هذا الشخص مجرم فعلا ولايرحم وقد تكون في حياته بعض النقاط التي يهتم بها الكثير
اولا كان تعامله في اقوى مجال وافضل مجال في الكسب واسرعها على الاطلاق لتكوين الثروات
ثانيا هو كون ثروته تقريبا في 25 سنه ولكن اخذ خمس سنوات الى ان جمع 500 الف دولار مما يعني ان البدايه صعبه جدا والمليون الاول هو مقياس النجاح وهو الاختبار الحقيقي
ثالثا من خلال مضاربه على الجنيه وهي التي ذكرتها يابوناصر وهي التي يتناقلها المضاربين الى الان ومرتبطه باسمه فكلما ذكر جورج تذكر هذه المضاربه والتي كون منها مليار جنيه استرليني في يومين فقط
هو متوقف الان عن المضاربات والمال منذ سنتين تقريبا ولكن يقال لو كنت استثمرت 10 الاف دولار عند سورس عام 1969 لأصبحت 25 مليون دولار عام 1999
كان طالبا بلا اهتمامات اثناء الحرب العالمية الثانية
يطارده النازي اولا ثم الروس فيما بعد
ورغم هذا ينجح في الانتقال من بودابست الى لندن ليدرس الاقتصاد في لندن سكول وهو نفسه الذي يكشف انه كان قارئا بطيئا وضعيفا في الرياضيات . لكنه نجح في الهجرة الى الولايات المتحدة ليتمكن من تحقيق ثروة بلغت 500 الف دولار في خمس سنوات فقط عملا بمبدأ استثمر الآن ودقق فيما بعد .
ثم يوسع مبدأه هذا ليصبح في 25 عاما اكبر مستثمر في العالم
العجيب انه يحذر العالم من خطورة تحرير الاسواق.
وهي نفسها التي استغلها هو من قبل لتكوين ثروته.
وفي مقال تحت عنوان الدولار يقترب من طلب رصاصة الرحمة في جريدة البيان ذكرت ان الحمى السياسية والعسكرية والاقتصادية والتي دفعت الغرب الى محاولة امتصاص ثروات الشعوب او استنزافها عبر اختلاق صراعات ونزاعات تصب في النهاية في مصالح لوبيات السلاح الغربيين كانت سببا لنقمة العالم.. وربما تكون مبررا لتكتلات جديدة تتشكل اجنتها الان وليست وجهات النظر هذه قاصرة على الشرقيين او المعادين للولايات المتحدة. وذكرت البيان ان لاعبين اساسيين في المجتمع الاميركي لهم نفس وجهة النظر ومنهم جورج سورس
وقد عرفته البيان لمن لايعرف جورج بانه هو أحد سادة العالم الخمسين ونموذج للمضارب الدولي والذي جمع من الاعيبه في البورصة نحو 12 مليار دولار.
http://www.albayan.co.ae/albayan/ala...145/axis/6.htm
وهذا الموضوع كاملا وفيه الكثير من الامور تفيد من يقرأها
----------/
الدولار يقترب من طلب رصاصة الرحمة
«حفلة الدولار قد انتهت» كان هذا عنوان مقال خطير نشره الباحث الاقتصادي الألماني لوثار كومب في افتتاحية صحيفة «بورسين» الدانماركية المتخصصة في اسواق المال.
اكدت الصحيفة ان الدولار الان في طريقه نحو الانهيار وان هذا سيدمر بالكامل الاقتصاد العالمي الضعيف اصلا.
هبوط قيمة الدولار والذي كان تضخم قيمته يهب نوعا من القوة للاقتصاد الاميركي له أسبابه التي يعتقد البعض ان ما جرى في 11 سبتمبر كان من بينها.
فما جرى في ذلك اليوم في رأي كتاب مشاهير كثر يمثل بداية جديدة وان ما قبله سيتوارى. بول كيندي استاذ التاريخ البريطاني ومؤلف كتاب بروز وانهيار الامبراطوريات يرى ان يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 يمثل نقطة فاصلة في تاريخ الولايات المتحدة.. ونهاية اعتبارها قوة عظمى وحيدة تهيمن على النظام العالمي.
من جانبها تحاول الادارة الاميركية ومعها البنتاجون ووسائل الاعلام ومخططي السياسة الخارجية وجيش من المفكرين والاعلاميين واصحاب رؤوس الأموال.. والنافذين في المجتمع الصناعي ـ العسكري. كل اولئك يحاولون وضع كوابح حتى لا تتحقق رؤية كيندي وغيره من المفكرين.
وكنوع من رد الفعل المتشنج سعى فريق يصفه البعض بعصابة صراع الحضارات الى احياء الأفكار التي كانت قد أصبحت باهتة قبيل 11 سبتمبر هذه العصابة التي تضم بريجنسكي ـ هتنجتون ـ كيسنجر ـ بول وولفوتيز ـ ريتشارد بيرل ـ جو ليبرمان وغيرهم من الاتباع تجاهر بفكرة معاكسة مفادها ان اميركا لم تنته كقوة عظمى وحيدة بل آن الاوان كي تتحول من جمهورية الى امبراطورية رومانية جديدة بالتعاون مع بريطانيا واسرائيل!!بريطانيا طبعا باعتبارها الحليف التابع وصاحب التجربة الاستعمارية العريقة لمناطق كثيرة في الشرق الاوسط وأفريقيا وآسيا.. والطرف الذي يفهم كيف يتعامل مع شعوب متخلفة «بعد استدعاء عقيدة ان المستعمر يجلب معه الحضارة من قرون مضت».
اما اسرائيل فباعتبارها رأس جسر الغزاة الغربيين ووكيلهم المعتمد والدائم في المنطقة وصنيعتهم في الاساس.. كما ان تملك بنى تكنولوجية وعقول دفعت احد المسئولين للقول ان الحضارة الغربية تذوى اذا ما استغنت عن المهندسين الاسرائيليين!!
ثم ان اسرائيل في نظر اللوبي الصهيوني الذي اصبح صاحب يد طولي في واشنطن تعاني من الارهاب نفسه الذي عانت منه اميركا وتخوض معركة بالنيابة عن الغرب احيانا وعن الحضارة الانسانية احيانا اخرى ضد شعب اعزل من السلاح لم يجد مقاتلوه سندا من امتهم فاختاروا اعلى درجات الاستشهاد بتفجير انفسهم لزلزلة المجتمع الصهيوني تلك كانت الاستراتيجية اما التكتيك فيتمثل في نصائح يتلقاها الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش من دوائر مقربة ومضمونها ان الطريقة الوحيدة لتعبئة الشعب الاميركي وتجاوز الحديث عن الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة والفضائح المرتبطة بها هي الاستمرار في الحرب.. ومحاولة جمع ما تبقى في مقر الخزانة الاميركية للمجهود الحربي والصناعات العسكرية.
بلاشك هناك عقلاء في الادارة الاميركية يسميهم البعض جناح الحمائم وهؤلاء يؤكدون للرئيس الاميركي ان اقتصاده غير قادر على التعبئة لحرب طويلة الامد ضد اكثر من دولة... وهذا الفريق يخوض صراعا شرسا في واشنطن خوفا من مجازفات غير محسوبة قد تجعل الامبراطورية الرومانية الجديدة «المتوهمة» بل وحتى اميركا كدولة عظمى بوضعها الحالي في عداد التاريخ.
اما بوش نفسه فيمشي على حبل مشدود ومتوتر.. يحاول حماية نفسه وادارته من السقوط والاستفادة من تجربة والده جورج بوش الاول.
لكن الرياح ليست على هوى سفن الرئيس الاميركي فهناك مؤشرات عديدة تدل على ان ازدهار التسعينيات القياسي لا امل في عودته، وتدل على ان الانتقال الهائل لرؤوس الأموال من اوروبا واليابان وسائر أنحاء المناطق المضطربة في العالم «والذي يقدر بنصف تريليون دولار سنوياً او اكثر» قد بدأ بالاضمحلال حتى قبل احداث الحادي العشر من سبتمبر.
وكان منحنى الهبوط قد بدأ نتيجة انهيار اسواق المال الاميركية فيما عرف بفقاعة التكنولوجيا او شركات الاقتصاد الجديد وأسهم التقنية فالأموال التي كانت تلجأ الى حيث المجتمع الاكثر استقرارا وضمانا لها هي التي كانت تحمي الاقتصاد من ان يتوقف او يصاب بالكساد في السنوات الاخيرة.. بعدما تحولت الولايات المتحدة الى اكبر دولة مستدينة في العالم.
وأضافت وورلد كوم بعدا جديداً.. كما اضافت انفجارات سبتمبر، يقول الخبير الاقتصادي الاميركي جون لونسكي ان قضية وورلد كوم قد يكون لها انعكاس مدمر على الطريقة التي ينظر من خلالها المستثمرون الاجانب الى السوق الاميركية الامر الذي قد يمنعهم من الاستثمار فيها وبالتالي من تمويل العجز الخارجي للولايات المتحدة.
هذا التحفظ لو ساد على نطاق واسع فانه قد يسرع حركة تراجع سعر الدولار الذي مازال رتيبا حتى اللحظة.
ومن الزاوية الاخرى يرى رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية الموضوع فيقول ان ارتفاع قيمة اليورو الى المعدل الذي وصله «حيث اصبح يساوي دولارا تقريباً» كان بسبب توقف تدفق الرساميل الأجنبية الى الولايات المتحدة مشيرا الى ان الزيادة التي حدثت للعملة الاوروبية جاءت اسرع مما يتوقع الاوروبيون.
ورغم تخوف البعض فان كثيرين يرون الانخفاضات «سواء في أسواق الاسهم او قيمة الدولار» والتي حدثت في الاسابيع الماضية ليست تابعة من أزمة اقتصادية اميركية بقدر ما هي تصحيح طبيعي ومتوقع لاسعار الاسهم والعملة الاميركية.. تلك الاسعار التي شهدت تضخيما في قيمتها في السنوات الثلاث الاخيرة.
مجلة «الايكونومست» الاقتصادية البريطانية الشهيرة تعتقد ان السوق في الولايات المتحدة لن تتأثر كثيرا اذا ما انخفضت اسعار الاسهم بمعدل الثلث. وترى المجلة ان انهيار وفضائح بعض الشركات الاميركية لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير.. لانه كان بالأساس مرهق من حمل اكبر من طاقته وتضيف «قد تكون هذه الانخفاضات صحية للاقتصاد الاميركي على المدى المتوسط والبعيد، اذ انها تقلل الفجوة ما بين المضخم والواقع وهو ما يعتبره الاقتصاديون امرا ايجابياً».
وبين المتفائلين والمتشائمين هناك من يحاول رؤية الامور بشكل مجرد من العواطف.
روبرت هورماتس المدير العام لشركة جولدمان ساكس انترناشيونال للاستثمار يقول «نحن على حدود تراجع صحي للدولار.. وامام خطر تدهور يمكن ان يؤدي الى زعزعة الاستقرار في الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم».
بشكل اكثر تحديدا يؤكد خبراء ان فقدان الدولار لنحو 20% من قيمته سيدفع مديري المصارف المركزية في العالم الى اعادة ترتيب احتياطياتهم من جديد.. هذا الامر قد يشكل اكبر خطر على الاقتصاد الاميركي والرأسمالي بشكل عام.
ستيفن روتش كبير الاقتصاديين في مؤسسة مورجان ستانلي يعتقد الشيء نفسه فهو يرى ان الاثر النهائي لانخفاض قيمة العملة الاميركية قد يكون اشد خطورة إذا ما قرر العالم ان حصة الدولار في احتياطاته «البالغة الان 79%» يجب ان تنسجم مع حصة اميركا في التجارة الدولية «21%».
مخاطر المشكلة ان العالم حتى وان كان يرغب بالتخلص من سطوة الدولار يظل غير قادر على المخاطرة بذلك.. وغير قادر ايضا على المخاطرة بالتمسك به في ظل تداعي الاوضاع الاقتصادية الاميركية.
وخطورة الركود في اقتصاد الولايات المتحدة انه لن يقف عند حدودها. بل انه سينعكس حتما بالسلب على اقتصاديات الدول المرتبطة بأميركا او بعملتها.
يدعم ذلك التشابك حرية التجارة وجو العولمة الذي يوفر وسائل لنقل الازمات.. فأسواق رأس المال تتأثر تأثرا شديدا.. ففي اعقاب الفضائح المالية والمحاسبية في شركات انرون ثم وورلدكوم تدهورت اسواق المال في أنحاء العالم وظل المستثمر الدولي يعيش حالة ترقب وحذر وتشاؤم.. فحين وقعت وورلدكوم في مصيدة الافلاس انخفض مؤشر فوتسي البريطانية الى أدنى مستوى يسجله منذ 6 سبتمبر عام 96.
اسواق السلع ايضا وسيلة خطيرة لنقل الازمات. فتراجع النشاط الاقتصادي الاميركي سيقلل بالضرورة واردات واشنطن من السلع الاولية ومستلزمات الانتاج «50% من احتياجها النفطي على سبيل المثال». وهذا يعني نقل اثار الركود الى شركاء اميركا التجاريين واحيانا الى الاسواق الدولية للسلع برمتها.
تنتقل الازمات ايضا من خلال اسواق العمل.. وهي الابطأ قليلا.. فالركود الاقتصادي في أميركا سيرفع معدلات البطالة في العالم خاصة بين العمال غير المهرة. ومنذ فترة سمع العرب تحذيرات تقول ان ارتفاع سعر النفط مع الدولار القوي لا يجب ان يغريهم.. لان النفط والدولار ربما يهبطان معا حينما يكتشف العالم ان الامبراطور الاميركي بدون ثياب.. لم يستمع احد لتلك التحذيرات.. وحصد الجميع النتائج.
وتبرز الاحصاءات ان دول اوبك خسرت من بيع نفطها بالدولار خلال الشهور الستة الاولى من عام 2002 نحو 5.5 بلايين دولار وهذا الرقم يمكن ان يرتفع الى ثلاثة اضعاف اذا ما تم احتساب نسبة التضخم او الخسائر المحققة من تراجع اسعار سلة اوبك وزيادة تكلفة الواردات من منطقة اليورو او الين. وحتى لو قدرنا ان دول اوبك خسرت نحو 16.5 بليون دولار في النصف الاول من العام وحده فان ذلك الرقم لا يضم ايضا احتساب خسارة الاستثمارات المقيمة بالدولار او الخسارة الناتجة عن تراجع اسواق الاسهم الاميركية.
ولان اقتصاد الولايات المتحدة هو اكبر اقتصاد في العالم، ويعتبر في كثير من الاحيان عصب الاقتصاد العالمي.. فان العمل من اجل انقاذ الاقتصاد الاميركي لم يعد مهمة الاميركيين وحدهم بل مهمة عالمية مشتركة.
وتقضي معايير معوجة تسود منذ الحرب العالمية الثانية بان يتحمل الطرف الاضعف العبء الكبير في دفع الثمن.. فالعامل الحاسم على ارض الواقع لا يكمن في كون ذلك الطرف الضعيف يستطيع تحمل العبء ام لا؟ السؤال يكون هل يستطيع الرفض ام لا؟
شطط
هناك من يعتقد ان الحمى السياسية والعسكرية والاقتصادية والتي دفعت الغرب الى محاولة امتصاص ثروات الشعوب او استنزافها عبر اختلاق صراعات ونزاعات تصب في النهاية في مصالح لوبيات السلاح الغربيين كانت سببا لنقمة العالم.. وربما تكون مبررا لتكتلات جديدة تتشكل اجنتها الان وليست وجهات النظر هذه قاصرة على الشرقيين او المعادين للولايات المتحدة. بل ان لاعبين اساسيين في المجتمع الاميركي لهم نفس وجهة النظر منهم جورج سورس «ولمن لا يعرفه هو أحد سادة العالم الخمسين ونموذج للمضارب الدولي والذي جمع من الاعيبه في البورصة نحو 12 مليار دولار.
يقول سوروس في مقال غريب له: ان شطط الرأسمالية النهمة لا يقل خطرا على المجتمعات الديمقراطية من الايديولوجيتين الفاشية والشيوعية.
ويضيف «لقد اثريت في الاسواق المالية العالمية. ومع ذلك فانني اخشى الان ان يعرض الاشتداد المحموم للرأسمالية الليبرالية وانسحاب القيم التجارية على مجالات الحياة كافة مستقبل مجتمعنا للتهلكة».
لا حاجة للقيام بأي تنبؤات رهيبة عن الانهيار الممكن لمنظومة التجارة العالمية ـ والكلام لسوروس ـ حسبنا من اجل ذلك ان نتخيل عواقب عجز العالم «الحر» عن مد يد العون لروسيا ومساعدتها بعد انهيار الشيوعية.
لقد كانت منظومة الرأسمالية التي نهبت هذا البلد الغني من النذالة بحيث ان الشعب كله يمكن ان يقف وراء قائد يعد بتجديد الامة الروسية ولو على حساب الحريات المدنية.
وينهى سوروس بالقول «لا حاجة الى الكثير من التخيل حتى نفهم ان المجتمع العالمي السائد حاليا سوف يثبت انه ليس الا ظاهرة وقتية»!!.
ينقلنا هذا الى مفهوم العولمة حسب الرؤية الاميركية.. فخطاب العولمة لم يكن في جوهرة الا واحدا من الاساطير التي تعرض لها العالم.. هناك امركة لا عولمة.. فالمبشرون الاميركان لم يتصوروا ان تقدم وسائل الاتصال يمكن ان يتسبب في احياء القيم الخاصة للمجتمعات.. وان ينتبه العالم الى ان التسليم بنتيجة واحدة للتقدم التكنولوجي يراد به التسليم بسيطرة منظومة واحدة من القيم هي المنظومة الاميركية.
كذلك لم ينتبه هؤلاء المبشرين بأن اقتصاد السوق وانهيار الحواجز امام حركة رأس المال والاستثمارات يمكن ان يؤدي الى ازدهار المجتمعات والى انهيار اقتصادها ايضا.
مناهضو العولمة الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم مؤشر على ان هناك وعياً بأن ما يجري تحت شعار العولمة نوع من الامركة.. او قل تجل لحقبة اخرى من حقب اختلال توازن القوى العالمي. وهو بعناصره الاساسية من سياسة واقتصاد وثقافة وفن يحمل في جوهره سيطرة اقلية لها تاريخ استعماري «قديم او حديث» على اكثرية وقعت تحت نير الاستعمار كل في فترة تاريخية اسمها المجتمع الانساني.
وربما تكون الادارة الاميركية نفسها هي من سرعت باقتناع الناشطين في العالم ان العولمة تمثل حالة جديدة من حالات الاستعمار.. فادارة بوش هي التي اطلقت النار على المثال الرومانسي للعولمة والذي كان يمثل قناعة للبعض حتى نهاية عهد كلينتون وربما تسببت تصرفاتها القادمة في انهياره.
فبوش نفسه اطاح بأوهام الحالمين بعولمة حقيقية حينما رفض التصديق على بروتوكول كيوتو، وادارة بوش هي التي بدأت حربا اقتصادية ضد الحليف الاوروبي «صناعة الصلب» وهي التي روجت الارادة الدولية طويلا باعتبارها وجها سياسيا اخلاقيا لعالم جديد معولم ثم كسرت ذلك وشنت حروبها بمعزل عن الارادة التي حاولت ايهامنا بوجودها.
ما نتاج العولمة حتى يخشى البشر في العالم على الحاق الضرر بالنموذج الاميركي «اقتصاديا وعسكرياً»، صراعات اثنية وعرقية في مناطق كثيرة.. حركة نهب غير مسبوق لثروات الشعوب.. شركات هائلة تنهار ومعها مدخرات الملايين.. حروب يطلب الاميركيون تمويلها دون رغبة من احد، نظام بيئي ينهار لان الاغنياء اغبياء انانيون لا يريدون غير مصالحهم.
اين اذن مثال قرية العولمة المزدهرة القائمة على التعايش الانساني والقيم المشتركة والمصير الواحد للبشرية ربما كنوع من الرد على تصرفات الولايات المتحدة تقول آنا مارى شمل المستشرقة الالمانية «لماذا نحاول تنظيم كل شيء طبقا لحضارتنا الغربية» وتسخر سوزان سونتاج من الوضع الحالي قائلة «زعماؤنا السياسيون ولدوا لدينا انطباعا بأنهم يفهمون واجبهم على انه تكليف بالتضليل والخداع» فيما تجزم الكاتبة الهندية ارونداتي روى بالقول «الحكومات الاميركية ساندت ما هو عكس ذلك تماما. ساندت الارهاب العسكري والاقتصادي. ساندت المنشقين والأنظمة الدكتاتورية».
«جروح الاقتصاد الاميركي ستأخذ وقتا حتى تندمل» كما يقول آلان جرينسبان رئيس البنك المركزي الاميركي، وازمة الثقة لاتزال خارج نطاق السيطرة كما يؤكد نائب رئيس شركة ستيت ستريت جلوبال ماركتس لاستراتيجيات الاسواق.
لكن الأهم ان جروح العالم التي سببها الاميركان ربما لن تندمل فضلا عن الجروح الجديدة التي ينوون فتحها.. وأزمة ثقة العالم في أميركا هي التي أصبحت خارج السيطرة.
المفضلات