على مكتبي تصريح
لوزير المالية منذ أكثر من شهر...
كل يوم أنظر له وأبتسم
ثم أهم بالكتابة عنه فأفكر قليلا ثم أقرر تأجيل الكتابة لليوم التالي لماذا...؟
أولاً لأن التصريح لم يكتمل تماماً وكنت أسعى للحصول على كامل التصريح من المصدر...
وثانياً
وهو الأهم أني كنت أريد أن أبتسم أيضاً في اليوم التالي حينما أنظر له مجدداً أي إني لا أريد أن أكتب عنه فأزيح التصريح من فوق مكتبي وأحرم نفسي من نعمة الابتسام غداً فأخسر مصدراً من مصادر السعادة وهل هناك من مصادر السعادة ما هو أفضل من الابتسام...؟
تصريح وزير المالية يتعلق بالبنك الإسلامي للتنمية وهو البنك (شبه الخيري) الذي أنشأته الدول الإسلامية عام 1975 ليتولى تمويل المشاريع الضرورية في الدول الإسلامية المحتاجة
وتمويل التجارة في تلك الدول كعمليات الاستيراد والتصدير وتقديم المساعدات للدول الضعيفة اقتصادياً، والصرف على الأنشطة المفيدة غير المربحة مثل الأبحاث في المجالات المختلفة في العالم الإسلامي، وغير ذلك من المهام الكثيرة الأخرى التي يمارسها البنك،
ويبلغ رأسماله المصرح به (22.56) مليار دولار. أما رأسماله المصدر فيبلغ (12.18) مليار دولار، وقد يكون المدفوع أقل من ذلك،
وهو يعاني من عدم قدرته على استعادة قروضه في الوقت المحدد أو عدم قدرته على استعادتها بالمطلق، وإذا أضفنا لذلك صرفه على الأنشطة الخيرية فإن ذلك يعطينا فكرة عن المصاعب التي يواجهها والتي تفرض أحياناً على الدول الإسلامية الداعمة له زيادة الدعم وضخ أموال جديدة ليفي البنك بالمتطلبات الأساسية التي قام من أجلها،
وأتذكر أني قرأت أن البنك أفصح عن أنه يسعى لتأمين عدة مليارات لمكافحة الفقر في الدول الإسلامية كما أنه يعتزم صرف عدة مليارات أخرى على مشروع للخدمات الاجتماعية الأساسية في الدول الإسلامية الفقيرة كالسنغال والنيجر ومالي وأوغندا ودول فقيرة أخرى، كما أتذكر أني قرأت أنه قد خصص خمسمئة مليون دولار لإعمار العراق، وقد ذكرت كل هذا لأعطي صورة عن الحالة المالية التي هو عليها وافتقاره للمزيد من الأموال الجديدة وأنه أبعد ما يكون عن القدرة على تدوير أمواله القائمة والمحافظة عليها. أما أن يسعى للربحية فهذا ربما يكون من المستحيلات.
الآن نأتي لمضمون تصريح وزير المالية حول هذا البنك... تصوروا ... هذا البنك بوضعه المالي هذا يقول وزير المالية في تصريحه إنه أي البنك ـ سيطرح جزءاً من أسهمه في الاكتتاب في سوقنا المالية... فقد نقلت رويترز أن معاليه قد قال يوم الثلاثاء 8/5/2007 إن البنك الإسلامي للتنمية يعتزم طرح أسهم في اكتتاب عام قبل نهاية العام الجاري 2007 وأنه (أي البنك) يدرس تفاصيل الاكتتاب مع هيئة السوق المالية السعودية.
طيب... هذا البنك الذي أعتقد أنه أقل قدرة على استعادة قروضه من صندوقنا العقاري هل سيجد من سيشتري أسهمه في السوق..؟ وألا يعني طرح أسهمه في الاكتتاب أنه يريد أن يبيع بعض قروضه لدى الدول الإسلامية الفقيرة التي لم يتم تسديدها...؟
بصراحة فكرة طرح أسهم البنك الإسلامي للاكتتاب بوضعه هذا جعلتني أبتسم... وكلما اطلعت على التصريح فوق مكتبي ابتسمت مجدداً.
ولا أدري لماذا تم اختيار سوقنا المالية ليطرح اكتتاب أسهم البنك فيها.
إن الدول الإسلامية الأعضاء في البنك أكثر من خمسين دولة
فلماذا تم اختيار سوقنا...؟ هل القصد أن يبروها...؟ ولماذا إذا كان القصد ذلك تحرم الدول الإسلامية الكثيرة الأخرى الأكثر فقراً وحاجة من هذه الميزة..؟
إني أرى استكمالاً لجمال الصورة توزيع أسهم البنك على الأسواق المالية إن كان هذا ضروريا لتعم الفائدة ولا تنفرد بالاستفادة سوق واحدة.
سأظل أبتسم كلما تذكرت فكرة هذا الطرح ما لم يتم تقديم فكرة للطرح مقبولة تزيل الصورة التي تدعو للابتسام وتقنع بأن فكرة الطرح قابلة للتنفيذ.
طبعا الكاتب عبدالله ناصر الفوزان
المفضلات