ويا من تستهزء بهذه الدولة الصغيرة اليك هذا الخبر المذهل عن هذه الدولة الأقل فسادا في المنطقة العربيه _____
جون دفتريوس: حسناً.. حققنا التنمية فمن يخفّض الأسعار بالمنطقة؟
1906 (GMT+04:00) - 28/03/08
الغلاء يقتحم كل بيت في الشرق الأوسط
الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته اسبوعيا، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته ة في عالم الصحافة الاقتصادية.
وهذا الأسبوع يكتب جون زاويته من لندن، حيث يستطلع أوضاع المنقطة التي تحقق طفرات نمو كبيرة ولكنها تواجه تضخماً وزيادة بالأسعار، في حين تعاني بعض الدول، مثل مصر، جراء دعم بعض السلع فيقول:
(CNN)-- حرصنا من خلال هذه الزاوية الأسبوعية، وضمن برنامجنا ككل، على استكشاف الجهود التي تقوم بها الحكومات في الشرق الأوسط ورجال الأعمال في المنطقة لبناء هياكل للتنمية الدائمة، وقد اعتدنا التحدث عن بناء الإنسان من خلال صقل مهاراته وقدراته بما يتناسب والطفرة الإنشائية والعمرانية.
ولكن، ولسوء الحظ، تكتشف حكومات المنطقة خلال سيرها في هذا المشاريع أن الأمر ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض.
وتستحضرني هنا ذكريات لعب أطفالي بقطع البناء البلاستيكية "ليغو" التي كانوا يجمعونها ويرتبونها وفق ما يشاؤون، وإذ لم تعجبهم في نهاية الأمر يقومون بتغييرها.. لكن تبديل المجتمعات البشرية - كما اكتشف قادة الشرق الأوسط - ليس بهذه البساطة.
فعندما ينظر المرء مثلاً إلى الاقتصاد القطري، تطالعه أرقام باهرة، فاقتصاد تلك الدولة الصغيرة تمكن خلال خمسة أعوام من رفع عوائده إلى 60 مليار دولار بعد أن كانت 16 ملياراً، وسيحظى الاقتصاد بالمزيد من النمو مع توسع الطفرة العمرانية، لكن المشكلة تكمن في أن تلك الدولة ترزح حالياً تحت وطأة أكبر نسبة تضخم في المنطقة، تصل إلى مستوى 14 في المائة.وخلال هذا الأسبوع قدم دانيال هانا، وهو زميل زائر في مركز "شاثوم هاوس" للابحاث الدولية في لندن رؤيته للتحديات التي تعترض المنطقة، وتحدث عن الربط بالدولار في زمن سقطت فيه العملة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها السعرية، متسببة بارتفاع كلفة الاستيراد إلى المنطقة.
وبالفعل، فإن السنوات الخمس الماضية شهدت ازدياد كلفة الواردات من 150 إلى 370 مليار دولار، مع إقبال المستهلكين في المنطقة على بضائع أوروبية ويابانية ومن دول أخرى لا تعتمد على الدولار.
وذلك إلى جانب قيام المصارف المركزية الخليجية بخفض الفائدة على الدولار، متبعة بذلك خطوات المصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، رغم الفارق في طبيعة الوضع الاقتصادي، إذ تعاني الولايات المتحدة من نقص في السيولة يدفعها إلى خفض الفائدة، بينما تشهد دول الخليج فوائض عالية في السيولة، سيزيد خفض الفائدة من مضارها الاقتصادية.
لكن النقاش الدائر حالياً في كواليس المصارف المركزية يتمثل في كيفية "الموافقة" بين الحفاظ على معدلات النمو المرتفعة وضبط الأسعار في آن.
ويأخذ هانا على دول الخليج أنها لم تطور آليات حقيقة لضبط الأسعار، سوى دراسة فك الارتباط بالدولار أو رفع قيمة عملاتها الحقيقية، والخطوة الوحيدة التي قامت بها، باستثناء السعودية، تتمثل في إصدار سندات قصيرة الأجل لامتصاص السيولة من الأسواق.
ويضيف بأن دول المنطقة قد تكون في مرحلة "تختزن فيها المشاكل" التي ستعود لتطل برأسها في المستقبل، ويحذر الخبير الدولي من أزمات متنوعة في الخليج إذا ما امتد الركود المتوقع في الولايات المتحدة والعالم إلى أسواقه، سيكون التضخم أسهلها على الإطلاق.
ورغم أن البعض منا قد يقول إن هذه الأزمة، والنقاش بأكمله، يقتصر على شريحة محدودة العدد، إلا أن ما يجب الالتفات إليه في هذه القضية هو حقيقة وجود مئات ألاف العمال الأجانب من الهند وباكستان وبنغلادش ممن شاهدوا القوة الشرائية لرواتبهم تتبخر أمام أعينهم.
أما في مصر، فقد انضم الموظفون إلى الاحتجاجات المتزايدة للمطالبة برفع الأجور، بعدما ازدادت أسعار سلعة الأغذية والسلع الأساسية 50 في المائة العام الماضي، وقد أمر الرئيس حسني مبارك القوات المسلحة باستخدام مخابزها لتأمين الرغيف في الأسواق بعدما وقف المئات في طوابير طويلة بانتظار الحصول على خبزهم اليومي.
وأرى أن الضغط سيزداد خلال الأشهر المقبلة، وأن الحكومة ستستخدم إجراءات قصيرة الأجل لمواجهة الأزمة، فالقاهرة دفعت هذا العام وحده ثلاثة مليارات دولار لدعم أسعار الخبز والأرز وزيت الطبخ ووقود السيارات.
ورغم أن هذا المبلغ لن يشكل عبئاً في دول تعيش فائضاً مالياً كبيراً، مثل السعودية، إلا أنه سيمثل بالتأكيد تحدياً كبيراً لدول تحاول وضع برامج تنموية مثل الجزائر ومصر والأردن.
http://arabic.cnn.com/2008/MME/3/28/...lip/index.html
المفضلات