رويترز
خبراء: الاعتماد الأمريكي على النفط الأجنبي يتزايد
Wed May 25, 2005
قال خبراء بصناعة النفط وخبراء حكوميون ان اعتماد الولايات المتحدة على النفط الخام سيستمر في التزايد رغم المساعي الرامية لزيادة الانتاج المحلي وذلك مع نمو الطلب في أكبر أسواق استهلاك الطاقة في العالم بمعدل يفوق نمو الانتاج.
ومن المحتمل أن يرتفع الطلب المتزايد على شحنات النفط للولايات المتحدة ليصل قريبا الى مستوى قد تجد الدول الأجنبية المنتجة صعوبة في مجاراته الأمر الذي سيؤدي الى تراجع احتياطيات البلاد.
وقال دوج ماكنتاير المحلل بادارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأمريكية "يشير الاتجاه في الأجل الطويل الى زيادة الواردات وتزايد الاعتماد على الواردات."
وأضاف "أغلب الناس يتوقعون أن نشهد على مدى الأسبوعين المقبلين بدء انخفاض المخزونات النفطية لان الحفاظ على مستوى الاستيراد عند 10.5 مليون برميل يوميا أو أكثر من ذلك سيمثل مستوى مرتفعا."
وتُظهر البيانات الحكومية أن الولايات المتحدة تكرر حاليا نحو 15.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام وان ما يزيد قليلا على ثلث هذه الكمية يتم انتاجه محليا.
وأدى ارتفاع أسعار النفط في المعاملات الآجلة في الآونة الأخيرة ووصولها الى مستوى قياسي عند 58.28 دولار للبرميل في الرابع من ابريل نيسان الى تدفق الواردات وساعد في ارتفاع المخزون الأمريكي الى أعلى مستوى منذ ست سنوات ليصل الى 334 مليون برميل في 13 مايو ايار.
ومن المتوقع أن تزيد مصافي التكرير استهلاكها من النفط الخام الى نحو 16 مليون برميل يوميا في الأسابيع المقبلة لتغذية الطلب الصيفي على البنزين وتخزين كميات كافية من وقود التدفئة قبل حلول الشتاء.
وقال ماكنتاير "نحن ننتج محليا نحو 5.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام بما في ذلك انتاج الاسكا. ومن أجل الحيلولة دون انخفاض المخزونات عندما نصل الى (تكرير) 16 مليون برميل يوميا سنضطر الى استيراد 10.5 مليون برميل في اليوم."
وتأتي توقعات زيادة الاعتماد على الخارج في وقت يكافح فيه أعضاء في الكونجرس لإقرار مشروع قانون لقطاع الطاقة.
وتأمل ادارة الرئيس جورج بوش فتح مناطق في محمية الحياة الطبيعية في الدائرة القطبية أمام عمليات الحفر وتقديم حوافز ضريبية لعمليات التنقيب.
لكن ريك مولر مدير قسم النفط بشركة انرجي سيكيوريتيز اناليسيز في بوسطن علق قائلا "الكميات التي يتحدثون عنها عندما يبدأ انتاجها عام 2001 أو 2012 لن تجاري على الأرجح النمو في الطلب الأمريكي وحده وهذا لا يأخذ في الاعتبار استمرار انخفاض انتاج الحقول الامريكية الأخرى."
وأظهرت أحدث بيانات حكومية أن واردات النفط الخام الى الولايات المتحدة ارتفعت نحو 900 ألف برميل يوميا الى 10.86 مليون برميل يوميا في الاسبوع الذي انتهى في 13 مايو ايار لتسجل رابع أكبر متوسط أسبوعي.
ونما الطلب في الولايات المتحدة بنحو اثنين في المئة منذ عام 2003 بينما تراجع الانتاج المحلي بنحو 30 في المئة الى أدنى مستوى منذ 50 عاما.
وساعد الانتاج الجديد من خليج المكسيك في تعويض انخفاض انتاج حقول برية هذا العام.
وقال تيم ايفانز كبير محللي الطاقة بموءسسة اي.اف.ار انرجي سيرفيسز "الواردات.. انها تمثل الماضي والحاضر والمستقبل لأمريكا."
وأضاف "قبل عامين كنا نستورد نحو 9.5 مليون برميل يوميا. وفي العام الماضي كنا نسمع عن قلق شديد من وزارة الطاقة كيف اننا لم نعلم ان كان استمرار الواردات على مستوى أعلى من عشرة ملايين برميل يوميا ممكنا."
وتابع "أما الآن فلم يعد هذا ممكنا فحسب بل انه أصبح عاديا ونحن نعمل على رفعه الى 11 مليون برميل يوميا."
واتفق الجميع أن الحسابات تشير الى ضرورة أن تشمل الحلول الانتاج وترشيد الاستهلاك.
وقال ماكنتاير "الحسابات تملي ضرورة النظر الى جانبي المعادلة أي العرض والطلب."
وقال ايفانز "بكل تأكيد. زيادة التأكيد على ترشيد الاستهلاك وخاصة كفاءة وقود السيارات هو في الواقع أكبر مصدر لم يستكشف للنفط... فمن المستبعد أن نزيد الانتاج المحلي مليون برميل يوميا... لكن لن يكون من الصعب توفير مليون برميل يوميا."
وأشار ايفانز الى أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة يبلغ نحو 9.5 مليون برميل في اليوم مضيفا "اذا أمكننا ان نخفض ذلك الرقم بواقع مليون فانه سيمثل تحسنا بنسبة 10.5 في المئة. واذا كان لديك سيارة تعمل بالدفع الرباعي وتقطع 15 ميلا لكل جالون فأنت بحاجة فقط لزيادتها الى 16.6 ميل لكل جالون لتوفير نسبة 10.5 في المئة."
وقال "بوسعنا ببساطة ان نفعل ذلك وعيوننا مغلقة. فعندما ترى إعلانا عن السيارة الهامر إقلب الصفحة. لكن هذا أمر لا تريده شركات التكرير الامريكية ولا تريده شركات صناعة السيارات."
من روبرت جيبونز
المفضلات