تقرير اقتصادي صناعة الكيماويات الألمانية تواصل نموها الكبير قال اتحاد صناعة الكيماويات في ألمانيا »في.سي.آي« إن قطاع الصناعات الكيماوية أحد أهم القطاعات التصديرية في الاقتصاد الألماني سوف يحقق نموا ملموسا العام المقبل ولكن بمعدل أقل مما سجله العام الحالي.

كما أنه لن يوفر أي وظائف جديدة العام المقبل. وأشار الاتحاد في آخر تقرير له عن أوضاع القطاع خلال العام الحالي إلى أنه يتوقع نمو المبيعات العام المقبل بنسبة 2.5% مقارنة بالعام الحالي مع زيادة الإنتاج بنسبة 2%.

ولكن الاتحاد ذكر أنه يتوقع نمو مبيعات القطاع خلال العام الحالي ككل بنسبة 6% تقريبا إلى 162 مليار يورو (217 مليار دولار) مع زيادة الإنتاج بنسبة 3.5%. وتزيد هذه الأرقام عن التقديرات السابقة للاتحاد التي كانت 5.5% زيادة في المبيعات و2.5% زيادة في الإنتاج.

وذكر الاتحاد أنه بفضل الأداء القوي للاقتصاد العالمي فإن المنتظر وصول معدل نمو المبيعات الخارجية لصناعة الكيماويات الألمانية إلى 12% ليصل أجماليها إلى 117 مليار يورو. وفي الوقت نفسه تقفز المبيعات المحلية بنسبة 14% إلى 84 مليار يورو بعد نجاح ألمانيا في الخروج من دائرة الركود التي عانت منها خلال السنوات القليلة الماضية.

وقال فيرنر فينيينج رئيس اتحاد صناعة الكيماويات الألماني إن »الأداء الاقتصادي لألمانيا انتعش أخيرا خلال العام الحالي«. وجاءت توقعات الاتحاد الأخيرة بشأن أداء الاقتصاد الألماني وهو أكبر اقتصاد في أوروبا خلال العام الحالي متوافقة مع توقعات الخبراء حيث يتوقع أن يكون معدل النمو أكثر من 2.5%.

ولكن وفي ضوء التراجع المتوقع في أداء الاقتصاد العالمي نتيجة تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وهو أكبر الاقتصاديات العالمية قلص اتحاد صناعة الكيماويات الألماني توقعاته بشأن معدل نمو الاقتصاد في ألمانيا خلال العام المقبل إلى 1.5%.

ورغم الصورة الجيدة نسبيا لأداء قطاع الكيماويات خلال العام المقبل فإن الاتحاد استبعد قدرة القطاع على توفير وظائف جديدة في ألمانيا. وقد تراجع عدد العاملين في قطاع الكيماويات بألمانيا خلال العام الحالي بنسبة 1% مقارنة بالعام الماضي.

واستبعد فينينج وهو أيضا رئيس شركة باير الألمانية العملاقة للكيماويات أن تطلق شركات الكيماويات الألمانية خلال العام المقبل أي برامج كبيرة لتوظيف عمال جدد مشيرا إلى أنه يتوقع استمرار أعداد العاملين في القطاع خلال العام المقبل عند نفس مستوياتها الراهنة. وقال إنه يتوقع تراجع أسعار المواد الخام التي تستخدم في القطاع خلال العام المقبل.

ويتوقع الاتحاد أن يتراوح متوسط أسعار النفط وهو المادة الخام الرئيسية لصناعة الكيماويات بين 55 و60 دولار للبرميل العام المقبل في الوقت الذي كانت أسعار النفط قد وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في يوليو الماضي عندما بلغت 78.4 دولارا للبرميل.

وكان فينينج قد قال في وقت سابق »أخيرا نرى مؤشرات ازدهار في ألمانيا« لكنه حذر من احتمال تباطؤ صناعة الكيماويات في ألمانيا خلال الشهور المقبلة.

وكشفت شركات الكيماويات الألمانية الكبرى مثل باسف وديجوسا النقاب خلال الأيام الماضية عن خططها لزيادة استثماراتها في الأسواق الناشئة وبخاصة في الصين والهند حيث تتوقع هذه الشركات زيادة الطلب على الكيماويات في منطقة آسيا والمحيط الهادي بنسبة كبيرة.

وفي هذا السياق قررت باير ماتريال ساينس الألمانية الاستحواذ على شركة يوري ــ تيك التايوانية في صفقة ستجعل الشركة الألمانية أكبر منتج في العالم لحبيبات البولي يوريثان اللدنة.

وأعلنت شركة الكيماويات الألمانية العملاقة ديجوسا اعتزامها إنفاق 250 مليون يورو (333 مليون دولار) لدعم استثماراتها في الصين حيث يحقق الاقتصاد الصيني نموا سريعا للغاية.

وذكرت الشركة التي يوجد مقرها في مدينة دوسلدورف الألمانية إنها تعتزم إقامة مصنع كبير في شنغهاي لإنتاج الكيماويات. ومن المنتظر أن يدخل المصنع الجديد مرحلة التشغيل عام 2009 ليكون ثاني أكبر مشروع استثماري للشركة الألمانية.

وقال كلاوس إنجل رئيس مجلس إدارة ديجوسا إن المصنع الجديد في الصين يأتي في إطار استراتيجية نمو الشركة. وأضاف :»نحن نرى تطورا جذابا للسوق في آسيا وهذا الاستثمار سوف يدعم مكانتنا كواحدة من أكبر شركات« الكيماويات في العالم.

وزادت مبيعات ديجوسا في الصين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بنسبة 50% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وتمتلك ديجوسا حاليا أكثر من 18 شركة تابعة في الصين مع مصانع في مناطق أنكيو وتشانج تشون وجيانج ولياويانج ونانيج ونانبيج وكينجداو وريشاو وشنغهاي ويانجكو الصينية.
د ب أ