عفواً للقُراء فقط:
هنا قائمة الجرائمالحقيقية التى ارتكبها صدام. ويجب الاعتراف بأنه فعلها كلها بمفرده. وهو يتحمل عنهاكامل المسؤولية. لانه كان، عندما ارتكبها، حاكما مطلقا وديكتاتورا ويقتل كل منيعارضه فيها:
اولا-صدام، حتى عندما كان نائبا، أمم النفط العراقي، بقرار فردىجائر. أعاد للعراقيين ثروتهم المنهوبة، مما تسبب بالكثير من الأذى والضرر لشركاتالنفطية الأجنبية.
ثانيا-شن حملة ظالمة لمحو الأمية. حتى ان نظامه المخابراتي،كان يراقب ليس جميع الأطفال، من اجل الذهاب الى المدرسة، فحسب، بل وحتى آباءهموأمهاتهم أيضا. وذلك حتى انخفض معدل الأمية الى أقل من 10% فى بلد كان ثلاثة أرباعهيعيشون سعداء من دون قراءة وكتابة. ومعظمهم من أبناء ما يسمى اليوم بـ"الأغلبيةالشيعية". ويبدو ان الوقت قد حان لهذه "الأغلبية" لكى تنتقم منه لقاء العذاباتوالمرارات التى تكبدتها خلال تلك المرحلة المظلمة من تاريخ الدكتاتورية، خاصة وانالكثير من أبنائهم صاروا، بسب تلك الجريمة البشعة، دكاترة ومهندسين من دون انيرتكبوا أى ذنب.
ثالثا-أصدر قانونا بجعل التعليم الزاميا حتى المرحلة الثانوية،مما حرم مئات الآلاف من العوائل العراقية من الاستفادة من تشغيل أبنائها فى بيعالسجائر فى الشوارع.
رابعا-منح الأكراد حكما ذاتيا، يقال انه كان "شكليا"،منحهم من خلاله سلطات أكثر مما تمنح انجلترا لمقاطعة ويلز، وذلك من دون وجه حق،خاصة وان الأكراد فى الدول المجاورة يتمتعون بحقوق أكبر بكثير ولا يتعرضون للاضطهادوالتمييز.
وزاد على ذلك، بأن حول اللغة الكردية الى لغة ثانية يتعلمهاالعراقيون إجباريا، وأعاد بناء منطقة كردستان، ولكنه شدد المراقبة علىالحدود مماحرم "قجقجية" الاحزاب الكردية من العيش على اموال تهريب البضائع. وهو منحهم صحفاتصدر باللغتين العربية والكردية، الأمر الذى كان يعد بمثابة انتهاك صارخ لحقوقالأكراد فى مواصلة الأمية. وعين نائبا كرديا له، بينما كانت "الاغلبية" -أيضا؟- الكردية فى العراق تريد ان يكون منصب الرئيس من حقها، مع منصب وزير الخارجية وتشكيلوزارة خاصة لـ"القجقجية" لتهريب النفط اذا أمكن.
خامسا- حوّل ثروات العراق لبناءمنشآت صناعية، بينما كان من اللازم التركيز على الاستيراد من الخارج.
سادسا-منحالفلاحين، وفقا لقانون ينتهك جميع الأعراف الدولية، أراض زراعية أكثر مما يستطيعونفلاحتها. وعندما عجزوا، زودهم بالقوة، بمعدات ومكائن وآليات، حتى انه كان يوزعثلاجات وتلفزيونات على الفلاحين مجانا لكى يجبرهم على شرب ماء بارد فى الصيف، وعلىمتابعة برامج التلفزيون، الأمر الذى حرمهم من النوم مبكرا. وكانت أجهزة مخابراتهتنظم عمل الفلاحين فى جمعيات تراقب انتاج بعضها بعضا، مما شكل ضغوطا غير انسانيةعلى الكثير من الفلاحين الأبرياء الذين اعتادوا الاكتفاء بزراعة ما يحتاجونهلانفسهم فقط.
سابعا-جعل التعليم الجامعى مجانيا، وحول الجامعات الى مؤسساتعلمية تستقطب الخبرات وأسفرت عن ظهور علماء فى مختلف مجالات الطب والهندسةوالكيمياء والكهرباء والالكترونيات وغيرها من الحقول العلمية الأمر الذى كان يعدبمثابة تشويه متعمد للامكانيات الوطنية ومحاولة خبيثة لغسل الأدمغة.
ثامنا-أصدرقانونا يضمن الحقوق المدنية للمرأة ويكفل مساواتها بالرجل، الأمر الذى لا يمكنالنظر اليه إلا على انه إهانة للتقاليد والقيم العربية والاسلاميةالعريقة.
تاسعا-أراد للعراق ان يكون قوة إقليمية عظمي، تملك أسلحة دمار شاملوتشكل عاملا للتوازن مع القوة الاسرائيلية وتتحدى غطرستها، مما كان يشكل جريمةدولية عظمي.
عاشرا-صحيح انه كان ينفق على مشاريع البناء من دون حسيب ولا رقيب،إلا انه لم ينهب درهما واحدا، ولم يسمح لأى من مسؤولى نظامه ان تكون لهم حسابات فىبنوك أجنبية، مما حرم الكثير من المناضلين الوطنيين والديمقراطيين من الاستفادة منأموال بلدهم وعائداته
ألا يجب بالنسبة لمحاكمة عادلة ان تأخذهذه الجرائم فى نظر الاعتبار؟ ألا يستحق مجرم وديكتاتور وطاغية كهذا الاعدام عشرينمرة؟
مع ذلك، فان هناك سببا واحداً يُجيز ابقاءه حيا: تعذيبه بأخذه فى جولةتفقدية ليرى بأم عينيه الجثث التى يتم حرقها فى وزارة الداخلية. وليرى بأم عينيه كمأستاذا جامعيا بقى حياً فى العراق. وليرى بأم عينيه كيف تعمل المستشفيات. وليرى بأمعينيه الأطفال المشردين الذين عادوا ليبيعون السجائر فى الشوارع. وليرى بأم عينيهكم ساعة كهرباء تحصل المنازل يوميا بعد إنفاق 02 مليار دولار على مشاريع "إعادةالبناء" البول بريميرية. وليرى بأم عينيه كيف يتم تحويل المليارات الى حساباتخارجية لقاء صفقات خردة، وليرى بأم عينيه المذابح الطائفية التى يقع ضحيتها العشراتيوميا، وليرى بأم عينيه ماذا بقى من حقوق "الماجدات" وليرى بأم عينيه ماذا يفعل "القجقجية" فى كردستان، وكيف يكون الحكم الذاتى مشروعا إنفصاليا. وليرى بأم عينيهاحزابا تسمى نفسها "شيعية" و"سنية" وتقول انها "غير طائفية". وليرى بأم عينيه كيفيتم تقاسم العراق حصصاً. وليرى بأم عينيه كيف يجرى التمثيل حتى بجثث القتلي. وليرىبأم عينيه ماذا تعنى الديمقراطية
ساعتها، سيموت والدمعةُ فى عينيهقهراً. ساعتها، سيموت وفى قلبه غصّة. ولكنه سيعرف انه لم يكن، بعد، ديكتاتورا بمافيه الكفاية، وان العراقيين الذين يستحقون زبانية الاحتلال ما كانوا ليستحقونهأصلا
المفضلات