في جلسة ساخنة استمرت 3.5 ساعة شهدت "أخذاً ورداً""إعمار" تقر "تصويتاً" توزيع 40% نقداً
العبار: وضع الشركة أكثر من ممتاز والأرباح ستواصل نموها
تغطية: فؤاد جشي
أقرت الجمعية العمومية لشركة إعمار العقارية بالتصويت اقتراح مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 40% من رأس المال في جلسة ساخنة استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة، حسم التصويت فيها القرارات.
وتمحورت النقاشات حول موضوع التوزيعات بالدرجة الاساسية، حيث قدم المساهمون اقتراحات عدة لتوزيعات أسهم منحة، وكذلك لزيادة التوزيعات النقدية، مبدين ألمهم الشديد من الخسائر التي تكبدوها في الاسواق خلال الأشهر الأخيرة.
وطالبوا مجلس الإدارة بالنظر الى معاناتهم وتعويضهم من خلال التوزيعات لحماية السهم ولمنعه من التدهور، فيما أكد المجلس ممثلا برئيسه محمد علي العبار أن مصلحة الشركة لا تسمح بأي تغيير في التوزيعات اذا كان المساهمون يرغبون باستمرار الشركة في النجاحات التي حققتها بعدما انتقلت الى العالمية.
وأكد العبار أن الشركة تتحرك وفق مسار ورؤية وهدف لتصبح من أكبر الشركات قيمة في العالم بحلول العام ،2010 معددا الشركات التي تضمها المجموعة الآن ابتداء من شركة إعمار دبي محرك النمو الأساسي للشركة ثم شركة إعمار العالمية التي تتولى الاستثمار في مشاريع خارج الدولة والتي تحرك النمو الثاني، معتبرا أن سوقي السعودية والهند هما جوهرتا التاج لاستثمارات إعمار في الخارج، وصولا الى إعمار لمراكز التسوق وإعمار للضيافة والترفيه وإعمار للتمويل والخدمات المالية وإعمار للصناعات، إضافة الى الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية.
وطلب المستثمرون من العبار إعطاءهم مؤشرات وتوقعات حول نتائج الشركة في الربع الأول وللعام بأكمله وللأعوام المقبلة كذلك، ووعد العبار بأن الشركة سوف تعلن قريبا عن توقعاتها لأرباح السنوات الثلاث المقبلة (2006 و2007 و2008) مشيرا الى أنه لا يمكنه إعطاء نتائج الربع الأول خلال الجلسة، وأمام إلحاح المساهمين بإعطائهم تطمينات حول وضع الشركة لحماية السهم في السوق، أكد العبار أنه لا يستطيع قانوناً التعليق على وضع السهم وأن مهمته هي تنمية أرباح الشركة، لكنه أرسل إشارات تطمين عدة ضمنية عندما أكد ان وضع الشركة أكثر من ممتاز، وأن الطموح هو أرباح في مبالغ تصل الى 6 و7 و8 مليارات درهم، ملمحاً الى انه لا يوجد ما يدعو المستثمرين الى الخوف، والتصرف بالسهم قبل نتائج الربع الأول.
وأشار العبار ردا على أحد الاسئلة حول طريقة احتساب الارباح في نتائج الشركة الى أن هذه العملية تعتمد على نسب تنفيذ المشروعات، مؤكدا أن مشروع برج دبي تم بيع نسب كبيرة منه، لكن لا يمكن إدخالها في النتائج قبل استلام تقارير من الاستشاري حول مراحل التنفيذ.
وأوضح انه من أصل 8 مليارات درهم ايرادات الشركة في العام 2005 فإن 25% من هذه الإيرادات جاءت من الأراضي، والنسبة الباقية جاءت من بيع الشقق والمباني، موضحا ردا على أحد الاسئلة حول ارتفاع اسعار أتعاب الإدارة العليا في الشركة أن التوسع في العام الماضي وتأسيس 9 شركات ضمن المجموعة هما السبب في ذلك.
وحول موقع الاراضي الجديدة التي استلمتها الشركة من حكومة دبي، قال العبار ان هذه الاراضي تقع على طريق الامارات قرب مجمع دبي للاستثمار.
وشدد على أن إعمار في وضع جيد وأمامها مكاسب أكبر من الذي جنته في السنوات الماضية على الرغم من ضخامته.
وتجنب العبار التعليق على آراء كثيرة طرحها المستثمرون بطريقة صاخبة أحياناً حول تلاعب في أسواق الأسهم أثر في سعر السهم، مؤكداً أن ذلك الأمر من اختصاصه وأن هناك هيئات وجهات رسمية في الدول تراقب الأسواق. وأكد ان حكومة دبي لا تزال تملك 33% من رأسمال الشركة، نافياً ما ردده بعض المساهمين في تساؤلاتهم عن شائعات بخصوص تسييل الحكومة لجزء من أسهمها، ونافيا كذلك ما أثير من شائعات حول متاجرة بعض أعضاء مجلس الادارة بالسهم، موضحاً أن الشركة تخضع إلى رقابة الهيئة والجهات الرسمية بمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي لا يرضى أن يتضرر أي مستثمر في الشركة.
وقال: إن القيمة الدفترية للسهم تبلغ حاليا حوالي 9 دراهم، موضحاً أن ما طالب به بعض المساهمين في قيام الشركة بشراء سهمها، لا يسمح القانون إلا عندما يصبح سعر السهم في السوق أقل من قيمته الدفترية وهذا ليس حاصلاً بالنسبة لسهم الشركة.
وحول امكانية ادراج السهم في أسواق أخرى خارج الدولة بما فيها بعض الأسواق العالمية، قال إن ذلك قد يحدث خلال سنة، موضحاً أنه من الممكن أن يتم ادراج السهم في سوق الكويت في غضون 6 شهور.
أما بالنسبة إلى سوق السعودية فإن ادراج السهم فيه يرتبط بتغيير القانون في المملكة ليسمح للادراج.
وقال العبار، متحدثاً في اجتماع الجمعية العمومية في تقرير مجلس الادارة: “لقد حققنا انجازات مهمة وكثيرة خلال عام ،2005 كان أبرزها اننا أصبحنا الشركة العقارية الأولى في العالم من حيث القيمة السوقية، الإنجاز الذي جاء بعد 8 أعوام فقط من تأسيس الشركة في عام 1997. ويحق لنا اليوم أن نحتفل بما أنجزناه، إذ فاقت إعمار جميع التوقعات في سرعة وحجم نموها”.
وأضاف: “لكننا ندرك تماماً أن رحلتنا بدأت للتو، ولدينا اليوم رؤية جديدة لإعمار هي “رؤية 2010” فنحن نسعى إلى أن نصبح بحلول عام 2010 ليس الشركة العقارية الأولى في العالم فقط، بل وكذلك واحدة من أعلى الشركات قيمة خارج قطاع التطوير العقاري بغض النظر عن قطاعات الأعمال”.
وتابع العبار قائلا: “تتمثل رسالتنا للغد بتوفير منتجات وخدمات وفق أرقى المستويات العالمية، ليس في قطاع التطوير العقاري وحده وانما أيضا في كل قطاع أعمال نزاول فيه نشاطنا. وقد قررنا في إعمار تركيز نشاطنا في قطاعات التطوير العقاري، والضيافة، والترفيه، والتجزئة، والتعليم، والرعاية الصحية، والخدمات المالية”.
وأردف قائلا: “علاوة على ذلك، نلتزم بتوسيع أعمالنا على نطاق عالمي، لتشمل أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، إلى جانب دبي ودول مجلس التعاون الخليجي. وبحلول عام ،2010 ستصبح “إعمار” علامة تجارية عالمية يقترن اسمها بالتميز في جميع الأنشطة التي تزاولها وفي كافة أنحاء العالم، وسوف يرتبط اسمنا عالمياً بالمصداقية والثقة والتميز. ورسالتنا الجديدة هي أن نجعل “إعمار”، واحدة من أعلى شركات العالم قيمة”.
وكانت “إعمار” أعلنت في وقت سابق أرباحاً سنوية قياسية عن السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2005 بلغت 4،731 مليار درهم، أي بزيادة في صافي الأرباح قدرها 3،040 مليار درهم، أو ما يعادل 180% بالمقارنة مع 1،691 مليار درهم للسنة المالية 2004. وارتفعت عائدات الشركة من مشاريعها العقارية خلال عام 2005 إلى 8،361 مليار درهم بزيادة 3،113 مليار درهم، أي 59%، مقارنة مع 5،248 مليار درهم في عام 2004. وسجل العائد على السهم زيادة ملحوظة لتصل الى 0،85 درهم مقابل 0،33 درهم للسهم في عام 2004.
18 مليار درهم التزامات نقدية
أعلنت الشركة أن مخصصات التزاماتها النقدية الاجمالية لعام 2006 تبلغ 18 مليار درهم. وتستأثر بالحصة الكبرى من هذه المخصصات كل من السعودية (4776 مليون درهم) والامارات (2500 مليون درهم) والهند (2314 مليون درهم). وتم تخصيص مبلغ 1286 مليون درهم للمغرب، و1102 مليون درهم لمصر، و624 مليون درهم للأردن، و476 مليون درهم لسوريا، و441 مليون درهم لباكستان و367 مليون درهم لتركيا، و367 مليون درهم أيضاً للبنان، في حين يخصص للالتزامات الأخرى 3،673 مليون درهم.
مستثمرون خليجيون
سادت أجواء صاخبة في بعض الفترات داخل الجلسة حيث بدا القلق مسيطرا على المستثمرين، خصوصا بعض الخليجيين منهم الذين اشتروا السهم بأسعار مرتفعة، حيث خاطب أحدهم محمد العبار بكلام واضح، وقال له: “نحن خائفون، استثمرنا ملايين الدراهم في السهم، وهي تتلاشى نتيجة انخفاض سعره، وأنتم مطالبون بمعالجة ذلك، لأن عليكم مسؤولية اجتماعية تجاه الاسواق والمستثمرين”.
كما ازداد القلق في اوساط الحاضرين، وتعالت بعض الأصوات من قبل البعض الذين اعتبروا أنهم اصبحوا ضحية عملية تلاعب في الاسواق.
رد مع اقتباس
المفضلات