عندما تُطلق عبارة " هيئة سوق المال " في جميع اسواق المال العالمية المتقدمة منها و المتأخرة فإنك تقصد بهذه العبارة ( الجهة المُخولة بمراقبة السوق و الحفاظ عليه من العبث و العابثين و وضع الأُطر و الأنظمة التي تخدم إستقرار هذا السوق ) .

اكاد اجزم " كما اراه على الأقل " بأن هذا التعبير و التفسير لهذه العبارة لا ينطبق على هيئة سوق المال السعودي فهي ( بعلمها او ربما بدون علمها ) لا تؤدي رسالتها المكلفة بها على الشكل الصحيح .

قد يقول احدكم " وضّح اكثر " ..

في العرف السائد في اسواق المال ان " الهيئة " كجهة رقابية هي الموجه للسوق و المطمئن للمتداولين ، فعندما يحصل ما يحتاج التنبيه فهي تُسارع لذلك ، و هذا ما لا نراه من هيئتنا فهي و للأسف تكيل بمكيالين و تنظر بمنظارين ..

عندما يرتفع سهم شركة ما لنسب متتالية فإن " هيئتنا " تقفز كالأسد في وجه هذا السهم لتقدم إعلاناً مغلفاً بروح الإشفاق على صغار المتداولين " و هي العبارة التي يبدو لي انها اصبحت مُستهلكة و غير مقبولة " و تبين بأن لا جديد على هذا السهم يدعوا الى هذه النسب ...
اليس كذلك ؟
هذه الهيئة هي ذاتها التي تقف مكتوفة الايدي صامتة صمت مطبق في الاوقات العصيبة ، فلقد دأبت على إغتيال الفرحة و غابت عن مراسم العزاء ...

ما يدعوني لإتهام " هيئتنا " بأُحادية التفكير هو انها تصمت و تغط في سبات " اعمق من العميق " عندما ينهر السوق او ينهار سهم من الاسهم و لا تقوم بدورها الحقيقي المطمئن للمتداولين ..
ألا ترون ان هذه احادية في التفكير و انتقائية في القرارات ، ام انها سياسة " حماية السوق من الارتفاع " ؟! ...