من لم يتحسر على ما يحدث

في العراق الان

ويأسى لكل تلك الفواجع

وذلك الوجع الانساني المرير

فإنه بحاجة الى معالجة الاختلال

(الحسي) الذي أصاب أهم جهاز لديه

ليتمكن -بعد ذلك- من إدراك

حجم الكارثة الانسانية التي حلت

بأشقاء لنا في العروبة والدم والدين..

ولئن ابتلي الشعب العراقي

العريق في حضارته وعروبته

الشامخة بتلك النازلة المفجعة

التي اصابته في مقتل.. منذ ان

تولت تلك القيادة الطائشة مقاليد

الحكم في اكثر البلاد العربية

ثراء وتقدما وحضارة..

فإن الأمة العربية كلها.. تتحمل

وزر استمرار هذه القيادة الضالة..

وبطشها وطيشها عندما ساعدت

ـ القائد الملهم ـ ليتقوى على أعدائه

وشعبه ومعارضيه.. وجيرانه..

فصنعوا منه الغول الذي تفرغ

لالتهامهم واحداً بعد الآخر.. عندما

حانت ساعة النصر الزائفة له..

? وعلى ذلك القائد المريض بحب

السلطة.. وكراهية شعبه وبلده وأمته.. وحتى نفسه ان

لا يغتر بتعاطف (أحرار) العالم ومناضليه..

فهو لا يستحق حتى قيمة الحبر الذي كتبت

به تلك الشعارات.. ولا قطرات الدمع

أو الدم التي نزفها اولئك الشرفاء

من اجل الشعب العراقي الأبي

لأنهم وحدهم يستحقون كل ذلك

العناء والتضحيات..

لا من جلب لنا النار والدمار والعار

وهدد منطقتنا بالفناء..

? لك الله.. ايها الغالي (محمد) .. فلست

وحدك من كبده الطاغية المتيبس خسارة

ما.. فكل اطفال العراق يعانون ويلات تلك

التصرفات المجنونة..

واذا كنت قد فقدت فرحة ذكرى ميلادك

يوم الاربعاء الماضي.. وشعرت بأنك أتعس أطفال العالم..

فإن اطفال العراق قد نسوا ميلادهم

ولعلهم تمنوا ان لا يكونوا قد ولدوا

ليجدوا في العالم قائدين حاقدين

على البشرية والسلام الانساني

أحدهما في البيت الابيض.. والآخر

في بغداد

ايمن محمد حبيب