اللعب خارج الخط ،، أزمة الإئتمان والمحفظة الفردية !

[Alfadhli]

كنت في أحد المواضيع السابقة أتناول مع بعض الزملاء هنا قضية شيقة ومهمة في نفس الوقت تتعلق بربط التحليل الفني باتخاذ قرارات الشراء والبيع بل قل القرار الاستثماري بعينه.

ولعلني هنا أستذكر بعض الجمل والفقرات في ذلك الموضوع الجميل استئناسا ليس إلا بما يحدث على الساحة في هذه الأيام بعد فقد مؤشر السوق السعودي وليس "السوق" أكثر من 2000 في ظرف 48 ساعه!

وهنا سأضع بعضا منها وسأعلق :

فالتحليل الفني لن يخبرك عن معدلات التخضم ، ولن يخبرك عن هامش الائتمان ، ولن يخبرك عن حجم التدفقات النقديه الاجنبيه ، ولن يخبرك عن عدد المحافظ النشطه على مستوى السوق ، ولن يخبرك عن حجم النمو المتوقع في قطاع عن غيره ، ولن يخبرك كيف تقوم إدارة الشركة بتسيير النشاط التشغيلي ، ولن يخبرك عن خطط الشركة المستقبليه ، ولن يخبرك عن النتائج الربع السنويه المتوقعه وحجم الارباح والخسائر ، ولن يخبرك عن القوانين المطلوب وضعها من قبل هيئات سوق الأموال لضبط إيقاع التداول واضفاء مزيد من الافصاح ، ولن يخبرك عن افتتاح مصنع جديد ومدينة صناعيه جديدة ، ولن يخبرك عن حجم البطاله ، ولن يخبرك عن حجم الودائع في البنوك ، ولن يخبرك ولن يخبرك الخ

وأكررها هنا نعم!
لن يخبرنا التحليل الفني عن الإعداد المتواصل في الجانب الشرقي من الكرة الأرضية (نمور آسيا) منذ أكثر من سنتين تقريبا لتكنولوجيا متطورة في مجال صناعة المشتقات النفطية وتحديدا في البتروكيماويات وهنا أعني تحديدا التبرير الغير مقبول من إدارة سابك وتحميل تبعات الانخفاض النسبي لحجم الايرادات على شماعة الإئتمان العقاري! والذي وإن كان صحيحا فهنيئا لمحافظها التي تدير فوائضها الماليه بالمضاربة بأكثر أسواق العقار تذبذبا في العالم! والتي فشل وعجز أهلها أنفسهم (وهنا أعني سيتي قروب) في تحديد حجم المخاطر في هذا السوق والتجاهل بشكل يجعل روح المغامرة لا تعرف كبيرا ولا صغيرا إلا واجتاحته بحلوها ومرها!

منذ فترة وهذا التهديد_التطور التكنولوجي في صناعة المشتقات النفطية_ يمثل هاجسا مخفي لمن يرى التدفق الهائل لحجم الايرادات حتى اكتوى بنار تناقص قيمة الغلة نتيجة ارتفاع التكاليف التصنيعية ليس بسبب احجام الدائنون من بنوك استثمارية وغيرها عن الوفاء بالتزاماتهم بقدر ماهو التطور الرائع والمهول في هذه الصناعة تحديدا وفي ارتفاع عناصر الانتاج بشكل مطرد والتي يمثل النفط الخام أحد أهم مدخلاتها!

نعم السوق لم ينهار ، لكن الذي انهار تحديدا هو مؤشر السوق الذي يحتضن سابك وكأنها العراب الذي لولاه لن تكون هناك متاجرة!

--------

أعتب عتاب شخصي على من يلوم كل عناصر السوق بما فيها كبار المتداولين والهيئة وربما يلوم الدولة وقد يطال لومه حتى مجلس الأمن!

أتسائل بكل شفافية ... أين أنت من هيئة سوق المال عندما انهار "مؤشر السوق" في فبراير 2006 ... وهل مدة سنتين من ذلك التاريخ غير كافية لتحجم عن المتاجرة في سوق أنت مقتنع أنه سوق غير شفاف ؟؟ في سوق أنت مقتنع أنهم ينهشون أموالك فيه ؟!
تساؤل يحتاج وقفة جادة لكل من حمّل تبعات خسارته على الغير كما فعلت سابك في تبريرها الأخير
فالأخيرة خرجت وكأنها أحد صغار متداولي السوق .. لتقول نعم أنا لم أحقق اهدافي لأن سوق العقار في شيكاغو مهدد بالانهيار !!

ولنتوقف قليلا عزيزي القاريء عند هذه المداخلة في الموضوع الذي أشرت إليه في بداية مقالي :

ولعل من أهم اسباب فشل بعض المتعاملين في السوق ممن يستخدمون التحليل الفني هو الاعتقاد السائد ان هناك اسرار فوق العاده تحرك السوق وان الامور بطبيعتها متى ماشاعت للناس أصبحت بلا قيمه ، وهذا الاعتقاد بالفعل رسخ مفهوم عدم الثقه واللهث وراء التأليف الغير مبرر ممن يصيغون التحليل وينأون به بعيدا عن جوهره الرئيسي وهو أن يظل أداة فنيه مساعده لمتخذي القرار.

واستغرب كل الاستغراب ممن ياتي ليقول لنا ان الهامور وصانع السوق ( مع تحفظي الكامل على هذين المصطلحين ) يتلاعبون بالمحللين الفنيين
وسبب استغرابي يعود إلى المنطق البشري الذي يرفض ان يأتي شخص يملك مليارات او شركة تملك من أدوات الاداره الشيء الكثير لتأتي وتدير محافظها بناء على أوهام المتداول الصغير وتخاطر برؤوس أموالها الضخمه بهذا السخف !!

مؤلم حقيقة إن كنا نظن ان "الهوامير" أو أصحاب رؤوس الأموال الذكية _كما أحب أن أطلق عليهم_ لم يخسروا !

والمسكين الذي يعتقد بأنه هو الوحيد الذي حقق هذه الخسارة وبدأ أول ما بدأ بجلد الذات عن طريق نسف كل أدوات التداول التي هي من قامت في البداية بمساعدته لتنمية محفظته ثم بعد ذلك انقلب على نفسه قبل أن ينقلب عليها.

قد تكون الوحيد الذي جلد ذاته ، لكن ثق تماما ان خسارة أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة تفوق خسارتك عشرات المرات لكن ... أن يخسر مليار من محفظته أهون عليه من أن يخرج على الناس ليقول أنا خسران !! بكل بساطة جبلّة الانسان في عدم الاعتراف بارتكاب الأخطاء .. والشعور النرجسي بأنه يجب عليه ان يحقق في كل صفقه ربح مجزي وإلا فهو فاشل ،،، عقدة النقص التي يعاني منها من لا يدرك ان المتاجرة في الأوراق المالية ... هي لعبة كبيرة لها فنونها وقواعدها وأصولها التي يجب أن تحترم حالها كبقية الألعاب التي تمارس دورها الأولمبي بكل شجاعه ... وخلق روح التحدي لدى المتسابق باكتشاف كل ماهو جديد وكل ماهو من شأنه أن يعزز قدرته التنافسيه في ظل عصر العولمة والتكنولوجيا المتطورة!

مؤسف في نهاية الأمر ،،، أننا سنكرّس نفس الأدوار في كل مره يطل فيها علينا لون أحمر قاسي .. لأننا وبكل بساطة ... نلعب خارج الخط !


تحياتي

[KingOFchart]

كلام من ذهب
حبينا نسلم عليك
ونقول ترا لك وحشه

[Alfadhli]

أهلا وسهلا ملك الشارت
وشكرا لك على الاطراء

وماتشوفش وحش

-------------------


لا زلت اعتقد أن هناك بون شاسع بين تقييم أداء الأسواق العالمية وأسواق الأقليم وأخص بالذكر السوق السعودي

فالشفافية والافصاح ليسا هما المعضلة الحقيقية في التأثير على أداء السوق بقدر ما تأثر أدوات التداول ومكوناته على عناصر أي سوق مالي !

فالمعلومة في حقيقة الأمر في أي سوق عالمي قد تصل لمتعامل قبل غيره وهذا يحدث في اعتى واكبر الأسواق إذا ماهي المشكله تحديدا ؟!

أكاد أجزم أن المشكلة تقع بشكل كبير على تكوين السوق وأدوات التداول

فاداة مثل البيع المكشوف تخلق توازن كبير في سوق مثل الناسداك
بينما لا تتوفر هذه الأداة الفعالة في سوق مثل السوق السعودي

هذا بخلاف عقود الخيارات .. الأسواق المستقبلية .. ساعات ماقبل وبعد التداول الخ

أما تكوين السوق فينطبق عليه ماينطبق على ماهو وارد أعلاه

فحجم سوق الوساطة والمكانة التي يتمتع بها كصانع سوق احيانا ومقدم خدمة أحيانا اخرى ، تجعل من توزان السوق نتيجة حتمية لهذه التوليفة
بينما في السوق السعودي لا تتوفر هذه البنية السوقيه بل لا تبدو انها ستتوفر في المستقبل المنظور
فالبنوك لا زالت هي الاعب الأكبر في صناعة الوساطة مما ينعكس بطبيعة الحال سلبا على اداء السوق

ماسبق أعلاه ، ينسحب على كل فئات المتداولين بمن فيهم ... صناديق الدولة .. والمتداول الذي ينتظر (سرى) في البنك العربي !

لذا من يحاول قدر الامكان توظيف ظروف الاسواق العالميه في محاولة لفهم حركة السوق المحلي .. فهو يسير عكس التيار بتصوري الخاص

هذا لا ينفي اهمية استخدام الادوات المساعدة في اتخاذ القرار الاستثماري كالتحليل بشقية الأصولي والفني
لكن المهارة ..كل المهارة .. في كيفية توظيف هذه الادوات بحيث تتماشى مع الطبيعة الاقتصادية للسوق المحلي وايضا مع الطبيعة والخلفية الاجتماعيه للمتداول نفسه!

فالسوق الصاعدة المتفوقة على نفسها ( Up Trend Market ) قد تكون فرصة مثالية لبناء مركز في سوق مثل النايس
لكن في الجهة المقابلة قد يبدو السوق الهابط فرصة أكثر اطمئنانا لبناء مركز استثماري في السوق المحلي !

-------

صب جام الغضب على السوق وهيئتة كما ذكرت في بداية الموضوع لن يحقق لك ارباح ولن يجعل منك قائد محفظة "شخصية" ناجح
بل البحث عن الأسباب الحقيقية وراء استمرار تحقيق الخسائر في سوق ارتفع خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من 100%

-----

اعتقد انه حان الوقت لعقد مؤتمر أقليمي يناقش أدوات التداول وبنية السوق وصناعة الوساطة
يدعو له كل المعنيين في هذه الصنعه ... بمن فيهم من كان ينتظر (سرى) عند البنك العربي
للوقوف على الاخطاء والمعضلات وتطويرها ووضع خطط مستقبلية من شانها ان تعزز المكانة الاقتصادية لهذه المنطقة التي بالفعل تستحق منا جميعا حكومات وشعوب وقفة جادة

تحياتي لكم من متداول صغير