رحيلٌ - وإن طال الُمقام - ريحيلُ
--------- وخطبٌ بـه عـزَّ المُصابُ جليلُ
وما هذه الدنيا سوى ظهر راكبٍ
------- له جسدٌ رخـوُ العظام هـــزيلُ
لها لغةٌ فصحى تحدِّث من سهـا
------ بأنَّ كـثيرَ الـغـافـلينَ قـلـيـلُ
قــوافـل اعـوامٍ تمر كـأنـها
------ قنـاديل لـيـلٍ مـالـهـن فـتيـلُ
يعيش الفتى ما عاش والموت واقفٌ
------- على بـابـه , والراحلون َ دلـيـلُ
تَمرُّ بـه الأجـيـالُ يـَفـنـى قـديمهـا
------- ويخـلف جـيلاً في النـهــاية جيلُ
*****
تقولون : مات الفهد , ذلك راحلٌ
---------- الى الله - مثلَ الراحلين - يؤولُ
قضى ما قضى في هذه الدار قائداً
----------- لسيف القضايا في يديهِ صليلُ
مضى الفهد عن دنيا سريعٌ زوالها
-------- بمكـيـال أسبابِ الفناءِ تكـيـل
قضى رُبع قرنٍ في سياسة دولةٍ
----------لها نَسَــبٌ في المكرمات أصيلُ
أتم بناءً رفـرفت فيـه رايـةٌ
------------ لها مـوقعٌ في العالمين جليلُ
لقد خدم البيتين خدمةَ مسلمٍ
----------- الى كلّ خيرٍ في الحيـاةِ يَميلُ
لساحاتِ بيت الله فيه شواهـدٌ
----------- وللسَّاجعات الوُرْقِ فيه هديلُ
وتشهد بالإنجاز طيبة , إنــهــــا
------------ تبوح بما أسدى لها وتقولُ
تقولون : مات الفهد , يَكفيه أنَّه
-------- على خير من يقري الضيوفَ نزيلُ
هنالك عنـد الله عفوٌ ورحمـةٌ
----------- وصَفحٌ وأجرٌ للعبادي جزيلُ
تقولون : مات الفهد تلك حقيقةٌ
---------- تصول بها أيَّامُــنـا وتجولُ
وما هذه الدنيا سوى جسر عابرٍ
---------- يمرُّ صحيحٌ فوقَـه وعليـلُ
قصير , وإن طــالت مسيرة عابرٍ
------- عليه , وهل جسر الرحيل طويل ؟
تقولون : مات الفهد , والموت بَيْننا
----------- وبين أمانينا العِراضِ يَحولُ
مضى لم يَـعُــدْ في الأرض إلا لقبره
---------- مكانٌ صغيرٌ مالديه بَديـلُ
لقد ودَّع الدنيا , وإنَّ دعاءنا
--------اليه - وقد عزَّ اللقاءُ - سبيل ُ
*********
دعـوني من الـدنيا الدَّنـيئـةِ , إنَّـهـا
------تجرُّ فـروعـاً مـالهــنَّ أٌصــولُ
دعـوني من الـدنيــا الدَّنـيئـةِ إنَّهـا
------وَبالٌ علـى مـَنْ يـغـفلـون وَبِيـلُ
تصافـحنا مـنـهـا يـَدٌ , في خضـابـها
--- دلـيـلٌ عـلـى أنَّ المحبَّ قـَـتـيــل
تخـادعنا الـدنـيـا بـاقـبـال وجـههـا
----علينـا , ويصـحـو الـقلب حين تَـزول
لـهـا وَمضاتٌ حـين تُـقْـبـِلُ , مالـهـا
----دَوامٌ , ولا يُـشفـَـى بـهـنَّ غليــلُ
ولو أنَّـهـا تــبـقـى لحيٍّ لما مضـــى
---نـبـيٌّ عـن الــدنـيـا , وماتَ رسـولُ
المفضلات