السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هبطت أسعار الفائدة السائدة بمقدار 45% خلال فتره الـ 5 أشهر الماضية من 5.25% إلى 3%.
قد يتسائل بعض إخواننا و أخواتنا لماذا نتابع أسعار الفائدة ؟ و ما هو تأثير هذه الانخفاض على الأسهم؟
هذه محاوله مجتهدة ومختصره لإيضاح لماذا المتعاملون في أسواق المال يتابعون أسعار الفائدة وما هو تأثيرها على :
1.المستثمرين
2.أسواق الأسهم
3. ألشركات المدرجة في السوق.
تأثير انخفاض أسعار الفائدة على المستثمرين
أسعار الفائدة المعلنة من البنك الاحتياطي الفدرالي ( ومن ثم مؤسسة النقد لدينا) تحدد بشكل مباشر أسعار الفائدة السائدة على الودائع البنكية ... كما أنها تؤثر بشكل مباشر على أسعار السندات المتداولة .هذه القنوات الإستثماريه (بشقيها الشرعي والتقليدي) تعتبر بدائل استثماريه ومقياس لتقييم جاذبية الفرص الإستثماريه الأخرى. فإنخفاض العائد منها يجعل البدائل الاستثمارية الأخرى ( مثل الأسهم) أكثر جاذبيه والعكس صحيح.
كنتيجة لإنخفاض سعر الفائدة إلى 3% ... وتوقع إستمرار الخفض ليصل إلى 2.5% قبل منتصف السنه، يتوقع ( و الله اعلم) أن يتجه جزء من ودائع و مرابحات العملاء لدى البنوك إلى سوق الأسهم في محاولة للحصول على عوائد اكبر أو على الأقل المحافظة على العوائد السابقة ( أل 5 % السابقة بدلاً من الـ 3 % الحالية).
الأسهم المتوقع أن تكون هدف هؤلاء المستثمرين هي الشركات التي قامت و متوقع أن تستمر في التوزيعات النقدية بنسبة 5% أو أكثر... مثل الاسمنت والاتصالات السعودية . حيث أن جزء كبير من تقييم هذه الشركات يعتمد على نسبة العائد من التوزيعات على سعر السهم ومقارنته بأسعار الودائع السائدة. فإنخفاض أسعار الفائدة سيؤدي لإرتفاع أسعار هذه الشركات.
مثلاً سهم سعره 80 ريال يقوم بتوزيع 5 ريال... يعني أن العائد (صافي من الزكاة) = 6.25% . المستثمر حدد السعر بناء على فرق معين عن سعار الفائدة السائد سابقاً وهو 5% ( الفرق = 6.25% – 5.0% = 1.25% ). مع إنخفاض الفائدة إلى 3% ... و قبول المستثمر بنفس الفرق السابق ... مما يعني قبوله بنسبة لعائد أقل ( مثلاً 5% بدلاً من 6.25% ). بالتالي يصبح سعر السهم المستهدف = 5 ريال ÷ 5% = 100 ريال بدلاً من 80 ريال.
التأثير على سواق الأسهم
كما ذكر سابقاً ... مع إنخفاض اسعار الفائدة ... تزداد جاذبية الأسهم كخيار إستثماري بديل. وهذا التأثير ليس مقتصراً على الشركات التي تقوم بالتوزيع فقط... إنما تتأثر الشركات الأخرى حيث يقبل المتعاملين بمكرر ربحيه أعلى كلما إنخفضت أسعار الفائدة. فضلاً عن توجه قدر أكبر من ألسيوله لسوق الأسهم.
التأثير على الشركات المدرجة
كثير من الشركات... خاصة الكبيرة منها... لديها توسعات أو إستحواذ و أعمال قامت بتمويلها عن طريق قروض ومرابحات . مع إنخفاض أسعار الفائدة (مثلما يحدث حالياً ... إنخفاض بنسبة 45% ) ... تنخفض تكلفة التمويل بشكل كبير.
على سبيل المثال ( وبدون حساب خفض إضافي في أسعار الفائدة) تكلفة التمويل لشركة سابك في الربع الثالث فقط كانت 700 مليون تقريباً. لو إنخفضت التكلفة 45% ... سيؤدي هذا لخفض تكلفة التمويل ليؤدي لزيادة الأرباح بمقدار 300 مليون في الربع الواحد أو 1200 مليون في ألسنه. ومثال آخر الاتصالات السعودية ستوفر أكثر من 300 مليون. والشيء نفسه يسري على غالبية الشركات.
بالتوفيق للجميع
المفضلات