اولا يجب ان نعلم ان اعضاء هيئة سوق المال بشر مثلنا وربما بعض المتداولين في السوق يفوقونهم خبرة في كيفية التعامل مع ادارة السوق ولكنهم وجدوا انفسهم مسئولون عن السوق واجتهدوا وربما يصيبون او يخطئون وكلنا يمكن ان نصيب او نخطئ ولكن المهم ان نستمع للاراء وناخذ الصالح منها ولا نعتقد اننا نفهم والاخرين لا يفهمون لان هذا الامر يؤدي الى تفاقم المشكلات !!
أرجو أن تكون الهيئة قد فهمت أن أسلوبها في طرح شركات صغيرة يكرس المضاربة ويؤدي إلى هروب المستثمرين في الشركات القيادية والذين أصبحوا يتخوفون من كابوس الاكتتابات التي تسحب السيولة من شركاتهم الاستثمارية القوية وتوجهها لشركات المضاربة الجديدة التي لا تساوي ربع قيمتها !!! وأصبح المتداولون يهربون من الشركات القيادية تدريجيا !!
إدراج شركات صغيرة يتعارض مع أهداف الهيئة في تعميق السوق وكان الأولى أن يتم تعميق شركات السوق الحالية كوسيلة لتعميق السوق وذلك عن طريق رفع رؤوس أموالها أو دمجها مع شركات خارج السوق أو عمليات الاستحواذ وهذا يفيد شركات السوق وفي نفس الوقت يحقق هدف التعميق الحقيقي الذي يصل للشركات مما يزيد رؤوس أموالها ويصعب التلاعب بها
إدراج شركات كل نشاطها أنها تستثمر في شركات أخرى يتعارض مع أهداف السوق في تنشيط العجلة الاقتصادية واستخدام الأموال فيما يفيد الاقتصاد من خلال النشاط التشغيلي المفيد لتلك الشركات ..
الإصرار على أسلوب عدم الشفافية وتسريب أخبار الاكتتابات لقلة من المتداولين فيه غبن للمتداولين الآخرين ويجب أن تكون هناك جدولة واضحة ومتوازنة للاكتتابات القادمة تأخذ في الاعتبار وضع السوق الذي يحتاج إلى فترة نقاهة حتى تعود سيولة المستثمرين في الشركات القيادية ...
السيولة الحالية ضعيفة والسبب ليس خروج الأموال إلى أسواق أخرى ولكنه انتظار كبار المستثمرين خارج السوق والخوف من الدخول بسبب انعدام الثقة الذي ولدته قرارات الهيئة وانعدام الشفافية ومن عوامل إعادة السيولة المساندة السماح للشركات بشراء أسهمها او السماح لها بالاستثمار في سوق الأسهم كما كان سابقا قبل الانهيار حيث أدى قرار المنع إلى خروج سيولة الشركات في سوق الأسهم وتوجيهها للعقار مما ساهم في تضخم أسعار العقار الذي يحتاجه كل مواطن ..
مشكلة الهيئة أنها لا تهتم بالموجودين في السوق حاليا وتدريجيا يخرج قسريا عدد من المستثمرين في السوق بسبب إفلاسهم أو خوفهم من الإفلاس والهيئة تريد أن تعمق السوق بغض النظر عن الوسيلة وربما تكتشف في النهاية أنها تعمق السوق ولكنها تقضي على المتداوين فيه !!
لا أرى مشكلة كبيرة في معظم شركات السوق بل أن أرباح بعضها أكثر من ممتاز مع وجود شركات تحتاج إلى مساءلة مجالس إدارات تلك الشركات عن أسباب أداءها الباهت وسلبية نتائجها وهل ذلك الأداء بسبب جهل الإدارة وعدم كفاءتها أم بسبب الفساد فلا اعتقد انه يوجد سبب ثالث لإدارة تفشل في تحقيق أرباح لعدة سنوات !!
هنا يجب أن تركز الهيئة على مراقبة أداء الشركات وتعزيز مفهوم الحوكمة التي لازالت حبر على ورق كما يجب أن يكون التوجه لاندماج الشركات الحالية أو رفع رؤوس مالها للاستحواذ على شركات قائمة وناجحة بدلا من إدراج شركات صغيرة نعزز من خلالها المضاربات في السوق !
بعد النفي الذي صدر من هيئة سوق المال عن تقسيم السوق أرجو أن لا يتكرر السيناريو فنجد شركات المضاربة الخاسرة قليلة الأسهم ترتفع ثم يتسرب خبر التقسيم كالعادة لقلة من المتداولين وبعد أن ينتهوا من التصريف يتم الإعلان عن سوق جديد للشركات الخاسرة تتم خلاله المقاصة خلال أيام بدلا من ثواني كما هو معمول به حاليا !! ثم يقع الكثيرين ضحية كالعادة !!
المشكلة الكبرى في أن إدارة السوق جعلت المستثمر في السوق وهو (العميل) في آخر اهتماماتها وعمل الهيئة يذكرني بالاتصالات قبل منافسة موبايلي !!!
أرجو أن لا نحتاج إلى أن ننتظر طرح هيئة سوق مال جديدة تنافس هيئة التويجري حتى يلتفت معاليه لمطالب العملاء بدلا من أسلوب التعالي وإهمال العميل الذي يسببه الاحتكار للخدمة !!
المفضلات