسبة 71.5من إبن البيطار ونسبة 96.5من إبن حيـان واشركة التابعة لها ونسـبة 100% من شركات المتحـدة وحـديـد وبتروكيميا وشـركة سـابك للاستثمـارات الصناعية وسـابك للخـدمات المحـدودة وسـابك للتسـويق وشـركاتهن التـابعة وكذلك شـركة دي إس إم الاوربـية (سح) التي تم شـراؤها في نهاية شـهر يونيو 2002م بمبلغ 8.4مليارات ريال سـيتم تسـديد 50% من القيمة بعـد أربع سـنوات والتي تبلغ 4.2مليارات ريال وقـد تمت إعادة تسميتها بـ (سـابك لكسمبورج إس إية آر إل)، هذا وقـد تم إثبات تكلفة هـذا الاستثمار في بندين من بنود الموجودات هما ممتلكات ومصانع ومعدات والذي أضيف إلية القيمة العادلة لصافي موجودات الشـركة الأوربية والتي تجاوزت 5.2مليارات ريال، في حين تم إضـافة المتبقي من تكلفة الشراء والبالغ 3.2مليارات ريال ضـمن الموجودات غير المتداولة في بند الشـهرة، كما أدرجت المطلوبات الخاصة بهذه العملية ضـمن القروض طويلة الأجل هذا وقد تم البدء بتوحـيد البيانات المالية للشركة سـابك لكسمبورج ضمن القوائم المالية للربع الثالث من العام 2002م مع معالجة أرباح النصف الأول من العام الماضي ضمن بند الشـهرة.
أولاً- قراءة في تقرير مراجع الحسـابات:
تحـفظ المراجع القانوني للشركة للمرة الثانية على عـدم تكوين الشركة أي مخصصـات لمقابلة المبلغ الواجب دفعه لشركة أكسون موبيل الأمريكية البالغ مليار وخمسمائة وثلاثة وستين مليون ريال بناءً على حكم صادر من إحدى هيئات المحلفين الأمريكية. وترى إدارة الشركة بناء على رأي المستشـار القانوني المكلف بمتابعة هذه الدعوى أن أسس الاستئناف وفرص إصـدار قرار نهائي لصـالح شـركة سـابك ستكون كبيرة. أتوقع أن يسـتمر تحفظ المحاسب القانوني حتى يتم تسـجيل قيمة التعويض الذي صـدر به الحـكم ضـمن بنود مطلوبات الشركة كما تقضي المعايير المحـاسبية وتكوين المخصـصـات اللازمة من الأرباح لمقابلة دفع هـذا المبلغ حيث صـدر حكم قضـائي، أو بصـدور قرار نهائي لصـالح سـابك والذي قـد يسـتغرق فترة طويلة مما يكون له أثـر سـلبي على تقييم الشركة الائتماني الذي تعتمد عليه بشكل جوهري لتمويل مشـاريعها التوسعية التي تجـاوز حجم الاقتراض لها السـبعة وثلاثين مليار ريال كما يؤثر على القيمة السوقية للشركة. في حال توجه إدارة سـابك لتسجيل مبلغ الحكم ضمن المطلوبات فإن تكوين المخصص له سـيأثر على أرباح الفترة المالية التي سـيتم التسجيل فيها ممـا سـيكون له أثر سـلبي على صـافي الأرباح للسنة المالية التي سـيتم التسجيل فيها.
ثـانياُ- قراءة في ميزانية الشركة المقارنة للربع الأول من العـام المالي 2003م:
الموجودات.. ارتفع إجمالي موجودات الشركة 15مليار ريال إلى أكثر من 103.4مليـار ريال عن الفترة المقـابلة من العـام السـابق وبنسبة ارتفاع قــاربت 17% نتيجة لشـراء شـركة سابك لكسمبورج. وبالنظر إلى الجـدول المرفق الخـاص بموجودات الشـركة يتضـح أن الموجودات المتداولة أيضـاً ارتفعت 7.8مليار ريال إلى 30.4مليار ريال ناتجة عن ارتفاع بندي المدينين أكثر من 4مليارات ريال إلى 8.7مليار، المخزون الذي ارتفع 1.5مليار ريال إلى 6.6مليار ريال مع ارتفاع النقد وما شـابهه ملياري ريال تقريباً إلى 13.6مليار ريال. أمـا الموجودات غير المتداولة والمتمثلة بشكل أسـاسي بالممتلكات والمصـانع والمعدات التي ارتفعـت 3.3مليار ريال إلى 62.7مليار ريال والتي بلغ قسـط إهلاكها عن الربع الأول 1.2مليار ريال. كما ارتفعـت الموجودات غير المتداولة الأخرى 2.6مليار ريال إلى 8.5مليار ريال نتيجة لإضـافة 3.1مليار ريال كشـهرة ناتجة عن ارتفاع تكلفة شـراء سـابك لكسمبورج عن (القيمة المحاسبية) العادلة لصافي موجوداتها.
المطلوبـات... ارتفعـت مطلوبات الشركة أكثر من 11.5مليار ريال إلى 50.8مليار ريال ناتجة بشكل أساسي عن القروض والتسهيلات البنكية للشركة التي بلغـت 37مليار ريال بنهاية الربع الأول من هـذا العام المالي بنسبته تجاوزت 100% من حقوق الملكية مستغلة الشركة بذلك قدرتها وسـمعتها الائتمانية لتمويل المشاريع التوسعية الضخمة التي تنتهجها الشركة والتي منها مشروع مصـانع شـركة الجبيل المتحـدة للبتروكيماويات (المتحدة) (تحـت التنفيذ) المملوك لسـابك بنسبة 100% والذي تقارب قيمة استثماراته الثمانية مليارات ريال وكذلك تمويل عملية شـراء دي إس إم التي تم شرائها بما يقارب 8.4مليار ريال، هـذا وقـد بلغـت تكلفة هـذه التسهيلات الائتمانية خلال العـام الماضي 2002م مبلغ 824مليون ريال، وبلغ متوسـط تكلفة هـذه التسهيلات 2.4% والذي يعتبر من المزايا الائتمانية الهـامة التي تستغلها الشركة بقوة في الفترة الحـالية لتمويل مشـاريع التوسعية. كما ارتفعت المخصصات والمطلوبات الأخرى 4.1مليار ريال إلى 13.2مليار ريال.
حقوق الملكية.. ارتفعت حقوق الملكية 3.1مليار ريال إلى 36.5مليار ريال. حيـث تم زيادة الاحتياطي النظامي 300مليون ريال إلى 5.8مليار ريال، كما تم زيادة الاحتياطي العام 700مليون ريال إلى 10.4مليار ريال، مع استقرار جميع بنود حقوق الملكية الاخرى عدا الأرباح المبقاة التي ارتفعت 2.1مليار ريال إلى 4مليار ريال. يبلغ رأسمال الشركة المدفوع 15مليار ريال موزعة على 300مليون سـهم بقيمة محاسبية قاربت 122ريال.
ثالثاً - قراءة في قائمة دخل الشركة المقارنة للربع الأول من العام المالي 2003م:
ارتفعـت مبيعات الشركة في العام الماضي 2002م بنسبة تجاوزت 18% عن عام 2001م حيث تجـاوزت المبيعات 34مليار ريال محققة رقم قيـاسي لمبيعات الشركة على مدى عمرها الذي تجـاوز الربع قـرن، كما حققت الشركة رقم قيـاسي آخـر بالكميات المنتجة التي تجاوزت 40.5مليون طـن خلال العام الماضي، تم تبيع 30مليون طـن منها بنسبة 75% من الإنتاج، وقد تم بيع أكثر من 21مليون طن من المبيعات خـارج المملكة. كمـا تضـاعفت مبيعات الربع الأول من هـذا العام بنسبة تجاوزت 98% إلى 11.9مليار ريال (رقم قياسـي لمبيعات الشركة خلال ثلاثة أشـهر) كما ارتفعـت تكلفة المبيعات ولكن بنسـبة لم تتجاوز 70% إلى 8.7مليار ريال الذي نتج عـنه ارتفاع إجمـالي الربح بنسبة تجـاوزت 250% عن الربع الأول من العام الماضي إلى 3.2مليار ريال تقريباً. أما المصـاريف الإدارية والعمومية فقـد ارتفعـت إلى 683مليون ريال بنسبة ارتفاع تجـاوزت 72%. ارتفعـت مصـاريف التمويل الخـاصة بالتسهيلات البنكية التي تجـاوزت 37مليار ريال إلى فقـــط 228مليون ريال وبمتوسـط تكلفة اقتراض لم تتجاوز 2.4%. تضاعف صـافي الدخـل للربع الأول من هذا العام أكثر من ثلاث مرات ونصف إلى 1.4مليار ريال مقارنة بالربع الأول من العام الماضي وذلك نتيجة لاسـتمرار تحسـن أسعار البيع في الربع الأول. بلغ عـائد السهم 4.7ريال في الربع الأول، أتوقع أن تنخفض إلى مـا يقارب 3ريالات في الربع الثاني على أن يتحسـن النصف الثاني إلى أكثر من 8ريالات بحـيث تتجـاوز 15ريال في نهاية العام في حـال عـدم تسجيل إي مصـاريف إضـافية غير متكررة نتيجة للحكم القضـائي الصـادر ضـد الشركة.
رابعــاً- أهم بيانات الشركة الصادر بتاريخ 19ابريل 2003م :
وقد صرح المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) والعضو المنتدب بأن الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) تمكنت - بفضل الله - من تحقيق أرباح صافية بلغت (1396) مليون ريال خلال الربع الأول من عام 2003م، بزيادة نسـبتها (358%) عن الربع الأول من العام السابق. وقد أرجع سعادته زيادة أرباح الشركة مقارنة بالربع الأول من عام 2002م إلى ارتفاع مبيعات الشركة مع زيادة أسعار أغلب المنتجات. وحول الأوضاع الحالية والتوقعات المستقبلية أفاد سعادة المهندس الماضي بأن الأسعار شهدت تحسناً استمراراً لنفس الاتجاه التي شهدته الأسواق ابتداء من النصف الثاني من العام السابق، إلا أنه من المتوقع تأثر الأسعار بدءاً من الربع الثاني نظراً للأوضاع العالمية الحالية، وهبوط أسعار النفط، وتوقع حدوث تراجع اقتصادي بمنطقة آسيا بسبب وباء (سارس). وقد شـهدت العمـليات التشغيلية للشركة تحسناً مضطـرداً، حيث بلغ إجمـالي الإنتاج (4ر10) مليون طن بزيادة (21%) مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق، كما زادت الكميات المباعة لتصل إلى (7.4) ملايين طن، متفوقة على مبيعات نفس الفترة من العام السابق بنسبة (10%)، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى إدراج إنتاج ومبيعات (شركة سابك الأوروبية للبتروكيماويات) ضمن نتائج الربع الأول من العام الحالي.
خامسـاً - التطورالتاريخي للشركة:
تعتبر شـركة سـابك من أميز الشركـات المتداولة أسهمها في السوق المحلي من حيث أنها أكبر الشركات المصـدرة في المملكة، والذي يضـيف إليها قيمة حقيقية في حين تتأثر أسـعار وتكلفة معظم منتجاتها بأسـعار النفط، تمت زيادة رأس مال سـابك في الفترة الأخيرة من 10إلى 15مليار ريال من خلال رسملة 5مليارات ريال من الاحتياطي العام، هذا وفيمـا يبدو أن نتائج سيـاسة الشركة التوسـعية قـد حـان قـطافها في نهاية هـذا العام أو في بدايات العام القادم 2004م بتجـاوز مبيعات الشركة 34مليار والتوقعات بتجاوزها الأربعين مليار بنهاية هـذا العام مع ارتفاع الكميات المنتجة إلى 40.5مليون طن قبل الموعـد المحـدد وقرب تحقيق الهدف المعلن ببلوغ الكميات المنتجة 48مليون طـن قبل نهاية عـام 2010م. حيث حـرصـت إدارة الشركة منـذ تأسيسـها على التوسع وزيادة حقوق الملكية من خلال عدم توزيع اكثر من 50% من الأرباح المحققة على مساهمي الشركة خلال العقدين الماضيين والتي تزامنت مع تضاعف قيمة القروض الآجلة مرتين من 10مليار ريال في عام 1993م إلى ما يقارب 37مليار ريال في بداية عام 2003م وذلك نتيجة لسياسة التوسـع ومضاعفة الإنتاج المتبعة من قبل الشركة والتي يتم تمويلها عن طريق حقوق الملكية والاقتراض طويل الآجل والتي أدت إلى تحقيق 34مليار ريال من المبيعات في العام الماضي معظمها خـارج المملكة، وبالنظر إلى الجدول المرفق والذي يوضـح تطور مبيعات سـابك خلال الثلاثة أعـوام السـابقة والتي بلغت 34مليار ريال في عام 2002والذي يتزامن مع استـمرار ارتفاع التسهيلات المصرفية التي حصـلت عليها الشركة والتي تجاوزت 37مليار ريال ولتي لم تتجاوز تكاليفها في الربع الأول من هـذا العام 228مليون ريال، ولكن يلاحـظ عـدم تجـاوز القيمة السوقية للشركة 184ريال منـذ أكثر من سـنتين حيث يعتبر هـذا السعر حـاجزاً أعلى يبداء عـنده بيع مكثف على السهم يؤدي إلى انخفاض سـعره بنسبة تتجاوز 10%، والذي أتوقع أنه ناتج عن تصـفية محفظة كبيرة لأحـد صـناع السوق والتي أتوقع أن تتوقف خلال الفترة القادمة، وكذلك التخوفات من تأثر أرباح الربع الثاني نتيجة للأحـداث الدولية المـاضية ومـدى تأثر أرباح الربع الثاني بالتوقعات بحدوث تراجع اقتصادي بمنطقة آسيا (العميل الرئيسي للشركة) بسبب وباء (سارس).
تذبذبت أرباح الشركة خلال السنوات الماضية والتي بلغ أفضـلها في عام 95عندما حققت الشركة ستة مليارات ريال انخفضـت في عام 99إلى 1.7مليار وتحسـنت في عام 2000م إلى 3.6مليارات ريال وعاودت الانخفاض في العام الماضي إلى 2.8مليار ريال ووفقاً لمبيعات الربع الأول فـإننا نتوقع أن تتجاوز مبيعات الشركة بنهاية هـذا العـام 45مليار ريال والذي أرى أنه في حـال تحققه يعتبر من أهم المؤشـرات لمراقبة أداء الشركة والذي قـد يمكنها من تحـسين هـوامش الربحـية بشكل عال والذي أتوقع أن تبدأ بوادره بنهـاية الربع الثالث أو الرابع من هـذا العام كما أن سـياسة الشركة الماضية والحـالية بشـأن توزيع ما لا يتجـاوز 50% من الأرباح تحــد دائماً سـعر السهم للانخفاض عند مقارنة الأسعار والفرص البديلة في السـوق، كمـا أن تحفظات المراجع القانوني تضـيف ضـغوط إضـافية على القيمة السوقية في الفترة الحـالية التي أتوقع تتجـاوزها المـائتي ريال خلال الفترة القليلة القادمة.
جريدة الرياض 2 يونيه 2003
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات