لماذا تحاصر نجاحات صالح الدريبي ؟ هل هي مؤامرة!!
استمتعتُ بمشاهدة برنامج ( برسم الصحافة) لصاحبته [ ريما الشامخ ] في ( الإخبارية ) السعودية . ورأيتُ ان أكتب مشاهداتي ووقفاتي .. وسأبدأ مشواري بالحديث عن ضيوف البرنامج باختصار..
الأستاذ صالح الدريبي .. رأيته رجلاً جريئاً مُطلعاً نظيف اليد .. استطاع بعقليته المُرتبة وإحساسه الصادق وحرقته على ما أصابه أن يوصل رسائله لنا كمواطنين وكمجتمع وكدولة .. تملّك الرجل ناصية الموضوعية والعقلانية في حضوره .. وضع الكثير من النقاط على حروفها .. بيّن بإسلوب رصين أن المُستثمر السعودي ( مُغيّب) ولا قيمة له عند الدولة.. بعكس الأجنبي الذي يحظى بامتيازاتٍ كثيرة .. أخبرنا ( ولم نكن نعلم بذلك) بأنه مُقيّد الحرية وأنه ممنوع من السفر خارج البلاد .. طالب ( بحُرقة ) باطلاق سراح الأصول والحسابات المتعلقة به .. قال لنا بأن ( المقام ال) كما يُسميه البعض.. كلّفه بمعالجة الأمر من أوله إلى آخره ، ولكن هناك من يقف في طريق هذه المعالجة ولا يُريد لهذه المشاريع ان تستمر وتنجح. قال بأن اللجنة القضائية أقرّت مبدأ التعويض له .. ومع ذلك تم تعطيل الأمر وزاد حصاره ..
قال كذلك بأن المظلوم إن لم يستطع القول بأنه مظلوم فعلى الدنيا السلام وهو من أسباب إنتكاسة الامم والشعوب ( وأُزيد من عندي ( سقوط الدول) .. طالب بالصراحة حين الحديث مع ( خادم الحريمن الشريفين) ولا غيرها .. تمنّى على الدولة ومن يقف على رأسها بمعاملته ومن معه ( كأسرى حرب) وتطبيق ( مُعاهدة جنيف ) عليه وعلى مشاريعه واصوله وحساباته ، ورفع الحصار عنه لأنه بالفعل مُحاصر .. حـمّل مسؤولية ( بعض) ما يحدث لـ ( الأمانة العامة للإستثمار ) ولـ ( أمانة جدة) وقال بانه سيُخرِج الكثير من الحقائق والوثائق التي ستدعم إتهاماته لهاتين الجهتين بعد اسبوع .. أخبرنا بأنه هو السبّاق وصاحب فكرة ( المُدن الإقتصادية) بثقافتها واستراتيجيتها ، وطالب أن تُمنح مشاريعه إمتيازات هذه ( المُدن) .
ويقول ( فتى الجوف) .. أن هذا الأمر خطير .. ويدفعنا للتساؤل عن بعض اسباب اهتمام الدولة بإنشاء مشاريع ( المُدن الإقتصادية) في الوقت الذي ( يُحارَب) فيه صاحب الفكرة وراعي الإختراع .. وهل هو انعكاس لنفسية ( بعض) أُمراء آل سعود ونظرتهم ( اللي مدري وشلونها ) للكثير من شرائح المجتمع! وأخيراً ( وبعد معرفة معدن الرجل ) أقول .. إذا عُرف السبب بطل العجب. هذا ( تقريباً) ابرز ما ذكره الأستاذ صالح الدريبي ..
الإستاذ عثمان العيسى .. مع احترامي له .. يبدو أنه جاء للقاء بعقلية وتحضير لم يُسعفانه ليكون ( نداً) في الحوار والنقاش للأستاذ الدريبي.. فقد تم ابتلاعه من قبل الدريبي وبدأ وكأنه جاء لمناقشة موضوع آخر مُغاير لما طُرح في البرنامج .. الرجل كان يُغرّد خارج السرب ، وليس لديه من حُجج سوى .. أن الدريبي لم يُخبر الناس بأنه مشروعه سينمو على ( مراحل) .. كررها أكثر من مرة رُغم ضعفها وبُعدها عن سياق الحلقة ( وتوضيح) الدريبي لها . واضح كذلك أنه كان يعتقد أن محاور البرنامج ستأخذ شكلاً مُعيناً .. وعلى هذا ( التصور والتمنّي) بنى تحضيره واستعداده للحلقة.
ما يشفع للرجل في ظني .. أخلاقياته العاليه وأدبه الجم ومظهره الأنيق .. أيضاً الإستعداد أن يسمع ويستمع.. وأن يقول ما يرى أنه صواب وإن أغضب من يُخاف غضبه. الرجل في ظني كذلك .. يعلم بأن دولتنا ومجتمعنا أشبه ما تكون بـ ( جمهورية موز) على حد قوله.. فقد ذكر ( جمهورية الموز) أكثر من مرة .. لكن حضوره لم يكن قوياً لأنه ( كما بدا لي) لا يملكُ معلومات وحقائق تُمكّنه من الظهور بمظهر الخصم المُجادل الذي يُفحم خصمه أو مُناظره .. أو أن يُضيف لنا جديدا ومُفيداً . أرجو أن لا يزعل مني الأخ العيسى فهذه قرآءتي لحضوره..
الأستاذه ريما الشامخ .. ( جابت العيد) .. اتضح لي بأنها ليست بـجريئة ( كما ظننتُ وذكرتُ من قبل) .. (تورّطت) من موضوعية وجُرأة الدريبي .. فعينٌ مع البرنامج .. وعينٌ خارج الأستديو .. ثقافتها الإقتصادية غير مُقنعة .. حضورها لم يكن قوياً .. ثقافتها الإعلامية بدت ( من جنبها ) .. وكررت أكثر من مرة ( يا شيخ صالح أرجو أن نكون موضوعيين في الطرح) رُغم موضوعية وعقلانية الدريبي والتي لا ينتطح عليها ثوران .. ومتى أصبح ذكر الحقيقة وبهذا الطريقة الحضارية المُهذبة يا ( ريما) مُناقضاً للموضوعية ؟!
هامش الحرية التي كانت ( الإخبارية) تدعيه.. تبخّر لولا ذكاء وجُرأة الدريبي. كانت كذلك ( منخرعة) من أن تجلِبَ عليها موضوعية وصراحة الدريبي غضب من لا تتمنى غضبه .. حاولت في الأخير ( بعد ما طاح الراس في الفاس) أن تُعدّلَ من أدائها .. ولكن ( مينفعش) على قولة إخوانا المصريين. أرجو أن لا تزعل علينا الأخت ريما .. فهذا الكلام ( والبهدلة) لمصلحتها ..
الدكتور أحمد التويجري .. يحتاج ( رُبما) لموضوع مُستقل لعل الله يُيسره لنا .. نتناول فيه شخصيته ( بدايةً) يوم أن كان ( مُنتقِداً ) .. مروراً بـ( مجلس الشورى) .. ثم ( مُحامياُ) للدريبي ومجموعته.. مع تمنياتي له ولمن تحدثنا عنهم أعلاه بالتوفيق والتسديد..
هناك أسئلة كثيرة ( بطبيعة الحال) تحتاج لأجوبة ( مُحترمة) فيما يتعلق بدولتنا وموزها ( لا أقصد رموزها .. بل موزها ) من ( جمهورية الموز) .. وطبيعة العلاقة بين ابن سعود ( كحاكم) والمواطن المسكين ( كمحكوم) والآليات المعمول بها في مجتمعنا فيما يتعلق بحياة ومعاش المواطنين.. وقُرب وبُعد الحكومة ( ابن سعود) مما يجري في مجتمعنا كقضية الدريبي وغيرها من قضايا كثيرة جداً.. وهل المُنقذ ( فعلاً) ابو مُتعب .. أم أن هذه الندآءات التي تُنادي ( خادم الحرمين) في التدخل في ( كُل شيء) صحيّة .. أم علامة فشل وفساد وعجز ... وما رأي الملك ومن حوله في كل هذا ... أقول كل هذا سنتطرق له إن شاء الله في مداخلات قادمة حسب إتجاه الموضوع..
تحياتي ..
المفضلات