يبدو أن (السعودي) في قاموس بشر بخيت، مازال هو ذلك الرجل البسيط، سلفي التعليم، الذي لا يعرف الاتصال بالعالم الخارجي إلا من خلال (شامي)، أو (لبناني) أو في أحايين قليلة (مصري) .هذا البخيت القادم حديثاً من لدن (أهله) عرب الشمال، مازال يتفلسف، ويتعالى ، ويحلل، ويقرر، انطلاقا من عقليات (أشوام الستينات)، الذي لا يرى في الإنسان السعودي إلا مجرد كومة من الجهل والتخلف و المحدودية العلمية والثقافية.
تعلم السعوديون، وبنوا بلادهم، وتأهل شبابهم، بل وشيبهم، واحتكوا بالآخر، وتفتحوا على حضارات وثقافات العالم، وتجازوا آل (أبو شام) ؛ فأصبحت دمشق قرية بالنسبة للرياض، و بيروت مجرد (ضيعة) عندما تقارنها بأبوظبي أو بدبي، وتراجعت دولهم، وخبا وهجها، وأصبحت السعودية والخليج بعد ما هي تستورد الخبرات من دول الشمال العربي، أصبحت تلك الدول تحرص أن يذهب أبناؤها إلى المملكة عسى أن يعودوا إليها إضافة إلى الدولارات، بشيء أثمن وأغلى وأهم ، وهو (المعرفة)، وكيفية التعامل مع الظواهر الحضارية .
معرفة (الأشوام) في البورصات، تماماً مثل معرفة (ابوصياح) في التعامل مع ثقافة التنمية الاقتصادية . أو معرفة (بشر بخيت) النسخة المشوهة من أشوام الستينات في التعامل مع العلم والمعرفة والتكنولوجيا.
والغريب أن قناة (العربية) تحاولُ إبرازه، وتلميعه، وإعطائه الفرصة كاملة للظهور على شاشتها، قد أفهم ذلك لأنه أحد (زلمات) العصر الجمازي البائد، أما وقد أقيل جماز، وتم إقصاؤه، وتم استبداله من الحكومة بمن هو خير منه، وأقدر، وأكثر تخصصاً، وأكفا، فما الداعي للإصرار على هذا المحلل صاحب (الحملات) المشبوهة، والتحليلات المغرضة، و التوجهات التي تثير من العلامات أكثر مما تعطي من الإجابات.
سقط جماز السحيمي، فيجب أن يذهب (أزلامه) معه، ويجب على الأستاذ التويجري الرئيس الجديد أن يتنبه إلى أن جماز وبياع البصل، لهم محللون، ولديهم شبكة من المتعاملين معهم، و المروجين لتوجهاتهم، يأتي على رأسهم بشر بخيت على وجه التحديد.
وإلى بشر بخيت أقول : لقد شب السعوديون عن الطوق، وأصبح لديهم محللون وخبراء، ولم نعد في حاجة إليك . وتذكر القول السعودي الذي يقول : يا غريب كن أديب، فمن العار أن تعض اليد التي أطعتك، وجعلتك شيئاً مذكورا . وأرجو أن يقرأ هذا الموضوع الأستاذ عبدالرحمن الراشد مدير (العربية) كي لا يكون بين أشوام العربية وأشوام الرياض كالزوج المخدوع آخر من يعلم .
المفضلات