موسى في بيروت: فرصة كبيرة لتحول المبادرة السعودية لموقف عربي شامل».
بيروت: «الشرق الأوسط»
أكد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى ان هناك امكانية لحضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات القمة العربية في بيروت الاسبوع المقبل، لكنه اشار الى ان هذا الحضور يواجه عقبات نتيجة الحصار الاسرائيلي عليه «الذي قد لا يتيح له المغادرة وقد لا يتيح له العودة». واعتبر ان هناك فرصاً كبيرة لكي تتحول المبادرة السعودية لحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي التي ستطرح في القمة الى «موقف عربي شامل».
وكان موسى قد وصل الى بيروت بعد ظهر امس للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية الاخيرة للقمة العربية. واجتمع فور وصوله بوزير الخارجية اللبناني محمود حمود.
وقال موسى لدى وصوله الى مطار بيروت: «يسرني ان اصل اليوم الى بيروت في مستهل الاعداد الرسمي للقمة العربية الرابعة عشرة، وقد عايشنا معاً كثيراً من التطورات. ولنا ان نعبر عن ارتياحنا ونحن نتحرك نحو اللحظة الحاسمة يوم تنعقد القمة العربية للنظر في كثير من الامور المتعلقة بالوضع في العالم العربي، بل المتعلقة بمستقبل السلام في الشرق الأوسط وبالعلاقات الدولية مع العالم العربي». واضاف: «انا سعيد بأن اكون هنا اليوم. غداً سيجتمع المجلس الاقتصادي الاجتماعي العربي، تمهيداً لاعداد البنود الاقتصادية والاجتماعية على جدول الاعمال. وفي الوقت نفسه سوف تبدأ الاجتماعات السياسية بالسفراء والوزراء اعداداً للقمة. وسينظر في المشاريع الاولى التمهيدية التي اعدت للنظر فيها. وهذه المشاريع هي اولية وتستند الى اللغة والقرارات التي تم اقرارها العام الماضي».
وسئل موسى عن جدول اعمال القمة، فأجاب: «ان جدول الاعمال يتعلق بالقمة. وكل ما هو موجود الآن هو مشروع جدول اعمال نضع فيه كل البنود التي تم التطرق اليها في القمة الماضية او البنود التي طلب وزراء الخارجية او احدى الدول الاعضاء او الامين العام ان توضع على مشروع جدول الاعمال، ولكن الجدول نفسه واقراره نهائياً يتم بقرار من القمة».
وسئل ما اذا كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيشارك في القمة فقال: «حتى الآن هناك امكانية لحضوره، ولكن هناك ايضاً عقبات، ويجب الا ننسى انه تحت حصار قوات احتلال اجنبي قد لا يتيح له المغادرة وقد لا يتيح له العودة. لان هناك قوات احتلال تحاصر القائد والزعيم الفلسطيني والشعب الفلسطيني. وليس في امكاني التنبؤ الآن، ولكن نحن نتعامل مع الاحتمالات والظروف عندما تحصل».
وقيل لموسى: «هناك قمم عربية سابقة كانت قد اقرت مساعدات مالية للبنان، فهل سيصار خلال هذه القمة الى الايفاء بهذه الالتزامات ازاء لبنان؟ فأجاب: «نعم، كل هذه الامور مطروحة في مشروعات القرارات وفي التقارير المقدمة».
وسئل موسى ما اذا كان يعتبر ان المبادرة السعودية اصبحت بمثابة مشروع سلام عربي سيقدم الى القمة في شكل متكامل، فقال: «اعتقد ان المبادرة سوف تقدم الى القمة فعلاً، والفرص كبيرة لكي تصبح موقفاً عربياً شاملاً».
وعن مدى صحة المعلومات الصحافية التي قالت ان هناك مشكلة حول اصرار لبنان على المشاركة في صياغة البيان الختامي، افاد موسى: «طبعاً من حق لبنان ان يشارك في البيان الختامي. ولست ارى ان هناك مشكلة، خصوصاً انه يترأس القمة. ولا بد من المشاركة مع الدول الاخرى ومع الامين العام، وليس هناك اي مشكلة بالنسبة الى هذا الموضوع».
وسئل عن عودة اللاجئين الفلسطينيين وما اذا كانت المبادرة السعودية لحظت هذا الامر، فأجاب: «المبادرة السعودية شاملة».
وعن موقف القمة العربية من الانتفاضة في فلسطين المحتلة، قال موسى: «الامر واضح جداً لنا جميعاً، فالمقاومة مستمرة ما دام الاحتلال مستمراً. وهذه معادلة لا فكاك فيها. الاحتلال الاجنبي يولد المقاومة. وهذا الموضوع لا يمكن ان نتجاهله. ولا بد من دعم صمود الشعب الفلسطيني امام الاحتلال العسكري الاجنبي. واذا اتفقوا على ان ينسحبوا وعلى وقف النار نتابع هذا الامر، لكن حتى الآن لا يزال هناك احتلال وحصار ومقاومة».
وسئل موسى ايضاً عن صحة المعلومات التي تتحدث عن ان ملف الحالة بين الكويت والعراق سيكون مدرجا على جدول اعمال القمة وان هناك احتجاجاً كويتياً في هذا الشأن، فأجاب: «هذا الكلام غير صحيح، لا يوجد احتجاج. وكل الموضوعات المطروحة متروكة امام القمة لتقرر ما هي الموضوعات التي سوف تنظر فيها».
وسئل: قلتم ان المقاومة ستستمر ما دام هناك احتلال اسرائيلي فهل في الامكان اعتبار هذا القول موقفاً عربياً رداً على الموقف الاميركي الذي يصف المقاومة بالارهاب؟ فأجاب: «لا، المقاومة لا علاقة لها بالارهاب، فالارهاب شيء آخر، وهناك ارهاب ضد المدنيين والابرياء. وهذا ما شاهدناه في نيويورك وفي مدن كثيرة، لكن المقاومة في الاراضي المحتلة مشروعة ضد الوجود العسكري الاجنبي في الاراضي العربية المحتلة، وهذه مسألة واضحة جداً».
وكان قد وصل الى بيروت امس ايضاً نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. وتوجه على الفور الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت حيث اجرى فحوصاً دورية يجريها عادة في هذا المركز الطبي الذي كان أدخل اليه قبل نحو عامين وأخضع لجراحة في بعض شرايين القلب.
وسيجري الشرع اليوم محادثات مع المسؤولين اللبنانيين تتعلق بالتحضيرات الجارية للقمة العربية، وفي مقدمهم الرئيس اللبناني اميل لحود، على ان يشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر بعد غد في العاصمة اللبنانية.