شهاب قرقاش: أسوأ أيام البورصة مرت .. لكن الرؤية ما زالت غير واضحة

الأسهم الإماراتية فقدت 61 مليار دولار من قيمتها في النصف الأول


دبي: عصام الشيخ
قال مستثمر إماراتي بارز، امس، إن اسواق المال في الامارات التي عانت من أسوأ أداء لها هذا العام منذ انهيار 1998، تركت أسوأ أيامها وراءها، على الرغم من ضبابية اتجاهها حتى نهاية العام الحالي.
وفقدت الأسهم الاماراتية حتى يوم امس، اكثر من 37% من قيمتها منذ بداية العام او ما يعادل 224 مليار درهم (61 مليار دولار) من قيمتها السوقية.

وألقى خبراء ومستثمرون باللائمة على سلسلة من عمليات الاكتتاب الضخمة وزيادات رأس مال شركات عديدة في الامارات خلال العام الماضي في الانهيار الذي اصاب السوق.

وأدت عمليات الاكتتاب في شركات جديدة وزيادة رؤوس اموال الشركات الى اكثر من 10 مليارات دولار من السيولة في السوق المحلية، وهو ما يعتقد كثير من المحللين انه أشعل فتيل الأزمة.

وقال شهاب قرقاش مدير محفظة ضمان للاسهم التي اعلن عن اغلاقها امس لانتهاء مدتها المحددة بخمس سنوات «من الصعب التكهن باتجاه السوق حاليا حتى نهاية العام، فلا نعرف مثلا ان كنا قد وصلنا لنهاية مرحلة الهبوط السريع أم لا، كما لا يمكننا معرفة إن كان ستتبع ذلك مرحلة صحوة للسوق». وأشار الى ان الاوضاع السياسية في المنطقة تلعب دورا في الغموض الذي يكتنف اتجاه السوق، إلا انه اعتبر أن الثقة لا تزال مستمرة بالسوق، خاصة في ظل المقومات الاقتصادية القوية وتوفر السيولة بفضل عوائد النفط. وقال قرقاش في تصريحات للصحافيين ان هناك ازمة ثقة حادة بالسوق، وهناك تجاوزات في السوق لم يتم ردعها، فضلا عن تحفظ مستثمرين وخاصة الكبار منهم بالعودة الى السوق. وأشار قائلا «الوحيدون المتشبثون بالأمل هم صغار المستثمرين». وقال «أسوأ الايام اصبحت وراءنا، إلا ان السؤال هو ان كان النشاط سيعود الى السوق أم لا». ويقول محللون إن كثيرا من التجاوزات لا تزال قائمة في السوق الاماراتي وخاصة في تعامل عدد من الشركات والمستثمرين بالاسهم وكذلك الطريقة التي تعاملت فيها البنوك المقرضة مع الاسهم المرهونة لديها.

واتهم قرقاش الجهاز الرقابي في الامارات (هيئة اسواق المال) بأنها غير مسلحة بالأسلحة المناسبة لمحاربة التجاوزات، فضلا عن بطئها في التدخل لسد الثغرات. وقال «المطلوب نظام رقابي او قانوني اسرع ولوائح اكثر تفصيلا بما يمكن ولا يمكن عمله، وضبط نفس اكبر من جميع الاطراف، والتحلي بمسؤولية أكبر من قبل الشركات والمستثمرين تجاه اسواق المال». وحول ما إذا كان السماح للشركات بشراء اسهمها سيؤدي الى تحسن السوق نسبيا، قال قرقاش إن المفيد في هذه الخطوة هو اعادة بعض السيولة التي «سلبت» من الاسواق الى الاسواق، واستطرد قائلا «اعادة شراء الاسهم ليس الحل الامثل لمشاكل السوق، بل هو جزء من الحل.. سيكون له تأثير ايجابي مؤقت مثل ابرة المنشط». وأعلن مدير محفظة ضمان للأسهم عن الإغلاق الناجح للمحفظة التي حققت للمستثمرين عوائد مجزية بلغت نسبتها 273.84% خلال فترة عملها البالغة خمس سنوات، وذلك بنسبة عوائد سنوية بلغت 34.76%.

ومن المقرر دفع حصيلة الأرباح للمستثمرين بعد الانتهاء من إجراءات إغلاق المحفظة بتاريخ أقصاه 30 سبتمبر (ايلول) المقبل.