CNN
صناعة الطيران الأمريكي-الأوروبي إلى مواجهة جديدة
1/06/2005
أعرب رئيس المفوضية التجارية في الاتحاد الأوروبي، بيتر مندلسون، عن "خيبة أمله" جراء قرار الولايات المتحدة الاستمرار في دعوى تجارية ضد الاتحاد استنادا إلى زعم أمريكي بتوفير الدعم الرسمي لشركة Airbus عملاق تصنيع الطائرات، والمنافس الرئيسي لشركة بوينغ الأمريكية.
وقال ماندلسون إن أوروبا ستستأنف القضية وتعيد فتحها بدورها أمام منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة، بعد أن كان الطرفان علقا المسألة في يناير/كانون الثاني الماضي، على أمل التوصل إلى حل عبر التفاوض.
وأوضح المسؤول الأوروبي أن قرار أمريكا "سيؤدي على الأرجح إلى خلق أصعب الدعاوى القانونية، وأكثرها تعقيدا وكلفة في تاريخ منظمة التجارة العالمية."
وأضاف "ستكون حربا ضروسا من الطرفين، ويمكنني أن أؤكد لكم، أنه سيصار إلى الدفاع عن مصالح أوروبا بضراوة."
وقال إنه حاول حتى آخر لحظة إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، مشيرا "آخر هذه المحاولات كان الأسبوع الفائت، حيث تم عرض لتسريع المفاوضات، حيث كنت مستعدا لتخفيض الاستثمار بنسبة 30 في المائة، مقابل عرض مماثل من الأمريكيين."
وأكد مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي أن الأمريكيين لم يظهروا أي اهتمام أو أي قبول بتسوية.
وكان ممثل وزارة التجارة الأمريكية روب بورتمان، أعلن أن بلاده ستحمل المسألة إلى أروقة منظمة التجارة العالمية، لأن دول الاتحاد الأوروبي تتجه لدعم الشركة بـ 1.7 مليار دولار أخرى، وبعد فشل المفاوضات بين الشركتين المتنافستين.
وكانت الحكومات الأوروبية قدمت قروضا قيمتها 15 مليار دولار منذ عام 1967 لمساعدة إيرباص على تطوير طائرات جديدة منها 3.2 مليارات دولار للطائرة A 380، وهو ما تشدّد الولايات المتحدة على أنّه مخالف للوائح المنافسة.
وكانت واشنطن وبروكسل اتفقتا في يناير/ كانون الثاني الماضي على تعطيل القضيتين المتنافستين بشأن بوينغ وإيرباص في منظمة التجارة العالمية اللتين تهددان صفو العلاقات التجارية، والسعي بدل ذلك إلى التوصل لاتفاق لرفع الدعم بحلول 11 من أبريل/ نيسان.
وأصرت واشنطن خلال المحادثات التي انطلقت في يناير/كانون الثاني الماضي على ضرورة إلغاء اتفاقها لعام 1992 مع الاتحاد الأوروبي، والذي يحد من الدعم للشركتين وإبداله باتفاق جديد يمنع تقديم أي دعم لهما في المستقبل.
لكن الاتحاد الأوروبي رد بأنه سيكون من الصعب إقناع شركة ايرباص بهذا الاتفاق في الوقت الذي تحصل فيه شركة بوينغ على "دعم ضخم" لطائرتها الجديدة 7A17 التي تتسع لـ 300 مقعد.
ورغم ما أعلن من الطرفين، رأى بورتمان أنه لا يزال بالإمكان حل الخلاف قبل وصوله إلى المنظمة الدولية.
وقال المسؤول الأمريكي "لا نزال نؤمن أن حلا عبر مفاوضات ثنائية، ممكن" مُضيفا "لكن المفاوضات لن تنجح إلا في حال تراجع الاتحاد الأوروبي عن التزاماته بدعم الشركة."
وقال ماندلسون إنه كان من الأفضل للولايات المتحدة الموافقة على عرضه، وإن قرار واشنطن إعادة فتح المسألة أمام منظمة التجارة العالمية سمح لإيرباص بمواصلة قبض أموال من دول الاتحاد."
وأضاف "بدلا من ذلك، قرروا اختيار طريق المنظمة، وهذا سيحتاج لسنوات لحله."
هذا وقد أصدر المسؤولان الأمريكي والأوروبي بيانا صحفيا مشتركا يعربان فيه عن وحدتهما.
وجاء في البيان "سنبقى متحدين في تصميمنا بأن هذا الخلاف لن يؤثر على تعاوننا في القضايا التجارية أكانت ثنائية أومتعددة الأطراف، عملنا معا بشكل جيد حتى الآن، وننوي مواصلة ذلك."
وقال مسؤول رفيع في المنظمة إنه رغم تعقيد القضية إلا أنه لا يزال في الإمكان إيجاد حل، كما أثبت التاريخ في قضايا مماثلة.
وأضاف المسؤول أن ما يجعلها (الدعوى) غير عادية، هو حجم الشركتين المتنافستين ودور الإعلام.
المفضلات