عندما نبحث عن الربح في سوق المال علينا أن ننظر إلى ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر في اختيارنا للسهم الذي يفضل اقتناؤه في أي ظروف مع الاخذ في الاعتبار ان نسبة الارباح المتوقعة تتناسب طرديا مع نسبة المخاطرة...
العامل الأول (مكرر الربحية)
مكرر الربحية يعني ببساطة كم سنة تحتاج لاستعادة رأسمالك لو اكتفيت بالحصول على العائد من السهم وبدون نمو للارباح وهذا العامل لا يكفي بمفرده لأنه يجب أن تنظر إلى مقدار النمو في الأرباح ونوع الأرباح المتحققة وهل هي متكررة أم غير متكررة وكلما قل مكرر الربحية يعني قلة عدد السنوات التي تسترجع خلالها راسمالك وكان ذلك محفزا للسهم بشرط عدم وجود ما ينبئ عن نقص في الأرباح المتوقعة وهذا غالبا ما يتماشى مع الوضع الاقتصادي العام ومستقبل الشركة ومشاريعها المستقبلية وعليه نتوقع انخفاض مكرر الربحية لمعظم الشركات لو استمرت الأسعار على ما هي عليه أو ارتفاع الأسعار تلك الاسهم بما يتوافق مع نمو الأرباح المتوقع نتيجة المشاريع الكبيرة التي تم تدشينها قبل عامين وينتظر البدأ في انتاجها خلال العام القادم باذن الله...
العامل الثاني (نمو الأرباح)
هذا العامل يعتبر من أهم أدوات المحلل المالي الجيد والمتابع وتوقع نمو الأرباح يجعلك تحصل على شركة مكررة أرباحها مرتفع نسبيا ولكن خلال فترة معينة سينخفض مكرر الربحية بشكل كبير لو بقي سعرها كما هو وقت الشراء وذلك بسبب ارتفاع نسبة الأرباح المستقبلية وهذا بلا شك سينعكس على سعر السهم وسيجعله يرتفع بنسبة قريبة من نسبة نمو الأرباح ..
العامل الثالث (السيولة)
وهذا العامل خذلنا وخذل المستثمرين في سوقنا خلال 2006 ولا يمكن لأي محلل أن يتوقع بدقة متى ستخرج السيولة إلا من باب التخمين أو القرب من أصحاب القرار والمحافظ الكبرى لان خروج السيولة غالبا يتوافق مع قرارات مفاجئة أو حروب غير متوقعه أو أنها تخضع لأمزجة أصحاب تلك المحافظ المؤثرة أو كان الشخص يدير تلك المحافظ في السوق ومن المستبعد أن يسرب أخبار إلا بعد ما تنتهي المحافظ من التصريف كما لا يمكن أن نحدد اتجاه السيولة المستقبلي إلا بعد أن تنتهي المحافظ الكبرى من التجميع وتبدأ رحلة الارتفاع في أسهم معينه فارتفاع الأسماك والباحة كان بدافع السيولة فقط وهي التي رفعت تلك الأسهم ولم يكن الارتفاع لأسباب أخرى مثل انخفاض مكرر الربحية أو زيادة نمو الأرباح لذلك كان الارتفاع مؤقتا والانخفاض عنيفا والسيولة وحدها هي التي ستعيد تلك الشركات للارتفاع أو تسحبها إلى الأسفل .. فهذه هي أسواق المال وعلينا أن نقبلها بخيرها وشرها ... كما انه علينا ان نتذكر ان عودة سيولة جزئية لشركات صغيرة وبعيدة عن بيع التسهيلات مثل الأسماك رفعت السهم من 23 الى 400 ريال بعد الانهيار وخلال فترة وجيزة ونفس الامر لشركات صغيرة اخرى مثل الباحة وتهامة وغيرها فما بالكم اذا عادت السيولة الحقيقية والكبرى للسوق ؟؟..
كما أن ارتفاع سوقنا إلى 20000 كان بدافع السيولة بشكل أساسي والخروج المفاجئ والكبير لتلك السيولة والتي تبعها خروج سيولة التسهيلات الإجباري والمتواصل وإجبار الشركات على بيع أسهمها مما أدى إلى انخفاض كبير واكبر من الطبيعي ولكن في هذه المرحلة الحالية وبالأسعار الحالية لمعظم القياديات يدعمنا عاملي النمو في الأرباح ومكرر الربحية بشكل كبير ولازالا يشكلان عامل دعم لبعض الشركات وليس جميعها وهذان العاملان يتوافقان مع الوضع الاقتصادي في البلد والذي يعيش أفضل حالاته بسبب ارتفاع النفط وانعكاس ذلك على الإنفاق الحكومي والذي تستفيد منه البنوك وشركات السوق وبالتالي يستمر النمو في أرباحها وتزيد توسعاتها ... أما السيولة فستعود ولو جزئيا وسنراقب أين ستتركز تلك السيولة فربما تعود لأسهم المضاربة أو أسهم العوائد الصغيرة أو الأسهم القيادية...
عوامل مثل وقف المضاربين ومنع الشركات من شراء الأسهم وبيع التسهيلات والاكتتابات غير المقننة وتغيير فترة التداول والحروب المفاجئة لم تؤثر على ربحية الشركات التشغيلي والتي حققت أعلى معدل في الربع الثالث من 2006 ولكن تلك العوامل أثرت على السيولة في السوق وهذا الأمر مؤقت وستعود السيولة بإذن الله لتدعم العوامل الأخرى مادمنا نعيش في وضع اقتصادي وسياسي مستقر ولا نملك حاليا إلا الصبر والثقة بالله ثم بان أرباح شركاتنا ستواصل النمو مما يجعلها مغرية وهدفا للمستثمرين وهذا سيعيد السيولة لها عاجلا أم آجلا ...وهكذا تعودنا من سيولة سوقنا خلال السنوات الماضية فهي تخرج حتى نتوقع أنها لن تعود ثم تعود وتدهشنا حتى نعتقد أنها لن تخرج ....وتذكروا أن المحذرين من سوقنا كانوا موجودين وكثر منذ أن تجاوزنا 6500 نقطة بل أنهم كانوا أكثر شراسة ولكنهم لم يمنعوا السوق من الوصول إلى 20000 نقطة عندما تجلت سيولة سوقنا المتمردة وربما أنهم دخلوا متأخرين جدا ...
اعلم أن التحذير وتخويف صغار المتداولين وإخراجهم من السوق بخسائر سيعيد السوق بشكل أسرع لان الأسهم ستنتقل بسرعة للقلة المتحكمة في السوق بهذه الأسعار ولكن أرى انه من واجبي كمتداول عاصر الطفرة من بدايتها ومر بما يمر به أخواني مرات عديدة أن اجتهد بما أراه ويبقى القرار لك فيما تراه مناسبا ومقنعا لك....
المفضلات