هيئة سوق المال تطالب الشركات المساهمة بالشفافية والإفصاح
والهيئة تمارس الضبابية والتكتم الشديد لحد التستر!
لنقرأ هذا الإعلان:
" تُعلن هيئة السوق المالية أنه بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتخفيض القيمة الاسمية للسهم بما يسمح بتجزئة الأسهم ، فقد اتفق كل من معالي وزير التجارة والصناعة ومعالي رئيس هيئة السوق المالية على الرفع للمقام السامي الكريم باقتراح تعديل القيمة الاسمية للسهم في شركة المساهمة لتكون عشرة ريالات ، وأن يسري ذلك على جميع شركات المساهمة المدرجة في السوق المالية ."
أين الجدول الزمني -المبدئي- لتطبيق القرار؟
أين حملات التوعية للمستثمرين بتأثير القرار ونتائجه؟
ماهي التعديلات التي ستتم على -التدرج السعري- بعد التجزئة؟
هل سيتم تطبيق القرار في اليوم التالي لموافقة المقام السامي على جميع شركات السوق أم هناك إجراءات أخرى؟
وغيرها من التساؤلات الهامة التي (يجب) على كل مؤسسة حكومية (مثل هيئة سوق المال) أن توضحها لمن يعنيهم الأمر (وهم المستثمرين) إذا كان لديها الملائة والمهنية والإحترافية والمهنية العالية.
للأسف الشديد (الإعلام) لدينا إعلام أخبار فقط..وما شاهدناه وقرأناه عن التجزئة هي مجرد عمليات حسابية (من يملك 1000 سهم بألف ريال ستصبح 5000 سهم بـ 200 ريال !!!) وكأن المستثمرين بحاجة لدرس في الرياضيات!
مازلنا نفتقد العمل المؤسساتي والمنهجية والمهنية ونواصيل السير بالنظر للأسفل!
أكبر بورصة في الشرق الأوسط لا يقتصر تأثيرها على ذاتها بل يمتد إلى بلدان مجاورة ومع ذلك تفتقد الجهات الرقابية والإشرافية لأهم عناصر الفكر الإقتصادي الناضج:
التخطيط، المهنية والكفاءة، التحكم ، إدارة المخاطر، الشمولية
مشكلة السوق أكبر من دعم مالي للسوق بأي طريقة كانت، فالمشكلة الرئيسية هي الخلل في الجهات المشرفة على السوق والعلاج يحتاج إلى إعادة هيكلة وتقنين وإدارة ناضجة ورقابة دقيقة لكل أطرافه لسد الخلل والثغرات الواضحة لكي نصل إلى سوق ناضج يدعم الإقتصاد الكلي فالإجتهادات الفردية والتشنجات وعدم الإحترافية والمهنية التي رأينها من مسئولين كبار يمثلون الجهات الرقابية على السوق تعطي مؤشرات مستقبلية سلبية قد تشكل هاجساً مقلقا للمستثمرين في سوق الأسهم وشركاته لأن الكفاءة الإدارية والمهنية العالية والنظرة الشمولية العميقة والمتزنة لهذه الجهات الرقابية ستساهم في توفير بيئة صحية للإستثمار وسوقا ناضجة وإقتصاد قوي يقف صامدا أمام الأزمات.
أخيراً..محاولة (الإلتفاف) حول المشكلة وعدم مواجهتها بشجاعة قد تخلق مشاكل أخرى يصعب حلها!
والله من وراء القصد..
المفضلات