هل التخطيط المالي .. طريقٌ للثروة من الراتب ؟ (1/4)
عبد الحميد العمري
18/05/2005
قبل أن أدلف إلى دهاليز هذه القضية الخاصة والمهمة، أود أن أطرح عليك أيها القارئ الكريم عدداً من التساؤلات، هل أنت ممن ينتهي راتبه لهذا الشهر قبل أن يستلم راتب الشهر الذي يليه؟ هل أنت ممن يعاني من فوضى إدارة نفقاته المعتادة أمام ''مسطرة'' راتبه الذي تتضاءل قيمته في عينيك يوماً بعد يوم؟ هل أنت ممن يقع فوق عاتقه كثيراً من أعباء المعيشة التي تفوق طاقة راتبه ؟ هل أنت ممن تفاقمت أوضاعه المادية حتى درجة ''الجنون'' و''الهم اللامحدود''؟ هل أنت ممن تنمو معدلات إنفاقه الشهري بمعدلاتٍ أعلى من معدلات نمو دخله الشهري؟ هل تبحث عن الخلاص من هذا النفق المظلم الذي طال أمده ؟! إذا كانت الإجابة عن تلك الأسئلة أو أغلبها بالإيجاب فإنني أنصحك بأن تكمل قراءة المقال! وإن كانت الإجابة ''بلا'' فقراءة المقال بالنسبة لك قد تفتح أمامك فرصاً جديدة لزيادة دخلك؛ خاصةً إذا كنت تهدف إلى البحث عن طرق آمنة ومجدية لتنمية مدخراتك، والاستفادة من البحر الزاخر للفرص الاستثمارية في الاقتصاد السعودي، وبالتالي تعزيز مركزك المالي مستقبلاً.
مما لا شك فيه أن كل فردٍ منا يبحث عن الاستقرار المادي الذي يوفر له إحدى أهم ركائز الاستقرار المعيشي في حياته، والذي ينعكس إيجاباً على رخاء الفرد وأسرته التي يُعولها. ويمكن معرفة ما إذا كان الفرد منا مستقراً معيشياً أم لا إذا كانت الإجابة عن الأسئلة التالية بالإيجاب، وهي: هل تمتلك منزلك الذي تسكنه؟ هل دخلك الشهري يُغطي مصروفاتك الشهرية؟ هل يتوافر لديك فائض من دخلك الشهري؟ ثم، هل تمتلك سيارة ملاءمة لك ولأسرتك؟ أخيراً هذا السؤال الذي يُفترض أن تكون الإجابة عنه بلا لتتحقق النتيجة المطلوبة وهو؛ هل أنت مدين لغيرك؟ الإجابة عن تلك الأسئلة تمثل أحد أهم المؤشرات التي تدلل على مستوى استقرارك المعيشي!
لا بد لك إذا أردت الخروج من ''عنق الزجاجة'' هذه أن تضع لنفسك ''خطة استراتيجية'' تستهدف من خلالها تحقيق أهدافك الممكنة التي تتوافق مع قدراتك المادية، وتتطلب منك معرفة جيدة بالعديد من الأمور والوسائل المتعلقة بالمجالات المالية والاستثمارية، ولأكون معك قارئي الكريم صادقاً فقليلٌ هم من يستطيعون النجاح في بناء وتحقيق هذه الخطة الاستراتيجية! وفي تلك الحالة لديك الخطط البديلة التي تمكنك من الاستفادة بصورةٍ جيدة من دخلك الشهري المحدود، لعل من أهمها وأكثرها فائدة لك بأقل التكاليف ما يندرج تحت مصطلح ''التخطيط المالي Financial Planning'' والذي يركز على القضايا المتعلقة بالجوانب المالية في حياتنا، لعل من أبرزها فيما يخص الحديث عنه الآن كيفية الحصول على الأموال وتنميتها وكيفية إنفاقها وفق ضوابط لا تُخل باستقرارنا المادي. ويشترط لنجاح التخطيط المالي لأي منا أن يتسم بالمرونة، وأن يستجيب لأية متغيرات قد تطرأ على حياتنا أو دخولنا. لعل من أهم السمات التي يجب أن تتوافر فيه : أن يكون واقعياً وبعيداً عن الخيال المتفائل إلى حدود المبالغة، ولا يكون متشائماً بصورةٍ غير معقولة. وأن يكون واضحاً ودقيقاً، أي أن أساس ومقدمة التخطيط المالي هنا لأي فرد يجب أن يتضمن بياناتٍ ومعلومات محددة تفصيلية لا يقع في متاهة العموميات التي لا تنتهي. وأن يشمل ويغطي مفردات وجوانب الحياة المعيشية كافة للفرد وأسرته. وأن تُغطي مفاصل وتوقعات برنامج هذا التخطيط المالي هنا فترة زمنية معقولة من حياتنا.
لا شك أن المسألة بعد كل هذا التعقيد غير المقصود قد تشتت ذهن البعض منّا! ولكن كما سبق وذكرت أعلاه، أن الموضوع يمكن حلّه بخياراتٍ أخرى جيدة إلى حدٍ بعيد، بل ويفوق تصور كثيرٍ منا! كيف ذلك؟! ينبغي الإشارة هنا إلى التطور العلمي الكبير الذي لحق بجميع جوانب الحياة المعاصرة قد وفّر للإنسان المعاصر كثيراً من خيارات الحياة ورفاهيتها، ولك أن ترى نتائج ما أتحدث عنه هنا في طبيعة وواقع حياة الإنسان في أغلب المجتمعات المتقدمة، إذ تتوافر لديه أغلب متطلبات المعيشة المثالية التي نستهدف الوصول إليها هنا؛ وقد يبحث بعضنا عن أفضل منها، وذلك حقٌ مشروع له متى ما توافرت لديه الإمكانات اللازمة لتحقيق ما يصبو إليه. وكما سيأتي الحديث، فإن خير وآمن من سيقدم لك يد العون في هذا الشأن قارئي الكريم الإدارات المتخصصة في التخطيط المالي في المؤسسات المالية الوطنية، وحتى الآن فإنها تتوافر في مصارفنا المحلية وبعض المؤسسات المالية الوطنية المصرح لها رسمياً بمزاولة هذا العمل المتقدم مهنياً وفنياً، التي وصلت إلى مراحل متقدمة جداً في مجال تقديم خدمات التخطيط المالي، وفقاً لما تمليه متطلبات عملائها، إضافةً إلى ما تقدمّه من مجموعةٍ واسعة وآمنة من المنتجات المالية والاستثمارية، كالتمويل المالي والصناديق الاستثمارية وبقية المنتجات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، إضافةً إلى المنتجات المالية والمصرفية البديلة.
تشجع المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها البيئة الاقتصادية في السعودية، والطموحات الكبيرة باستمرار هذا التطور والتقدم، خاصةً في ظل ما نراه من مؤشرات مشجعة للغاية؛ نرى أبرزها في الهيكلة الاقتصادية والتشريعات والأنظمة الجديدة التي تحفز على اجتذاب مزيد من المدخرات والاستثمارات إلى داخل الاقتصاد السعودي. كل تلك الفرص والحديث ذو الشجون حولها سيكون في بقية مقالات هذا الموضوع المهم جداً، ولهذا فإن للحديث بقية أهم في المقالات المقبلة.
http://www.aleqt.com/ListRay.asp?NewsID=1567
المفضلات