الاسبوع القادم واسابيع تليه البحث عن القاع واضاعة الفرص فما هو الحل ؟
في مقال الاسبوع السابق كنت قد اشرت الى اهمية ادارة المخاطر، واكدت على اهمية الانضباط ، ووضعت رسما يبين احتمال الهبوط بطريقة السكين الهابط ، واكدت ايضا على انك انت من سيتحمل تبعات القرار، ومن سيدفع الثمن ليس المحللين ولا المطبلين اوالمرجفين ، انه انت وانت فقط .
حسنا ماذا عن الاسبوع القادم :
يبدو انه سيكون اسبوع الارتباك و الضياع بين الاراء المختلفة مع ما يتبع ذلك من اهدار الفرص .
وهنا يجدر ان نسال انفسنا ، هل من الضروري ان اعرف القاع النهائي ؟ وهل يمكن تحديده بتلك الدقة التي يتوقعها البعض ؟ ولنفترض انك اجبت بنعم ، فهل تضمن انك ستصطاد الفرص في قيعانها ؟ وهل تضمن ان تملك الشجاعة الكافية للشراء او البيع ؟ وهل تضمن ان تستمر جميع الاسهم في اتباع المؤشر ؟ .
الحقيقة المرة ان الاجابة على هذه التساؤلات هي الفرق بين النجاح والفشل كمتاجر بالاسهم ، والحقيقة الاخرى ان اللعبة اكبر من بحث عن القيعان او القمم ، انه يشمل ابعادا اخرى لاتقل اهمية . وهنا يحضرني مقولة رائعة لاليكساندر إلدر، الطبيب النفسي ، والمحلل الفني المبدع ، والمتاجر المحترف ، انه يرى ان المهمة تشبه الكرسي ذي الثلاثة ارجل ، ان فقدت رجل فقد جزء اثر على الكل واصبح الكرسي غير ذي قيمة لانه غير صالح للوقوف وبالتالي الاستخدام لكن ماهي هذه الثلاثة ارجل ؟
انه يختصرها بالــ 3Ms حيث تكون اختصارا لــ Mind, Method and Money Management اي العقل ، والطريقة ، وادارة المال .
يقصد بالعقل ادارة المشاعر اي الانضباط الانفعالي ، فنحن تحت تأثير الشعور بالخوف يتملكنا القلق والتشويش فتضعف قدراتنا العقلية في التحليل والتفكير الناقد بل ويجعلنا اكثر تقبلا للايحاء وصيدا سهلا لكل من يملك انا ( EGO ) متضخمة او شخصية مسيطرة ذات لغة قوية او اولئك المغررين بقصد او دون قصد .
اما الطمع فسيجعلنا متهورين بلهاء ، نرتكب الحماقة تلو الاخرى . وكلما زادت الامور سؤا ولاننا لانعرف ماذا يجب ان نفعل نبدا في البحث عن حلول عند من يعلم ومن لايعلم او نرتكب حماقات اخرى وهكذا دواليك حتى ..............
وقد نختار اساليب اخرى ، كأن نتهم الاخرين بانهم سبب مانحن فيه ونرفض ان نقر بالحقيقة ونتعلم من اخطائنا .
بل الادهى ان تتخذ قرارا خاطئا ومؤلما فتصاب بصدمة نفسية قد تودي بك الى المهالك وقد لاتستطيع تجاوزها فتظل جرحا غائرا داخلك يؤلمك ويشل حركتك كلما حاولت ان تعود بل وتنهي حياتك كمتاجر بالاسهم او غيرها .
ولك ان تعرف ان النسبة العظمى ممن يدخلون سوق الاسهم يخرجون نهائيا في السنة الاولى من دخلوهم ، ولك ان تعلم ان عدد الخاسرين في السوق يفوق الرابحين بمرتين ، ولك ان تعلم ان المخاطر في السوق الهابط اكبر منها في السوق الصاعد ، ومع كل ذلك لك ان تعلم ان بامكانك ان تنجح وان تربح حتى في اسوأ الظروف متى ماعرفت قوانين اللعبة واجدتها بل سيرتبط اداؤك ونجاحك بقدر تمكنك من هذه اللعبة وابداعك في الابتكار والتفنن في طرق ادائها ( ان المعرفة قوة وربما تكون هي الطريق الوحيد لمن لايملك سلطة او مالا وفيرا )
ماذا عن الطريقة انها التحليل الفني ( اي انك متاجر بناءا على التحليل الفني او Technical Trader )
وكل مايسعى المحللون ان يجيبوا عليه ، هو السؤال الابدي متى ندخل السوق ومتى نخرج ؟ ولاجل ذلك يجهدون انفسهم بحثا عن الاتجاه ونقاط الانعكاس ونقاط الانطلاق ومستوى الدعم والمقاومة .... الخ .
اما ادارة المال فهي في ابسط معانيها ادارة المخاطر فهل يعقل ان تشتر سهما من المتوقع ان يعطيك ربحا 10 ريالات مقابل خسارة فد تصل الى خمسين ريال؟
انها علم قياس الربحية المتوقعة مقابل الخسارة التي قد تأكل مالك . انها فن التعامل مع الخسائر والارباح .
فالسوق ليس مكانا للنزهة و ليس الة للمقامرة . انه اشبه بمحرقة للمال . و في الحقيقة ان من يمتهن المضاربة في الاسواق المالية ربما يكون اكثر عرضة للمشكلات الصحية والنفسية والعائلية ، بل ان من يتعامل مع السوق بشكل يشبه المقامرة ، ربما يصل الى مستوى الادمان ، ويفقد القدرة على الاحساس بقيمة المال معرضا نفسه ومن حوله للكثير من المخاطر التي لاداع لها .
ان ادارة المال تشمل اساليب الدخول والخروج من السوق ، فمن دخول متدرج على نقاط محسوبة سلفا ، الى دخول قوي ، ومن خروج متدرج ، او خروج كامل ودفعة واحدة، ومن تعزيز ، اوتعديل ، اوتبديل للمراكز المفتوحة صعودا اوهبوطا ، او ايقاف خسارة ، وحساب للربح المتوقع مقابل الخسائر في كل عملية تعتزم القيام بها .
انها ايضا تعني هل ستدخل والسوق يهبط ؟ ام تنتظر الانعكاس ؟ وعناصر اخرى كثيرة لايكفي المقام لذكرهاِِ .
وكما ترون الامر ليس مجرد شراء وبيع ، بل هو ابعد من ذلك الى شراء وبيع بحكمة ، وما الحكمة الا الحرفية والخبرة والتعقل ، اي الانضباط ، وذلك امر لايكتسب في يوم او ليلة ولا يكتسب كيفما اتفق بل هو دراسة وتطبيق حتى التمكن والثقة في قدرتك على اتخاذ قرارك بمفردك وقدرتك على التعامل مع ابعاد هذا القرار . ( و الحكمة ضالة المؤمن هو أولى بها انى وجدها ) .
انها خلاصة جميع ماسبق في خطة او استراتيجية ، تحدد لك متى تشتري ومتى تجني ارباحك ومتي توقف خسارتك ، اي انك قبل كل صفقة يجب ان تحدد نقطة دخولك ، ونقطتي خروجك رابحا اوخاسرا ، فلا مكان للتعليقة ، ولامكان للعواطف ،او التهور ، او الشلل ، ولامكان لخبط عشواء ، ولامكان للمقامرة.
فالحل اذا وضع جميع الاحتمالات التي يراها التحليل الفني ، من اكثرها تفاؤلا الى اشدها تشاؤما في قالب ، ثم بناء خطط اواستراتيجيات على هذه الاحتمالات بما يناسبك من حيث الربح الذي تريد والمخاطر التي تستطيع تحملها ، والالتزام بتنفيذ ذلك مع تعديله متى مادعت حاجة مؤثرة على مجمل الخطة اوجزء منها ايجابا اوسلبا .
والله ولي التوفيق
المفضلات