تكلمنا عن الدولار والريال وفك الارتباط ومع الاسف لازال الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجؤ الى القضاء
مايك دولان من لندن - رويترز - 29/10/1428هـ
يبدو أن الانخفاض المستمر للدولار قد تحول الأربعاء إلى مسار من شأنه تشكيل المزيد من الضغوط على الأسواق العالمية المجهدة ويتطلب تدخلا شفهيا أو عمليا من البنوك المركزية في العالم.
وكان انخفاض الدولار إلى مستويات قياسية أمام العملات الرئيسية في أغلب أوقات عام 2007 بطيئا وأزعج المصدرين وصناع القرار في منطقة اليورو لكن أمكن تحمله بدرجة كبيرة كثمن يتعين عليهم دفعه للمساعدة على مواجهة ضعف الاقتصاد الأمريكي وللتعويض عن ارتفاع أسعار النفط.
وتغاضى صناع القرار في البنوك المركزية على مستوى العالم عن انخفاض الدولار نتيجة لذلك فتجنبوا الحديث عن خطوط معينة سيدافعون عنها وفضلوا تكرار شعارات عن الحفاظ على انتظام آليات الأسواق بدلا من التدخل لتغيير قيمة العملات.
لكن الخبراء يقولون إن هذا الموقف قد يتعين تغييره بالتحديد لأن انخفاض الدولار بدأ يحدث أثرا سلبيا ويؤثر بشكل مباشر في أسواق الأصول التي أجهدتها بالفعل أزمة الائتمان المستمرة منذ أشهر.
وقال مصرفيون إن غياب قلق واضح من جانب وزارة الخزانة الأمريكية أو مسؤولين ماليين آخرين في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تم تفسيره باعتباره موافقة على انخفاض الدولار وبدأ الرهان على العملة في اتجاه واحد.
وقال جيم اونيل كبير الاقتصاديين في "جولدمان ساكس" الأربعاء "إذا نظرنا إلى الأسبوعين الماضيين.. نجد أن العوامل الاقتصادية الدورية التي كان من شأنها رفع الدولار لم تفعل شيئا لتغيير اتجاهه".
وأضاف "الأمر الرئيسي الذي حدث الأربعاء هو أن أسواق الأصول تنخفض بسبب هبوط الدولار. وهذا لم يحدث منذ سنوات." وتابع أنه يعتقد أن وزارة الخزانة الأمريكية والبنك المركزي الأوروبي قد يحتاجان الآن إلى إعلان استيائهما.
ورغم أن خفض أسعار الفائدة الأمريكية لمواجهة أزمة سوق الإسكان المحلية وأزمة الائتمان كان من الأسباب الرئيسية لانخفاض الدولار إلا أن المحللين يرون أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيجد خفض الفائدة أكثر خطورة إذا استمر هبوط الدولار غير المحكوم.
والخوف هو أن تظهر حلقة مفرغة تدور فيها أسواق المال في كل مكان مما يفاقم المشكلات التي دفعت بنوكا عالمية إلى شطب مليارات الدولارات من الديون في الأشهر القليلة الماضية وتشديد شروط الإقراض على الجميع.
وانتعش الدولار عن أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر أمام الين في أواخر معاملات آسيا لكنه ظل تحت ضغط أمام العملات الأخرى مع تنامي المخاوف من تعرض المؤسسات المالية لخسائر محتملة بسبب متاعب أسواق الائتمان.
وبلغ مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية 75.565 بعد أن هبط أمس إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 75.077 .
ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو وبلغ 1.4635 دولار بعد أن ارتفع الأربعاء إلى أعلى مستوى على الإطلاق مسجلا 1.4731 دولار. وهبط الدولار 0.1 في المائة إلى 2.7011 ين بعد أن صعد في وقت سابق ينا واحدا عن أدني مستوى في ثلاثة أشهر عند 112.00 ين على منصة إي. بي. إس للمعاملات الإلكترونية.
وتسارعت وتيرة هبوط الدولار أمس الأول الأربعاء في أسيا بعد أن أبدى مسؤول صيني شكوك بكين بشأن وضع الدولار كعملة للاحتياطيات العالمية ولكنه عوض في وقت لاحق بعضا من أكبر انخفاض له خلال يوم واحد.
وارتفع سعر اليورو أمام الدولار بأكثر من 11 في المائة هذا العام منها 9
في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية. وأمس الأول الأربعاء بلغ مستوى قياسيا عند 1.4730 دولار.
لكن الانخفاض الحاد في أسواق الأسهم في التعاملات المبكرة أمس الأول الأربعاء أثار دهشة الكثيرين كما أن سلعا رئيسية مقومة بالدولار مثل النفط الخام والذهب ارتفعت بدرجة كبيرة باتجاه مستويات قياسية جديدة بسبب انخفاض الدولار.
وقال كريس ترنر محلل العملات في آي. ان. جي "الدولار يدخل مرحلة بالغة الخطر. مختلفة عن الانخفاض المعقول الذي شهده على مدى السنوات القليلة الماضية والذي كان يرتبط بدرجة كبيرة بارتفاع أسعار الأصول."
وقال ترنر في مذكرة للعملاء أمس الأول الأربعاء "لا شك في أن صناع القرار سينظرون بقلق للانخفاض الحاد في أسعار الأسهم العالمية هذا الصباح."
لكن محاولات صناع القرار تهدئة تحركات أسعار العملات تهدد بزيادة حدة المواجهة مع أسواق الصرف التي تميل في العادة إلى دفع الأسعار لمستويات تحفز صناع القرار على الاستجابة.
وترى صناديق التحوط المتخصصة في المضاربات على العملات وأسعار الفائدة ومؤشرات الأسهم فرصة للكسب.
فهي تتوقع صراعا داخل مجلس الاحتياطي الاتحادي بين احتواء التضخم والحيلولة دون تطور أزمات سوق الإسكان والائتمان إلى حالة كساد اقتصادي وفقد للوظائف.
العديد من المتعاملين مستعدون للمراهنة على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيختار منع الركود مما يقود إلى المزيد من خفض الفائدة وتحمل المزيد من التضخم وانخفاض الدولار.وقال افيناش بيرسود رئيس شركة انتليجانس كابيتال الاستشارية "صناديق التحوط تحب هذا الصراع لأنها تعلم أن شيئا سيحدث بطريقة أو بأخرى."
وأضاف "فإما أن تنهار سوق العمل في الولايات المتحدة ويحدث الركود أو أن تحدث أزمة في الدولار.. وهي تراهن على أن صناع القرار سيسعون لحماية سوق العمل".
وقال بيرسود "السوق أصبحت مضطربة والأسعار تنخفض والمشترون بأحجام كبيرة غير موجودين لذلك يجب أن نتوقع تدخلا من جانب البنوك المركزية". وأظهر استطلاع أجرته رويترز هذا الأسبوع توقع 31 محللا فرصة واحد إلى خمسة أن يتدخل البنك المركزي الأوروبي سواء منفردا أو مع بنوك مركزية أخرى خلال العام المقبل بائعا لليورو ومشتريا للدولار.
ياقلب لاتحزن
المفضلات