الأسواق المفضلة

سوق الأسهم والسندات في الولايات المتحدة الأمريكية هو أكبر سوق عالمي، وهو يتعرض لهزات عنيفة وكبيرة بسبب كبر السوق وضخامة حجم المعاملات فيه، لذا فإن الاهتزازات التي تصيب الأسواق الأخرى قد تكون أسوأ مما يصيب السوق الأمريكي، ولكن لصغر الحجم وقلة المعاملات فإن الهزات الاقتصادية في هذه الأسواق لا تكون هزات مخيفة، بل إنها هزات محلية، ليست ذات ضرر ولا ذات انتشار خارجي.
والسوق الأمريكي يتعرض لهزات عنيفة إلا أنه دائما يعود لحالة الاتزان ويعود للانطلاق في كل دورة خاسرة أو سالبة، وهو حاليا يتعرض لدورة سالبة، وسيعود بقوته مرة أخرى، وقد يحتاج إلى عام كامل كما تتنبأ المصادر الاقتصادية.
وخبراء الاستثمار عادة ينصحون بالاستثمار في الأسواق القوية التي تستطيع تحمل النكسات وتستطيع العودة للقوة في دورات متتالية، لذا فإن الاستثمار في السوق الأمريكي يعتبر من الأسواق الجيدة للاستثمار، وغالبا ما ينصح به، وكذلك الاستثمار في الأسواق الأوربية حيث الصناعات والخدمات القوية التي تحافظ على المال المستثمر.

أسهم شرق آسيا لا تزال جذابة

ليست الأسواق الأمريكية والأوربية هي الملاذ الوحيد لمن يرغب في الانتشار والتنويع في استثماراته، فقد عانت أسهم الشركات الماليزية والإندونوسية من فترة صعبة، وتعرضت لانهيار كبير، أدى إلى فوضى اقتصادية وسياسية، ولكن بعد السنوات الخمس الماضية عادت الأمور إلى التحسن، بل أصبحت مرة أخرى منطقة جذب عالمي للنجاح الذي تحقق لمن جالد وبقي في تلك الأسواق في عصر المحنة.
وفي دراسة قدمتها عدة دور استثمار، ونشرتها جريدة الصن داي تامز في لندن، عن الاستثمارات في دول شرق آسيا وهي اندنوسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند، جاء أن قيمة الأسهم مقارنة بالعائد تعتبر ممتازة للمستثمر، بعكس الاستثمار في أسهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعتبر أكبر من قيمتها الفعلية.
وتقول الدراسة أيضا إن الانخفاض العام في قيمة الأسهم الأمريكية بلغ نحو 20% خلال الاثني عشر شهرا الماضية مقارنة بالنمو في الأسهم الإندونيسية والذي تجاوز 82% خلال نفس الفترة.

الأرجنتين ستلحق فيما بعد!

يتنبأ رجال الاقتصاد بنمو كبير في السوق الأرجنتيني بعد أن تمر الأزمة الاقتصادية التي لا تزال تعصف به، لذا فإن الكثيرين من المستثمرين ينتظرون انقشاع الغبار ليستثمروا في السوق المتهدم، فالأسعار في مثل هذا السوق تكون مناسبة للمشتري.
وسيكسب من يشتري في الفترة الحرجة، وهي فترة تكوين الهيكل الاقتصادي الجديد والذي سيعطي الامتيازات لمن يكون حاضرا عند عودة الروح لهذا العملاق الذي سينطلق بقوة بعد أن أجريت له عمليات استئصال الأورام الخبيثة منه.
وسيكسب كل جريء وسباق، حيث إن المعروض الآن هو بسعر أقل من ثمنه الحقيقي، والذي سيعود إليه بعد سنوات قليلة قد لا تزيد عن أربع سنوات.
***