رسائل الجوال تبدي الأسف وتبقي على الأمل
الموازنة السعودية الجديدة تبخر أحلام رفع الرواتب
الرياض - عمر عبد العزيز
بددت أحلام موظفي الدولة السعوديين (مدنيين وعسكريين) الذين كانوا يمنون أنفسهم بزيادة الرواتب مع إعلان الموازنة العامة الجديدة للعام المقبل 2008 أمس الإثنين 10-12-2007 ، إذ خلت من الإشارة إلى موضوع تعديل الرواتب، كما لم يصدر أمر ملكي كان متوقعا أن يتزامن مع صدور الموازنة بزيادة الرواتب.
وما إن أعلنت الموازنة أمس، بدون زيادة في بند الرواتب، نشطت الرسائل عبر الجوالات، تعبر عن الاستياء، من عدم صدور قرار بزيادة الرواتب، وإن أبقي البعض الأمل قائما بصدور أمر ملكي قريب برفع الرواتب، مشيرين إلى أن العاهل السعودي الذي قدم دعما كبيرا لسلعتين أساسيتين هما الأرز والحليب قبل أيام، سيعلن قريبا زيادة الرواتب.
</IMG>رسائل عبر الجوال
واطلع موقع "الأسواق نت" على عدد من تلك الرسائل، وقالت إحداها "لا تقلقوا زيادة الرواتب قريبا.. سيصدر أمر ملكي خلال أيام بزيادة الرواتب للموظفين بـ 30 %.. الخبر أكيد لا تستعجلون رزقكم"، ورسالة ثانية تقول "أبو متعب ما راح يخذلنا وهيعايد علينا في الأضحى ويزيد الراتب"، وتقول رسالة ثالثة "ضاع الحلم ضاع.. الموازنة حقتنا ما فيها زيادة في الأجور.. الله يعوض ويعين".
وقبل أيام كان موظفو القطاع الخاص، يحسدون على الزيادة المرتقبة في رواتب موظفي الحكومة، غير أن الحال تبدل وخاصة بعد اتجاه شركات خاصة إلى زيادة رواتب العاملين فيها بنسب تراوحت بين 20 إلى 40 %، وصار موظفو الحكومة يحسدون موظفي الشركات الذين ارتفعت رواتبهم.
</IMG>استياء وأمنيات
وما بين حالة الاستياء والتمني، تباينت آراء الاقتصاديين الذين تحدثوا لموقع "الأسواق نت" بشأن زيادة الرواتب وأثرها في تهدئة الأسعار، وفيما رأى بعضهم أن الحل يكمن في دعم السلع الأساسية وأن زيادة الرواتب من شأنها التسبب في إيجاد أرضية لارتفاعات سعرية جديدة، رأى آخرون ضرورة الزيادة لمواكبة التضخم، الذي يسجل ارتفاعات مستمرة، ولاسيما مع اتجاه دول مجلس التعاون الخليجي لزيادة رواتب موظفيها، حتى لا تتخلف السعودية عن الركب.
وعلق الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة على موضوع زيادة الرواتب وتأثيرها على وقف موجة الغلاء التي تعاني منها طبقات المجتمع في الوقت الحاضر، وقال إن مواجهة الغلاء تتطلب دعم الدولة للمنتجات والسلع الأساسية المستوردة التي يعتمد عليها المستهلك في معيشته اليومية، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، ومنها الأرز والسكر.
واعتبر أن هذا الإجراء أحد الحلول المناسبة للتخفيف من وطأة ارتفاع الأسعار، وهذا ما حصل مع دعم الأرز وحليب الأطفال قبل أيام، كما أنه من الضروري أن تقوم الدولة بتخفيض رسوم جميع الخدمات العامة ومنها الاتصالات والكهرباء، بدلا من زيادة الرواتب حتى تخفض على كاهل المواطنين موجة الارتفاع في الأسعار.
</IMG>مخاوف من موجة تضخمية
وكان العاهل السعودي قدم إعانة مقطوعة للأرز المستورد بواقع ألف ريال للطن، كما ضاعف الدعم لحليب الأطفال خمس مرات ليرتفع من ريالين إلى 12 ريالا للكيلو غرام..
وأوضح باعجاجه أن الارتفاع الكبير في أسعار العقارات وإيجاراتها يجعل الحاجة ملحة لتحديد أسعارها وتقسيمها إلى فئات معينة، إضافة إلى تحديد نسبة تذبذب سنوية للأسعار،.محذرا من أن زيادة رواتب الموظفين كحل مطروح لمواجهة الغلاء قد يسبب موجة تضخمية أخرى أكبر من سابقتها، وطالب بإنشاء جمعيات أهلية فاعلة لحماية المستهلك للرقابة على الأسواق وحماية المواطنين من جشع التجار الذي تسبب في رفع أسعار السلع داخليا.
دعم المنتجات الزراعية
واتفق معه نائب رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الرياض الدكتور منصور الكريديس، مؤكدا أن دعم المنتجات الاستهلاكية سينعكس إيجابا على المزارعين، ويضمن استقرار الأسعار للمستهلكين.
وشدد على أن دعم الدولة للمنتجات الزراعية والغذائية من شأنه عمل موازنة تضفي الاستقرار على أسعار السلع في الأسواق.
وطالب بوضع خطة إستراتيجية لضمان استمرارية المزارعين في إنتاج السلع وذلك لتوفير الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن دعم المنتجات الاستهلاكية من شأنه ضمان استقرار السلع الزراعية والغذائية ومدخلاتها بأسعار مناسبة للمستهلكين.
</IMG>عدم التخلف عن دول الخليج
أما الفريق المطالب برفع الرواتب، فكان له رأى أخر، حيث أكد عضو مجلس الشورى والخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة أن زيادة الأجور مطلوبة، فميزانية الدولة التي أعلنت أمس أظهرت فائضا كبيرا في الوقت الذي يواصل التضخم ارتفاعه، ومن حق المواطن أن يلمس أثر هذا الفائض على دخله.
وأشار إلى الخطوات التي قامت بها بعض دول الخليج برفع رواتب موظفيها لمواجهة التضخم، ورأى أنه من الضروري ألا تتخلف السعودية عنها، وتقوم برفع الرواتب لمساعدة المواطنين على مواجهة الغلاء..
وأضاف أن الاقتصاد السعودي قوي وتوضح المؤشرات أنه في مزيد من التحسن وهو ما بدا في الموازنة الجديدة، لذلك يجب تحسين دخل المواطن.
واتفق معه عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الله دحلان ، ودعا الجهات المختصة إلى ضرورة التعجيل بتحويل ملف زيادة مرتبات وأجور الموظفين بالقطاع العام إلى المجلس لدراسته، ومن ثم رفعه لمجلس الوزراء للنظر فيه وإقراره بشكل رسمي.
وأكد دحلان أهمية توزيع الزيادة على جميع المواطنين والمقيمين الذين يعيشون في المملكة، ويجب أن لا تشمل الزيادة فئة دون أخرى، وخاصة من ينتمون للطبقة الوسطى التي نجمع على أنها بدأت تزيد معاناتها عن السابق بشكل كبير.
وأشار إلى أن منتدى الرياض الاقتصادي الثالث، الذي عقد مؤخرا تناول موضوع الفوائض المالية للميزانية، وأكد ضرورة صرف جزء منها على رفاهية المواطن والآخر يستثمر لمستقبل الأجيال القادمة.
</IMG>أين نحن من فائض الميزانية؟
وأبدي الطبيب سعد الميمان (40 عاما – طبيب بأحد المستشفيات) استياءه من عدم صدور أمر بزيادة الرواتب، وقال كنا نمني أنفسنا بزيادة الرواتب منذ إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة زيادة رواتب موظفيها 70 %، ولكننا صدمنا بعدم وجود زيادة.
وتساءل الميمان قائلا "ميزانية الدولة حققت فائضا كبيرا، أليس من حقنا أن نأخذ جزءا منه لنواجه ظروف المعيشة القاسية.. كل شيء سعره يرتفع في حين أن رواتبنا كما هي".
وعن اتجاه الدولة لدعم السلع، قال هذا أمر طيب، ولكن كل فرد تختلف متطلباته وأوجه إنفاقه، فما احتاجه أنا قد لا يحتاجه غيري، والعكس صحيح، فالدولة يجب أن ترفع الرواتب وتترك لكل فرد حرية التصرف في شراء ما يناسبه".
وأيد هذا الرأي المدرس عادل النهبان (38 سنة ، وقال الإعانة التي تقدمها الدولة مطلوبة، ولكن هل تعرف الدولة احتياجات كل مواطن على حده، الأجدر أن ترفع الدولة الرواتب وتترك لنا حرية التصرف، بدلا من دعم سلعة معين.
</IMG>بين القطاعين العام والخاص
وأضاف "قرار دعم الأرز وحليب الأطفال ممتاز، نحن سنستفيد من دعم الأرز، ولكن هل كل السعوديين سيستفيدون من دعم الحليب".. هناك موظفون ليس لديهم أطفال، كيف سيحصلون على هذا الدعم؟".
وتابع" كان موظفو القطاع الخاص يحسدوننا على حلم تبخر أمس، واليوم نحن نحسدهم بعد أن قامت بعض الشركات برفع رواتب موظفيها، وتلك هي الدنيا.. يوم لك ويوم عليك".
من جانبه طالب المواطن سليم الوزان (28 عاما – موظف حكومي) بزيادة كبيرة في الرواتب، وقال "راتبي ضعيف وأنا مقبل على زواج، وعلى الحكومة أن تزيد الراتب لنتمكن من مواجهة الغلاء، وأعباء الحياة الزوجية".
ولم يفقد الوزان الأمل في زيادة راتبه، وقال "أبو متعب عودنا دائما على أنه محب لشعبه، وإن شاء الله سيرفع رواتبنا قبل عيد الأضحى، ليكون العيد عيدين وراح يفعلها".
وقال مواطن رفض ذكر اسمه، ليس المطلوب زيادة الرواتب أو تقديم الإعانات، وتساءل ما الفائدة من زيادة الرواتب أو تقديم الإعانات لبعض أسعار السلع الأساسية والتلاعب موجود بين التجار.
وطالب برقابة حازمة من قبل أجهزة الدولة في كل منطقة للحد من تلاعب التجار وتوحيد الأسعار.
وكان مجلس الوزراء السعودي اقر أمس موازنة العام المقبل، وتتضمن 450 مليار ريال إيرادات و410 مليارات ريال للإنفاق العام، بفائض قدره 40 مليار ريال.
كما أقر المجلس ميزانية عام 2007 والتي أظهرت تحقيق إيرادات بلغت 621.5 مليار ريال بفائض 178.5 مليار ريال.
المفضلات