الصحافة الروسية تتوقع هجوما وشيكا على إيران
Akhbar Al Khaleej - 27/03/2007</B> (MENAFN - Akhbar Al Khaleej) العواصم ــ وكالات الانباء:
اعتبرت الصحافة الروسية امس الاثنين ان قرار الامم المتحدة الذي يفرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران يضاعف الضغط الدولي على طهران ويمهد لعملية عسكرية وشيكة ضدها. بالمقابل حذرالحرس الثوري الايراني الولايات المتحدة من شن أي هجوم على الجمهورية الاسلامية.
وعنونت صحيفة «كومرسانت« الاقتصادية «تحدي ايران، القوى الكبرى تستعد لاجلاء مواطنيها من ايران«. واضافت الصحيفة في افتتاحيتها «امام طهران شهران لانهاء برنامجها النووي ، لكن لا احد يعتقد انها ستلتزم هذا التحذير«. وتابعت ان «هذين الشهرين هما مهلة لم تمنحها القوى الكبرى لايران التي ستواصل اجهزتها للطرد المركزي عملها، بل لنفسها بغية الاستعداد معنويا وماديا لفك الارتباط«. واتهمت «كومرسانت« الولايات المتحدة بتصعيد الازمة،
وكتبت ان «واشنطن ضاعفت دور ايران في الشرق الاوسط عبر القضاء على نظام صدام، بيضة القبان الرئيسية في المنطقة في مواجهة ايران الشيعية«. ورأت ان «ظهور زعيم مثل احمدي نجاد في ايران لم يكن ممكنا لولا خطاب قاس مناهض لايران من جانب جورج بوش«، مؤكدة ان عملية عسكرية ضد ايران باتت وشيكة. بدورها، قالت صحيفة «روسيسكايا جازيتا« الرسمية ان صدور قرار الامم المتحدة يوم السبت اطلق آلية ضغط دائم على ايران. واضافت «حتى لو استبعدت العقوبات اليوم اللجوء المفترض الى القوة ضد نظام آية الله، ثمة مخاوف من ان تبرز هذه المسألة على جدول الاعمال عاجلا ام آجلا«، في حين «ترفض طهران البحث عن تسوية«.
ولاحظت صحيفة «نويفي ايزفستيا« ان القرار الدولي الجديد لن يدفع ايران الى التخلي عن تخصيب اليورانيوم. ونقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية امس عن مرتضى سفاري قائد القوات البحرية للحرس الثوري الايراني قوله «إذا بدأت امريكا حربا ضد ايران فلن تكون من سينهيها«. وتابع في تصريحات بمدينة شوش بجنوب غرب البلاد «لن يسمح شعبنا بدخول جندي امريكي واحد الى بلادنا«. وفي أول رد فعل له على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1747 رفض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد القرار امس وقال «لا جديد فيه« وان مائة «ورقة« أو أكثر منه لن توقف البرامج النووية لإيران. ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن احمدي نجاد قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء «حتى لو أصدروا مائة ورقة أو أكثر فتأكدوا من أن شيئا لن يحدث في إيران عدا أن المنظمات الدولية ستسوء سمعتها عالميا حتى أكثر من ذي قبل«.
وصدرت تصريحات الرئيس الإيراني عقب موافقة مجلس الأمن الدولي بكامل أعضائه الـ 15 يوم السبت علي القرار 1747 الذي يتضمن فرض عقوبات اشد على إيران لتحديها طلبات المجتمع الدولي بوقف أنشطتها النووية. وحذرت الدول الخمس صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا من اتخاذ إجراءات إضافية في حالة فشل إيران في الانصياع في غضون 60 يوما للمطلب الخاص بتعليق أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم والعودة إلى المفاوضات. وقال احمدي نجاد «لا جديد في هذا القرار بالنسبة إلى الأمة الإيرانية والقرارات غير القانونية والشكلية من هذا القبيل لن توقف ولو لثانية واحدة البرامج النووية الإيرانية المدنية«.
واتهم الرئيس الإيراني القوى الغربية بخلق مؤسسات مثل مجلس الأمن الدولي حتى توسع من هيمنتها وتتصدى لمحاولات الدول المستقلة مثل إيران لتحقيق التقدم والتنمية. وقال الرئيس «إن الأعداء يخافون إيران إلى حد أنهم لم يكونوا على استعداد حتى للاستماع إلى خطاب وزير الخارجية قبل التصويت على القرار غير القانوني« وذلك في إشارة إلى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الذي ألقى خطابه بعد التصويت. وقال إن القوى صاحبة حق الاعتراض (الفيتو) تلعب دور الخصم والحكم في وقت واحد ولا تسمح للجانب الآخر بالدفاع عن وجهة نظره. وقال احمدي نجاد «إن إيران لن تنسى موقف دول معينة في علاقاتها الخارجية في المستقبل« مشيرا إلى مراجعة العلاقات مع الدول التي صوتت ضد إيران في الأمم المتحدة.
وردا على القرار الأخير قررت طهران الحد من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكنها لم تتطرق إلى تفاصيل بشأن كيفية تطبيق ذلك. وترفض طهران منذ العام الماضي العمل بالبروتوكول الإضافي للوكالة وقصرت تعاونها معها على إطار معاهدة حظر الانتشار. وهذا يعني أن عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة يتعين التنسيق بشأنها مقدما مع إيران وانه سيكون من حق طهران رفض تفتيش مواقع خارج الإطار القانوني لوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك رفض أعضاء بعينهم من فرق التفتيش. واعرب البيت الابيض أمس الاثنين عن خيبة امله لاعلان ايران خفض تعاونها مع وكالة الطاقة، وقال جوردن جوندرو المتحدث باسم الرئاسة الامريكية ان تصريحات المسؤولين الايرانيين مخيبة للامل نظرا الى تضامن الاسرة الدولية في رغبتها بالبحث مع ايران عن حل لازمة ملفها النووي.
وحث البيت الابيض ايران أمس الاثنين على اعادة النظر بقرارها خفض التعاون مع الوكالة. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو امام الصحفيين «إننا نحثهم على عدم سلوك هذه الطريق«. وقالت ايضا ان الولايات المتحدة «لا تنوي محاربة ايران«. واضافت ان القرار الذي اعلنته ايران بالحد من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «يخالف بالتأكيد ما قاله المجتمع الدولي مساء يوم السبت بصورة موحدة وهو اننا متحدون في رغبتنا برؤية ايران تعلق انشطة تخصيب اليورانيوم واعادة معالجته وان النظام الايراني يتجاهل التزاماته حيال قرارات مجلس الامن الدولي«. من ناحيته اعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي كيسلياك ان العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الامن على ايران «يمكن العودة عنها«. ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن كيسلياك قوله ان العقوبات اشارة جديدة الى الحكومة الايرانية وكنا نأمل في ان يتم فهمها بالشكل الصحيح. وأضاف «يمكن الرجوع عن جميع العقوبات ومازال من الممكن تسوية الازمة الايرانية سياسيا«.
المفضلات