إدارة بوش تخصص 1.58 مليار دولار للكمبيوتر وخدماته

Al Qabas - 02/03/2003


مارك فورمان، رجل معروف في وادي السيليكون (سيليكون فالي) هذه الأيام. فقد حضر أكبر مسؤول في تكنولوجيا المعلومات إلى البلد، قبل أكثر من أسبوع طالباً الدعم للحكومة الفدرالية التي تزيد من الانفاق على أمن وسلامة الكمبيوتر وتنظيم عمليات شراء وتحديث وتفعيل التكنولوجيا.

الذي استطاع هذا المسؤول الحصول عليه، وعلى عكس زيارات سابقيه من البيروقراطيين، كان لافتاً الى حد كبير.

في اليوم التالي لزيارته، تناول العشاء مع خمسين من الرؤساء التنفيذيين، وفي اليوم الذي يليه، ألقى كلمة أمام أكثر من مائتي مسؤول من العاملين في شركة «صن مايكروسيستمز» ومائة وخمسين من العاملين في «سيسكو سيستمز».

وأمام الحضور المفعم بالأمل قال فورمان «خلال شهرين أو أقل رأيت عقوداً أبرمت بلغت قيمتها 200 مليون دولار».

والمزيد آت. فبينما قد تضر الحرب المحتملة ضد العراق بالاقتصاد برمته، إلا انها (الحرب)، الى جانب الانفاق المتزايد على الأمن الداخلي، قد يعملان على إنعاش صناعة التكنولوجيا التي غرقت في الوحل على مدى السنوات الثلاث الأخيرة.

زيادة الإنفاق

وتخطط إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لزيادة الإنفاق الحكومي على أجهزة الكمبيوتر وبرامج وخدمات الكمبيوتر الى 1.58 مليار دولار للسنة المالية التي بدأت في الأول من اكتوبر، إلى زيادة نسبتها 17% مقارنة مع 8.49 مليار دولار للسنة المالية السابقة (2002).

وعلى صعيد آخر، من المتوقع ان يزيد انفاق الشركات على التكنولوجيا بنسبة 2 ـ 3% خلال العام الجاري بعد ان ظل ثابتاً لعامين.

الواحة الخضراء

أما صناعة التكنولوجيا فإنها تعد العدة للكسب والتربح، إذ يقول ريتش يامارون، كبير الاقتصاديين في «آرغوس ريسيرتش» ان الحكومة الآن بمثابة الواحة الخضراء وسط مناخ تجاري جاف.. هذه الحرب وعلى عكس أي حرب أخرى، قد تعمل على تقوية قطاع التكنولوجيا».

ويقول محللون ان جميع منتجات وخدمات التكنولوجيا ستستفيد. فيما ستكون كبرى شركات التكنولوجيا مثل آي بي ام وأوراكل اللتان فازتا بعقود حكومية على مدى سنوات، من أكبر المستفيدين.

إيرادات أوراكل

ويأتي ما يتراوح بين 20% و25% من إيرادات أوراكل من مبيعات برامج البيانات الأساسية إلى الحكومة، وبالتالي فإن زيادة الإنفاق الفدرالي على التكنولوجيا لا بد من ان ينعكس نمواً ملحوظاً في إيرادات الشركة، على حد قول كيفن فيتز جيرالد، نائب رئيس أوراكل.

وتوافق آن التمان العضو المنتدب للقسم الفدرالي في «آي بي ام» على ذلك بقولها «انها تشكل فرصة هائلة».

قطاعات رابحة

بين قطاعات التكنولوجيا التي ستكون من الرابحين من الانفاق الفدرالي القطاعات التالية:

1ـ اجهزة الكمبيوتر المركزية (السوبر كمبيوتر):

كشفت شركة كراي النقاب عن انها تلقت طلبيات لشراء اجهزة كمبيوتر مركزية وخدماتها بقيمة 62 مليون دولار، يعتقد انها لاستخدام الحكومة في قطاع الدفاع وتعادل تلك الصفقة 40% من ايرادات الشركة لعام 2002.

ورفضت «كراي» التي تعد من اكبر شركات انتاج المعدات للقطاعات الاستخباراتية التعليق، اما شركة سيلكون غرافيكس (اس جي آي) والتي تعد من الشركات الرائدة في الرسوم البيانية والتخطيطية فقد اعلنت ايضا عن فوزها باكبر عقد دفاع في تاريخها الممتد على مدى 21 عاما، قيمته 26 مليون دولار لتوريد اجهزة الكمبيوتر المركزية وبرامج وخدمات الكمبيوتر لوزارة الدفاع لتطوير طائراتها وصواريخها.

وقد طورت «سيلكون غرافيكس»، التي نمت ايرادات اعمالها لقطاع الدفاع بنسبة 35% مقارنة بـ 20% في العام السابق، تكنولوجيا بصرية لحرب المدن. وتقدم هذه التكنولوجيا للمخططين في الجيش الاميركي صورة ثلاثية الابعاد لقصور صدام حسين ومعالم بغداد.

ومن المتوقع ان تستخدم حزمة برامج الرسوم البيانية والتخطيطية واجهزة الكمبيوتر المركزية من قبل القوات المسلحة الاميركية عند شن هجوم عسكري على العراق.

وكانت القوات العسكرية استخدمت التصوير الثلاثي الابعاد مع صور الاقمار الصناعية لسنوات، لكن التطور التكنولوجي خلال العقد الماضي يقدم صورا بتفاصيل اكثر وادق، على حد تعبير لانغ كريغهيل مدير قسم مبادرات الامن الداخلي في سيلكون غرافيكس.

2ـ معدات الكمبيوتر:

معدات الكمبيوتر، هي ايضا من ابرز القطاعات المستفيدة، فقد باعت شركة ديل كمبيوتر في اكتوبر 60 الف جهاز كمبيوتر شخصي الى البحرية، حيث يمكن لقواتها ان تستخدمها للبريد الالكتروني وغيرها من الاتصالات في ارض المعركة.

هجوم بيولوجي

وتستخدم اجهزة باناسونيك من الكمبيوتر المحمول (لاب توب) واجهزة كومباك الالكترونية المحمولة من قبل القوات الاميركية في الشرق الاوسط لفحص مؤشرات هجوم كيميائي او بيولوجي.

كما تجمع اجهزة الكمبيوتر بيانات حول الاصابات وحالات القلق والاعتلال الجسدي. ويعد هذا جزءا من مشروع قوامه 4 مليارات دولار لوزارة الدفاع للتحول من السجلات الورقية الى الرقمية لنحو 9 ملايين جندي.

3 - الخدمات التقنية:

وقعت شركة يونيسيس الصيف الماضي عقدا قيمته مليار دولار ومدته سبع سنوات مع ادارة امن وسائل النقل، التي اسست بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، لتطوير وسائل الامن في 429 مطارا تجاريا. وبموجب اكبر عقد للامن الداخلي ستقوم الشركة بتوريد اجهزة السيرفر للكمبيوتر ومعدات الاتصالات والبرامج.

وكانت يونيسيس اعلنت عن تسجيل ايرادات بلغت 6.5 مليارات دولار للسنة المالية 2002.

يقول بول ميرفي، رئيس الابحاث في شركة ايغل اي «ان الموضوع ليس ابتكار تكنولوجيا جديدة بل تطوير معدات قديمة وجعل الامر ممكنا، على سبيل المثال، لانظمة الكمبيوتر في وزارتي العدل والزراعة تتبادل البيانات اذا ما حاول الارهابيون تسميم الغذاء».

4 - أمن الشبكات

قد يصل حجم الانفاق الحكومي على امن اجهزة الكمبيوتر هذا العام الى 2.4 مليارات دولار بارتفاع نسبته 56% مقارنة بمبلغ الـ 7.2 مليار دولار التي رصدت لعام 2002، وذلك بحسب مكتب الادارة والميزانية.

يقول توم غونان، الرئيس التنفيذي لشركة انترنت سيكيوريتي سيستيمز ان الزيادة الكبيرة في الانفاق ستؤدي الى ابرام المزيد من العقود.

ومن تلك العقود، عقد تقدر قيمته بعدة ملايين من الدولارات وقعته شركته مع وزارة الصحة والخدمات الانسانية لضمان سلامة المعلومات البيولوجية والكيميائية.

5 - تحديد تردد الاشعاعات:

وسعت وزارة الدفاع من استخدام تكنولوجيا تحديد الترددات الاشعاعية التي تجمع ما بين الموجات الاشعاعية وشبكات الكمبيوتر لتعقب شحنات الامدادات. وقد وقعت شركة سافي تكنولوجي مؤخرا عقدا بقيمة 90 مليون دولار مع وزارة الدفاع.

6 - البيولوجيا الاحصائية:

حازت شركة يونيسيس العام الماضي على عقد من وزارة الدفاع قيمته 23.1 مليون دولار لتطوير انظمة التعرف على الاشخاص للامن الداخلي.

ويقول مايكل تيمي، مدير المشروعات الخاصة في «انترناشيونال بيوميتريك غروب» للاستشارات انه من المتوقع في الوقت الراهن البدء بتطبيق مقترحات الحكومة باستخدام اجهزة تحديد وتعريف البصمات والوجوه، في الكثير من مطارات والنقاط الحدودية في الولايات المتحدة الاميركية للتعرف على هويات الافراد.