الذكاء الأخلاقي: الأساس الحقيقي لبناء الشركات الناجحة واستمرارها
دوج لينيك وفريد كايل
28/06/2005
من المؤكد أن هناك علاقة متبادلة قوية بين المبادئ الأخلاقية الراسخة والنجاح في العمل. في هذا الكتاب يقوم اثنان من كبار خبراء تدريب القادة في العالم بتوضيح تلك العلاقة، وتعريف العناصر المعينة والمكونات الأساسية التي يتشكل منها الذكاء الأخلاقي. كما يستعرض الكتاب بدقة وبالتفصيل كيف يمكن الترويج للذكاء الأخلاقي في المؤسسة وتشجيع الموظفين على الالتزام به وتطبيقه بصورة عملية.
بناء على بحث مكثف قام به المؤلفان، يوضح الكتاب كيف أن أفضل الشركات أداءً يديرها قادة يتمتعون بضمير أخلاقي حي وبالقدرة على اتباع ما يمليه عليهم هذا الضمير أيا كانت العواقب ومهما كانت الضغوط المحيطة التي تحثهم على تحقيق النتائج والأرباح، بغض النظر عن الطريقة المتبعة لتحقيقها، خصوصا في هذا العالم الذي تتصاعد فيه حدة التنافس والذي صارت فيه الغاية تبرر الوسيلة بالنسبة للعديد من الناس.
يقدم هذا الكتاب يد العون للقارئ ليساعده على بناء المهارات الأخلاقية التي غالبا ما يكون القادة في أمس الحاجة إليها والتي تشمل: الاستقامة والمسؤولية والرأفة والتسامح. يقدم الكتاب دليلا إرشاديا واقعيا ليصير المرء قائدا يتمتع بالأخلاق الحميدة سواء في المؤسسات الكبرى أو الشركات الصغيرة حديثة التأسيس. يعكس هذا الكتاب سنوات من الخبرة التي اكتسبها المؤلفان في تدريب المديرين التنفيذيين على أعلى المستويات.
في السنوات الحالية اكتشفت الشركات قيمة الذكاء الانفعالي، إلا أن هذا النوع من الذكاء ليس كافيا وحده، فالقادة ذوو الذكاء الأخلاقي القوي هم فقط من يمكنهم بناء الثقة والالتزام عبر مؤسساتهم. تعد هاتان الصفتان الأساس الحقيقي لبناء واستمرار الشركات الناجحة.
الذكاء الأخلاقي هو أساس السلطة الأخلاقية والتي يمكنها وحدها تفعيل السلطة الرسمية في العمل للقائد والمدير في حدود نطاق سلطاته ومسؤولياته والإبقاء على هذه السلطات قوية عبر الوقت. ينقب هذا الكتاب بما يقدمه من تحديات أخلاقية في العلم والطرق الفعلية العملية في عمليه بناء قيم مبنية على المبادئ المتعارف عليها عالميا في حياتنا وثقافاتنا بصورة عامة. يضم الكتاب أيضا بيانا مفصلا للجدارة الأخلاقية وهو عبارة عن مقياس مهم لا غنى عنه يتعرف القارئ من خلاله على موقعه هو ومؤسسته من الذكاء الأخلاقي في الوقت الحالي.
نعيش الآن في عالم منفتح تستعر فيه حدة التنافس بكل أنواعه وتسود فيه المبادئ الانتهازية التي تعلى قيمة الهدف المراد تحقيقه على الطريقة التي يتم بها الوصول إلى هذا الهدف وهو ما تلخصه عبارة ''الغاية تبرر الوسيلة''. وفي الوقت الذي تواجه فيه الرأسمالية التساؤلات حول مدى شرعية الممارسات المتسمة بالسلوكيات الإدارية التي تفتقر إلى المصداقية والاستقامة، يقدم هذا الكتاب طريقة سليمة للتفكير في البوصلة الأخلاقية الداخلية وهي الضمير الذي يمكن من خلاله تجنب الممارسات السلبية للشركات الرأسمالية.
غالبا ما ينتج عن هذه الممارسات السلبية فقدان للقيم الأخلاقية والوعي الأخلاقي. إلا أن الكتاب يوضح لنا كيف أن قادة الشركات العظام لا يضحون أبدا بالاستقامة الأخلاقية لتحقيق الأهداف المالية، وأن الالتزام بالمعايير الأخلاقية العالية ليس فقط هو الشيء الصحيح الواجب اتباعه، وإنما هو أيضا حجر الأساس للشركات الناجحة التي يتميز نجاحها بالقوة والقدرة على الاستمرار.
http://www.aleqt.com/NewsList.asp?Ne...3566&MenuID=22
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات