منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: المتحدث عن الثيران ليس كمصارعها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    8,231

    المتحدث عن الثيران ليس كمصارعها

    خلال السنوات الثلاث الماضية، كان الأداء الاستثنائي لأسواق الأسهم العربية قد شكل مفاجأة للكثير من المستثمرين بما تجاوز كل توقعاتهم وأحلامهم.

    وبينما نحاول تأمل المشهد العام للاستثمار في أسواق الأسهم العربية ينبغي لنا أن ننظر على الخلف وأن نتذكر أن الأسواق المالية لديها قابلية لا تصدق للتأثر بالأخبار والتطورات الاقتصادية بطريقة تسبب الذهول لمن يزاولون أعمالهم في السوق من المهنيين أو المراقبين العاديين، والفرق الوحيد أن المراقب يقر بارتباكه في حين أن الأول سيسارع إلى إيجاد بعض التبريرات الغامضة.

    أصيب الكثير من المتشككين بالارتباك عندما أصرت "إعمار" العقارية على تحدي الحكمة التقليدية من خلال حدوث زيادة بقيمة 550% على العائدات الإجمالية لسنة واحدة، وعندما ننظر إلى دول العالم سنلاحظ أن أفضل أسواق الأسهم أداء موجودة في العالم العربي.

    وشهدت بورصة القاهرة للأسهم زيادة بمعدل 126% حتى هذا العام بعد أن تضاعفت خلال العام 2004.

    وكانت قيمة التبادل، حسب مؤشر الأسهم الإماراتية لبنك أبوظبي الوطني في الإمارات العربية المتحدة بقيمة 1400 مستوى في العام 2002 ، وهذا العام وصل إلى مستوى عال بقيمة 7840 في منتصف سبتمبر أي بزيادة 460% في العائدات.

    ولربما يسأل المستثمرون العرب أنفسهم ما هو المستوى العالي وإلى أي مستوى عال يمكن أن تصل أسواق الأسهم الشرق الأوسطية؟

    لقد عبر خبير الاقتصاد البريطاني المشهور عالمياً جون ماينارد كينيس، خير تعبير عن ذلك حين كتب "إن سياسة الاستثمار العقلانية لا تنفع في عالم غير عقلاني".

    وعلى المدى الطويل، سوف تتكشف القيمة الحقيقة دائماً لكن على المدى القصير نجد السوق والأسهم والسندات تتعرض لتأثيرات مجموعة مختلفة من القوى منها:
    إعادة موازنة الحقائب الاستثمارية
    الشائعات
    الأخبار
    صرعات الاستثمار
    الاتجاهات الموسمية
    وكل هذا لا علاقة له بالمبادئ الأساسية للاستثمار.

    ويلاحظ كينيس أيضاً "على المدى الطويل سوف نكون جميعاً موتى، وعلى المدى القصير سوف تتلقى اتصال يبشرك بهامش الربح". وهذه العبارة ستروق للبعض بينما لن تروق للبعض الآخر.

    لا يمكن لمحاسن ومساوئ الاتصالات الإلكترونية الفورية أن تكون أكثر وضوحاً مما هي في الأسواق المالية العالمية. حيث يبدو أن ظاهرة الأسعار على المدى الطويل واضحة أو لا يمكن تفاديها بأثر رجعي، لكن على المدى القصير فإن الأسواق تتأثر جذباً ودفعاً بسيل لا ينتهي من الأخبار: التقارير الاقتصادية والإحصاءات والأرباح.. إلخ.

    وإذا كانت سرعة ومجال أخبار السوق قد طرأت عليها الزيادة، فكذلك هو الأمر بالنسبة للتحدي المتمثل في تفسيرها أو بدقة أكبر إدارة استجابة السوق لها.

    عند حل رموز المؤشرات الاقتصادية وأخبار السوق، يكون من الضروري أن نفهم أنه وفي عالم الأسواق المالية "أليس في بلاد العجائب" يمكن للخبر السيىء أن يكون خبراً جيداً كما يمكن للخبر الجيد أن يكون خبراً سيئاً. إن السياق الاقتصادي الذي يصدر به تقرير الأخبار هو العامل المهم في حل هذه التناقضات.

    لعل توقع تأثير تلك الأخبار بالطريقة الصحيحة أكثر أهمية من الخبر نفسه، وهذه القدرة على التوقع هي إحدى أهم المهارات التي تفيد المستثمر الناجح.

    وفي الأسواق المالية، لا يكون تأثير البيانات هو دائماً ما يجب أن يكون (أو ما نعتقد أنه يجب أن يكون).

    وفي هذا الإطار، فإن ما يبدو مبدئياً أنه "رقم سيىء" يأتي متبوعاً بسلسلة من عمليات الشراء الثابتة. وبالمثل فإن تقريراً يقلل بشكل متواصل من أهمية المكانة الاقتصادية يمكن أن تكون المسارعة إلى عمليات البيع استجابة مثلى له.

    ولذلك نرى أن المستثمرين الذين تعلموا دروس المحافظة على استثماراتهم وتطويرها في الأسواق يستخدمون المعلومات لتكوين توقعات ذكية حول فرص واحتمالات التبادل التجاري بأسعار أدنى أو أعلى في السوق أو القيام بصفقات جانبية

    . بالإضافة لذلك فإن تدفق معلومات الاقتصاد الكلي يؤدي دوراً مهماً في تحديد اتجاهات القطاعات كلاً على حدة، كما هي الحال مع السؤال: هل آن الوقت للتحول من الأسهم المصرفية إلى أسهم النقل؟

    في ضوء ما قلنا وعندما يتعلق الأمر بتقارير أخبار الاقتصاد الكلي التي يكون لها مفعول الصدمة للسوق، نجد أن الشيء الذي لا مناص من فهمه أن الأمر لا يعتمد على الأرقام نفسها بقدر ما يعتمد على ما أحدثته التوقعات وكيفية استجابة السوق إلى هذه الأرقام.

    وعند التأمل في الكيفية التي يؤثر بها تقرير اقتصادي في السوق، يكون هناك ثلاث نقاط حاسمة يجب علينا تذكرها دائماً:
    الأولى أن جميع المؤشرات لا تكون متساوية عند نشوئها
    والثانية أن الأخبار ليست دائماً كما تبدو وأن السياق هو العامل ذو السلطة الطاغية.

    ولكي نفهم كل أفضل ردود الفعل التي تعبر عن الارتباك في أغلب الأحيان على البيانات الاقتصادية، يجدر بنا تذكر ثلاث نقاط أساسية:

    • في بعض الأحيان يمكن أن يكون الخبر السيىء خبراً جيداً جداً.
    • الانطباعات الأولى لا تبقى دائماً
    • الانحرافات عن التوقعات هي وحدها التي تؤثر في السوق تأثيراً فاعلاً.

    تعتبر إدارة الاستثمار فناً وأكثر من علم. إلا أن النقطة الأكثر شمولاً هي أن تقييم استجابة السوق هي لعبة شطرنج من حيث تعقيدها أكثر مما هي لعبة داما بسيطة، ودلالة ذلك أن التغيير هو سيد الموقف، وفي كل يوم تختفي قطع وتظهر قطع جديدة.

    ويمكننا رؤية تأثير العوامل المذكورة أعلاه عندما يظهر أثر التوقعات حول المستقبل على السلوك الحالي، وهذا ما نجده في حالة الأسواق المالية.

    وبناء على ذلك يجب تفعيل آلية معينة لمعرفة الاتجاه الذي يميل له المشارك في العملية الاستثمارية، والذي من الممكن له أن يؤثر ليس في أسعار السوق فقط بل في ما يُدعى الأساسيات المبدئية التي يفترض أن تحدد أسعار السوق. ولئن تكن الأساسيات التي تقرأ عنها عديمة النفع من وجهة نظر مفادها أن السوق تكون قد أثرت سلباً على السعر فأدت إلى تخفيضه، وفي بعض الأحيان نجدها تدعى "الذهنيات الغريبة".

    على كل حال إذا أمكنك تدارك الأمر في وقت مبكر قبل أن يصل الآخرون إلى مرحلة التصديق، فربما تكون لك عندئذ ميزة عنصر المفاجأة.

    عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في أسواق الأسهم العربية أكثر مما هي الحال في أسواق الأسهم الغربية التقليدية، نجد كلمات ألبرت إينشتاين الخالدة: "الخيال أقوى عشر مرات من الخيال" صادقة كل الصدق.

    وإني لأعتقد أن تكوين الثروة بهذه الطريقة المذهلة والأداء المتميز لسوق الأسهم بما يخص "إعمار" العقارية قد أعاد التأكيد على وجهة النظر الحالية، وأثبت خطأ الكثير من الشكوك.

    لا يمكن للمستثمر الجيد أن يكون متخشباً، وإذا عثرت على شخص مستعد فعلاً لملاحظة كل شاردة وواردة ومنفتح على أي شيء، عند ذلك تكون قد وجدت المكون الخام لمستثمر و/أو مستشار استثمار متميز.

    أما الاستثمارات الجيدة فهي تلك الاستثمارات التي تتضافر فيها ثلاثة أشياء لتحقيق مصلحتك: الأساسيات والعناصر الفنية ومزاج السوق.

    أولاً يجب للأساسيات أن تشير إلى وجود عدم توازن في العرض والطلب ما يمكن أن يؤدي إلى حركة نشاط مهم.

    وثانياً يجب أن يظهر الجدول البياني أن السوق تتحرك في الاتجاه الذي أشارت إليه الأساسيات.

    ثالثاً عندما تصبح الأخبار في نطاق العلن، يجب للسوق التصرف بطريقة تعكس المزاج النفسي المناسب.

    بفضل التحليل الفني يمكن للمستثمر أن يحصل على معلومات مهمة، في حين يمكنه باستخدام الأساسيات الحصول على خبر مهم.

    وإن كثيراً من الأشخاص الذين يبدون ملاحظاتهم أو يقدمون استشاراتهم بشأن الأسواق المالية لا تكون أموالهم على المحك. وهناك مثل إسباني يعبر عن ذلك أجمل تعبير: "المتحدث عن الثيران ليس كمصارعها".

    إياك أن تصغي لما يقوله خبراء الاقتصاد والمحللون ومستشارو الاستثمار، لاحظ أين يستثمرون أموالهم.

    ينتج عن التحليل الأساسي ما يمكن أن ندعوه "فجوة الواقع" وهي الفجوة بين ما يجب أن يكون وما هو ما كائن. وإذا كان الماضي صلباً وسهل التحليل، فالمستقبل عائم وغير مؤكد. لذلك يجب عليك أن تعتمد في قراراتك على احتمالات ضمن جو عام من الارتياب. ومن الممكن من خلال الالتزام بذلك إلى حد ما أن تكون من المستثمرين المميزين في السوق، حيث يمكنك كسب المال.
    - مدير منتدى سوق السندات الآسيوي ومحاضر زائر في كلية خرجي بيبولز بانك اف تشاينا، بنك الصين المركزي

    http://www.alarabiya.net/Articles/2005/11/27/18994.htm
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    27-Mar-2002
    المشاركات
    1,012
    بدون شك الكاتب مميز جدا ومقاله يستحق القرائة والتمعن. فهو تصوير معبر وشامل لما نعيشه اليوم ويضع خطوط عريضة لكيفية التعامل مع هذه الطفرة.
    وبدون مجاملة ومع الأسف لا أذكر أني قرأت ماهو أفضل من هذا المقال في كافة منتدياتنا وحتى صحفنا. وهو جدير بالتثبيت والتحليل.

    شكرا اخي الجبل
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    8,231
    ولكن من يطلع على مثل هذه المواضيع المهمة

    الركض وراء التوصيات فقط

    ومثل ما قال الكاتب

    "الخيال أقوى عشر مرات من الخيال"
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك