كشفت مؤسسة الإمارات للاتصالات ''اتصالات'' أن الخلل الذي اصاب شبكة الانترنت بالدولة منذ الثاني من اغسطس الجاري يعود الى انقطاع 8 خطوط ارتباط دولية من بين 20 خطا في شبكتين عالميتين تقعان قبالة السواحل الهندية، وان هذا الخلل اثر على خدمات الانترنت في عدد من دول العالم مثل الهند وباكستان واستراليا الى جانب الامارات ودول الشرق الأوسط وعدد من الدول العربية، وتوقعت اتصالات عودة الخطوط الى وضعها الطبيعي الاسبوع المقبل، خاصة ان العطلين أصابا كابلات خدمتين مختلفتين وهما الربط العالمي للألياف البصرية ''فلاج'' وخط ''سي مي واي ''3 الذي يربط بين جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وغرب أوروبا·

وذكرت مؤسسة اتصالات أن باخرة توجهت لإصلاح خطوط ''فلاج''، كما تتواجد باخرة أخرى في ميناء كوتشين الهندي وهي تابعة لمشروع ''سي مي واي ''3 والباخرتان بانتظار الحصول على اذن الدخول من السلطات الهندية، وقال احمد عبدالكريم جلفار مدير عام وحدة الاعمال الالكترونية: لم يتم حتى الآن التعرف على الاسباب التي ادت الى انقطاع الخطوط الثمانية، مشيرا الى أن بعض الصحف الهندية نشرت أنباء تفيد بغرق باخرتين بالقرب من مواقع الشبكتين، وهو ما قد يكون أدى الى هذا الخلل الذي اصاب موقعين في يوم واحد، الا انه لم يصدر أي بيان او تقرير رسمي حتى الآن·

واشار الى أن اتصالات تتحمل تكاليف عالية لتوفير بدائل للخطوط، والتي تقدر في هذه الحالات بمئات الآلاف من الدولارات شهريا، فيما لم يتم بعد تحديد حجم الخسائر التي تكبدها مستخدمو الشبكة بالدولة نتيجة هذا العطل·

واستبعد جلفار في تصريحاته خلال مؤتمر صحافي امس ان تقوم اتصالات بتعويض المشتركين في خدمات الانترنت بالدولة عن الاضرار الناجمة عن الخلل في الشبكة والتي تركزت على تنزيل البرامج والالعاب والاتصالات بين الافراد، منوها الى ان العطل الذي شهدته الشبكة يعد حادثا عالميا خارجا عن سيطرتنا ولا يقتصر على دولة الامارات، وفي نفس الوقت لم يحدث انقطاع لخدمة الانترنت بل تأثرت بعض الخدمات فقط، وبالتالي لن تكون هناك تعويضات للمشتركين·

واكد جلفار ان اتصالات اتخذت اجراءات فورية للتعامل مع الحادث وايجاد خطوط بديلة حيث تمت اضافة خط ارتباط جديد كاجراء فوري ويتم البحث عن اجراءات مماثلة لاتخاذها في اسرع وقت، وقال انه مما جعل اصلاح الخلل بالسرعة المرجوة امرا متعذرا ان كابلات جهتين مختلفتين قد تضررت وهما مشروع (سي·مي·وي·3) الذي يربط بين جنوب شرق اسيا والشرق الاوسط وغرب اوروبا، ومشروع الربط العالمي للالياف البصرية (فلاج)، مشيرا الى ان بلدان اخرى تأثرت بشكل كبير مثل باكستان التي انقطعت فيها خدمات الاتصالات بشكل تام، والهند التي تأثرت بشكل كبير، في حين كان التأثير محدودا نسبيا في دولة الامارات نظرا للتدابير الاحتياطية التي اتخذتها اتصالات·

واشار احمد جلفار الى انه لم يكن من المتوقع حدوث عطلين في كابلين يبعدان عن بعضهما مسافة كبيرة في يوم واحد، حيث يبعد احد الكابلين مسافة 31 كيلومترا من سواحل مدينة مومباي الهندي، ويبعد الآخر مسافة 35 كيلومترا من مدينة كراتشي الباكستانية، مشيرا الى انه لم يتم التعرف حتى الآن على اسباب هذا الخلل الا ان صحفا هندية نشرت انباء عن غرق باخرتين بالقرب من موقعي الكابلين· واضاف إن وحدة الاعمال الالكترونية وظفت امكاناتها لضمان استمرار حركة الانترنت بما يتيح تصفح الشبكة وانتقال البيانات بشكل سلس في الدولة·

تسبب غرق سفينة إنقاذ هندية فوق الكابل البحري الذي يربط بين جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وغرب أوروبا قرب مومباي بالهند إلى تأثر حركة نقل البيانات عبر الانترنت في المنطقة ودولة الإمارات خلال الأيام الماضية·

من جانبه قال عمر جاسم بن كلبان المدير التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات والخدمات البحرية في تصريحات للاتحاد إن المعلومات الأولية عن الحادث تشير إلى أن السفينة كانت في طريقها إلى إنقاذ منصة بترولية من حريق شب بها إلا أن سوء الأحوال الجوية تسبب في غرقها فوق الكابل البحري الذي يربط الهند ببقية دول العالم ومن بينها الإمارات·

وأضاف: فور ورود البلاغ تم تحريك سفينة الإصلاح ''أم العنبر'' يوم الجمعة الماضي وعلى متنها فريق مكون من 45 عضوا مع تجهيزها بالكوابل والمعدات اللازمة للإصلاح ، ومن المتوقع أن يستغرق إصلاح العطل 3 أيام في حالة ما إذا كانت الأحوال الجوية مستقرة ، إلا أن المعلومات الأولية تشير إلى سوء تلك الأحوال مما يعني إمكانية حدوث تأخير في الإصلاح·

وأوضح أنه في حالة تعذر إخلاء السفينة عن الكابل المتضرر سيقوم فريق العمل بتغيير مسار الكابل في المنطقة المتضررة عن طريق قطع الكابل ورفعه ثم لحمه بعيدا عن موقع السفينة الغارقة، وتوقع أن يتم الانتهاء من عملية الإصلاح في منتصف الأسبوع القادم·