أصبح "كارلوس سليم الحلو" المكسيسكي الجنسية،لبناني الأصل، البالغ من العمر 67 عاما، أغنى رجل في العالم متخطيا مؤسس شركة ميكروسوفت "بيل غيتس"، حيث قدرت ثروته بنحو 68 مليار دولار. وجاء ذلك تبعا للصعود المستمر لسهم شركة "أمريكا موفيل" التي يسيطر عليها كارلوس سليم وهي أكبر شركة للهاتف المحمول في قارة أمريكا الجنوبية. كما يمتلك حصصا مؤثرة في تيلمكس وتيلسيل أكبر شركات الاتصالات الثابت والمحمول في المكسيك.

وتقع تحت قبضته 90% من خطوط الهاتف الثابته في المكسيك و 80% من خطوط الهاتف المحمول عبر ملكيته في تيلميكس وتيلسيل. وكان كارلوس الحلو قد أشترى الاتصالات المكسيكية حين خصصتها الحكومة في عام 1990 حيث قاد تحالفا ضم إلى جانبه "فرانس تيليكوم"، ويعتقد على نطاق واسع أنها كانت من أرخص الصفقات في التاريخ وهي الصفقة التي رفعته بعد 17 سنة من مستثمر صغير إلى مصاف أغنى رجل في العالم.
وكانت مجلة فوربس في أبريل الماضي قد صنفته في المرتبة الثالثة بعد كل من بيل غيتس و"وارين بوفيت" الامريكيين ضمن قائمتها لأثرياء العالم. غير أن الارتفاع المستمر لسهم "امريكا موفيل" التي تمتلك شبكة واسعة من شركات الاتصالات في امريكا الجنوبية قد جعلته يتخطى الاثنين بسرعة وبفارق كبير. ويبلغ عدد المشتركين في "امريكا موفيل" أكثر من 100 مليون مشترك ينتشرون عبر أرجاء القارة.

وكان والده قد انتقل عام 1902 عندما كان صغيرا إلى المكسيك وافتتح محل بقالة في عام 1911 وتزوج لاحقا من ابنة احد التجار من أصل لبناني أنجب منها ستة أطفال كان كارلوس أصغرهم. وبدوره أنجب كارلوس ستة أبناء من زوجته المتوفاة، ثلاثة منهم يساعدونه في إدارة امبراطوريته المالية.

أكبر تراكم للثروة في التاريخ

وتقدر مصادر أن ثروة "كارلوس سليم" قد ارتفعت بنحو 40 مليار دولار منذ بداية عام 2006، أي أن ثروتة ارتفعت خلال الـ 18 شهرا الماضية بما يعادل ثروة بيل غيتس نفسه أو ضعف ثروة الوليد بن طلال وهو شئ لم يسبق له مثيل من ناحية السرعة في الزيادة.

ومما يزيد من التعجب ان هذه الثروة تم جمعها في بلد يعد من افقر البلاد في نصف الكرة الأرضية الغربي وهي المكسيك حيث يعيش نصف السكان تحت خط الفقر، ويسيطر لوحده على مايقرب من 8% من الناتج الاجمالي للمكسيك ، في حين تسيطرأقلية اخرى من كبار التجار على نصف الاقتصاد المكسيكي.

وفيما يعامل "بيل غيتس" و"وارين بافيت" في الولايات المتحدة الأمريكية بكل اجلال واحترام لانجازاتهما الكبيرة التي مكنتهم من جمع ثرواتهم، فإن الوضع يختلف في المكسيك، حيث ينظر إلى "كارلوس سليم" كانتهازي رأسمالي جمع ثروته بفضل علاقات مشبوهة مع الحكومة المكسيكية. وذلك على الرغم من أن "كارلوس" وخلال أربعين سنة لم يتم اتهامه من قبل أحد بالاختلاس أو التزوير أو عدم النزاهة.