سجلت سوق الأوراق المالية في الإمارات أمس تصحيحاً سعرياً بلغ حسب مؤشر قيمة الأوراق المالية والسلع 4,4%.حدث التصحيح بفعل عمليات جني أرباح وشائعات ولدت ضغوطاً نفسية عند صغار المستثمرين وبعض المستثمرين الكبار، مما دفعهم لتسييل جزء من أسهمهم.
وقد استهدفت الشائعات عدداً من الأسهم القيادية، وأبرزها سهم «إعمار» العقارية، وهو السهم الذي تحدد حركته اتجاه سوق الأسهم في الإمارات.وغذى هذه الشائعات تقرير مختلق نشرته إحدى الصحف المحلية وأحدث بلبلة في صفوف بعض المستثمرين والمهتمين.
تضمن التقرير معلومات لا أساس لها من الصحة، حسبما أفادت الجهات التي نسب إليها التقرير المعلومات المزعومة،ومن بينها تعمد شركة «إعمار» تأجيل اجتماع جمعيتها العمومية غير العادية يوم السبت الماضي.
وهو ما تنفيه وقائع الإعداد للاجتماع وسجلات الحضور ومعلومات مراقبي الاجتماع الأربعة وهم ممثلو وزارة الاقتصاد والتخطيط والسلطة المحلية المختصة في دبي ومدقق الحسابات ارنست ويونغ ومسجل أسهم الشركة بنك الاتحاد الوطني. وأشار رئيس مجلس إدارة «إعمار» محمد علي العبار في رسالة موجهة إلى وزارة الاقتصاد نشرتها في موقع هيئة الأوراق المالية والسلع إلى ان نشر مثل الأخبار التي تضمنها تقرير الصحيفة يلحق «أبلغ ضرر بمصالح المستثمرين سواء في إعمار أو غيرها ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوق الأوراق المالية ويقود إلى إعطاء الفرصة لبعض المضاربين باستغلال مقدرات وثروات صغار المستثمرين».
وكان التقرير قد زعم أيضاً أن مدراء 4 محافظ استثمارية كبرى سيعقدون اجتماعاً اليوم (أمس) للتنسيق حول «إعمار» ووجه التقرير على لسان «مجهول» تحذيراً بنزوح جماعي من سهم الشركة.
وقد اتصلت «البيان» أمس بمدراء أكبر محافظ الأسهم في الإمارات فأبدوا استغرابهم من معلومات التقرير ونفوا حدوث أي اتصالات بينهم معتبرين انه من الجهل والسذاجة توقع قيام إدارة أية محفظة استثمارية بالإفصاح عن نواياها في شأن البيع والشراء حتى للوسطاء الذين لا يعلمون بقرارات البيع والشراء إلا لحظة تنفيذها، لأن الإفصاح المسبق يضر المحفظة قبل أي طرف آخر.
عادل الحوسني مدير إحدى المحافظ الكبيرة أبدى استغرابه من مثل هذه التقارير، ودعا السوق للتركيز على اجتماع الجمعية العمومية المقبل.
وأضاف: نحن كمدراء محافظ مالية نؤكد التزامنا تجاه السوق، وبصفتنا مدراء لم نقم بالبيع، ولا توجد لدينا نية لتنسيق عملية الخروج من أي سهم، ونعتقد أن الأسعار الحالية مغرية للشراء، وقمنا بعمليات الشراء، ويمكن التأكد من سجلات سوق دبي المالي. وقال إن الاستثمار في سوق الأسهم يجب أن يكون مبنياً على المدى الطويل وليس على مدى يوم أو يومين، خاصة الاستثمار في الشركات العقارية الذي يحتاج إلى فترات أطول لاكتمال مشاريعها.
أما في ما يتعلق بالجمعية العمومية، فما تم رفعه هو توصية وليس قراراً نهائيا، والقرار الأخير سيكون للجمعية خلال اجتماعها المقبل. وقال: «نحن ننظر إلي العوامل الاقتصادية ونتائج الشركات وأدائها الاقتصادي، ولا يمكن لأي محفظة في الإمارات تجنب سهم إعمار نظراً للأداء القوي للشركة .
وحجم السيولة في السوق، وكون السهم يمثل 70% من تداولات السوق، مما يؤكد استراتيجية وضع السهم في أداء المحافظ» وقال: «إن خروج أو دخول أي محفظة في سهم لا تأتي بين يوم وليلة، وتحتاج إلى دراسات وجلسات مطولة». ونبه الحوسني إلى ان صغار المستثمرين وبعض الكبار انساقوا بسرعة خلف الإشاعات والأخبار «وهو ما نود استنكاره إيمانا منا بأن السوق مبني على الأداء الاقتصادي القوي للدولة».
ومن جانبه استغرب الخبير الاقتصادي عادل بشتاوي انسياق بعض المستثمرين وراء الإشاعات والأخبار المغلوطة، وقال إن مستوى أسعار النفط وحده كفيل بالحفاظ على قوة الأسواق المالية، فضلاً عن الأداء القوي لاقتصاد الإمارات. ولدى اتصال «البيان» ببنك الاتحاد الوطني، وهو الجهة المسؤولة عن تسجيل أسهم شركة «إعمار» في سجل النصاب القانوني لاجتماع الجمعية العمومية قال ممثل البنك في الاجتماع إن الاتهامات بتجاهل تسجيل أسماء بعض المساهمين في سجل النصاب القانوني ليست صحيحة أبداً وقد كانت «إجراءات التسجيل سليمة ولا تشوبها شائبة، وقد قبلنا توكيلات على الهاتف من بعض المساهمين في محاولة استكمال النصاب القانوني، لكن النصاب لم يكتمل».
وفي حوار مع «أخبار الإمارات» في تلفزيون دبي قال الخبير المالي شهاب قرقاش المدير التنفيذي لمجموعة «ضمان» إنه ليس لديه علم بالاجتماع المزعوم. وأشار إلى كثرة الإشاعات في السوق المالي ودعا المستثمرين إلى تحصين وتثقيف أنفسهم لتجنب الخسائر.
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات