مستقبل واعد للاستثمار في شبكات الغاز خليجيا
إعداد: «دانة غاز»
نوهت شركة دانة غاز بالمستقبل الواعد للاستثمار في شبكات الغاز في منطقة الخليج العربية، متوقعة ان تشجع الضغوط البيئية ومحفزات السعر على استخدام الوقود النظيف من خلال ما يسمى بالغاز الطبيعي المضغوط (CNG).
وجاء في القسم الخامس من تقرير «دانة غاز» عن واقع الغاز في المنطقة:
تشهد منطقة الخليج توسعاً في الاستهلاك المنزلي للغاز الطبيعي. فكما هو معروف فإن الغاز (مثل الكهرباء) يتمتع بمزايا عديدة في الاستخدامات المنزلية. فهو ينقل في وسائل نقل مكرسة له (خطوط أنابيب وشبكات توزيع) ويمكن تجهيزه على الفور بأي كمية صغيرة أو كبيرة، حيث يؤتى بالغاز إلى داخل منزل المستهلك لتوليد ما يحتاجه من الطاقة بالضبط. وفي الاستعمالات المنزلية كالطبخ مثلاً يمكن توجيه لهيب الغاز بصورة مباشرة الى الطعام المراد طبخه، كما يمكن التحكم به حسب الرغبة. هذا يعني أنه الى جانب التمتع بوقود ذي جودة عالية، فإن المستهلك يدفع فقط كلفة كمية الوقود التي استعملها بالفعل، مما يحقق له وفراً في الميزانية.
وبطبيعة الحال فإن الغاز والكهرباء يتنافسان في ما بينهما في الاستخدامات الحرارية المنزلية (الماء الحار، التدفئة، التكييف). وهنالك معايير عالميه للكفاءة تتعلق بهذه المنافسة. فعند الحاجه الى طاقة حرارية منخفضة - مثلا الماء الحار- ينبغي الحصول عليها باستعمال الغاز وليس الكهرباء توفيراً للطاقة. وفي البلدان الحارة مثل دول الخليج، نادراً ما يتم استخدام الغاز للتدفئة في المنازل، ولكن تم مؤخراً استخدام مكيفات الهواء التي تدار بالغاز بصورة تجارية كونها مناسبه للتكييف المركزي في المجمعات الكبيرة او حتى في الوحدات السكنيه الكبيرة. ويجري في الخليج تطوير بعض أنظمة التبريد التي تعمل بالغاز للمناطق السكنية.
على كل حال فإن الغاز الطبيعي يقدم فائدة واضحة في المنزل، وعليه تم انشاء شبكات أنابيب واسعة في المدن الأوروبية والأميركية، في حين يفضل استخدام الغاز السائل للتدفئة والطبخ في المناطق البعيدة او المتباعدة السكان والتي لا تسمح اقتصادياتها بانشاء شبكة للغاز.
تجربة ناجحة
ومن التجارب الناجحة في المنطقة، تطوير شبكة توزيع غاز طبيعي من قبل هيئة كهرباء ومياه الشارقة SEWA في داخل مدينة الشارقة. ويجري تنفيذ المشروع في عدة مراحل، تم إنجاز المراحل الثلاث الاولى في 2000 وابريل 2002 وديسمبر 2003 على التوالي. وبنهاية المرحلة الثالثة يكون قد تم تركيب 850 كم من خطوط انابيب الغاز وتم توصيل 55 الف منزل و200 مؤسسة تجارية وصناعية في مدينة الشارقة وحولها. كما تقوم إمارة ابوظبي حالياً بتركيب شبكة توزيع للغاز والتي سوف تديرها شركة ادنوك للتوزيع. وسوف يتم توصيل الغاز إلــى حوالي 120,000 مستهلك صناعي ومنزلي في مدن ابوظبي والعين والمناطق المجاورة. وقد بدأ العمل في المشروع في النصف الثاني من عام 2004 ومن بين المدن الخليجية الاخرى التي يمكن ان تهتم بإقامة وتشغيل شبكات توزيع غاز كل من الدوحة في قطر، والرياض في المملكة العربية السعودية.
وعليه يعد الاستثمار في شبكات توزيع الغاز في منطقة الخليج واعداً جدا، خاصة أن شبكات توزيع الغاز المحلية لاتزال في مراحلها الأولى في كثير من مناطق الاقليم، والقليل فقط من الدول الخليجية تخطط لمد شبكات توزيع محلية تخدم المؤسسات الصغيرة او المجمعات السكنية.
من ناحية أخرى يتوقع ان تشجع الضغوط البيئية ومحفزات السعر على تحويل ولو جزءا من أساطيل وسائط النقل المحلية في منطقة الخليج نحو استخدام الوقود النظيف من خلال ما يسمى بالغاز الطبيعي المضغوط CNG كوقود للسيارات.
وهذا يحقق مجالاً آخر لنمو الطلب على الغاز الطبيعي في المنطقة.
ففي الامارات العربية المتحدة، تخطط ابوظبي لتشجيع الاستخدام الأوسع لـCNG كوقود للسيارات. وتقود الشركتان التابعتان لشركة آدنوك للتوزيع، آدما - اوبكو وادغاز، الطريق في هذا المجال. فقد أطلقتا في نيسان 2003 مشروعاً لاستبدال الوقود السائل بالغاز المضغوطCNG في السيارات التي تتجول في جزيرة داس، وقد استكملت عملية الاستبدال في عام 2004 علاوة على ذلك استكملت آدنوك في صيف 2004 انشاء محطة تعبئة غاز مضغوطCNG وهي تحمل اسم «المها لتوزيع الغاز الطبيعي». وفي حالة تحقق طلب كاف وأثبتت العملية ربحيتها، فان ادنوك تخطط لبناء محطات خدمة أخرى للغاز الطبيعي المضغوط. اما في امارة الشارقة ، فقد كانت هيئة الشارقة للكهرباء والماء SEWA الرائدة في استخدام الغاز المضغوط CNG حيث قامت بنصب أول محطة تعبئة للغاز المضغوط في المنطقة كما قامت بتحويل كل اسطولها من وسائط النقل الى الغاز المضغوط، وقد تأسست بداية عام 2003 شركة جديدة كومبريسد غاز تكنولوجي CGT لتطوير مصنع لضغط الغاز الطبيعي في المنطقة الحرة في الحمرية. وسوف يكون بامكان المصنع ان يبني وينشئ محطات تعبئة للغاز الطبيعي المضغوط في الامارات العربية المتحدة وفي الخارج.
Al Qabas - 29/09/2005
المفضلات