البورصات الخليجية تزدهر مع عودة المستثمرين من امريكا .
في الوقت الذي ترزح فيه اسواق العالم تحت وطأة التباطؤ تنعم بورصات الخليج بالازدهار منذ عام مع انتعاش اسعار النفط وعودة المستثمرين الخليجيين القلقين بشأن امان استثماراتهم في الولايات المتحدة.
ويقول اقتصاديون من منطقة الخليج ان المستثمرين الذين كانوا يتجاهلون اسواقهم المحلية بسبب افتقارها لفرص مربحة وحالة عدم التيقن بداوا يستثمرون المزيد من اموالهم في اوطانهم حيث ارتفعت اسعار الاسهم بنسبة 15 في المئة في المتوسط منذ بداية عام 2002.
وقال عادل السيد المدير في بنك البحرين الدولي (بعض المستثمرين قلقون بعض الشيء على امان استثماراتهم الامريكية على المدى الطويل بسبب التوترات السياسية).
وقال مديرو استثمارات ان التحقيقات الامريكية في ما تطلق عليه (اموال الارهاب) التي تمول تنظيم القاعدة دفعت العديد من المستثمرين الخليجيين لتحويل ما يصل الى 40 مليار دولار من الولايات المتحدة الى حسابات اكثر امانا أغلبها في اوروبا.
وعاد نحو عشرة مليارات من هذا المبلغ وهي نسبة ضئيلة من نحو تريليون دولار تستثمر في الاسواق الغربية الى الخليج مما ضخ سيولة اضافية في اسواق الاسهم والعقارات خاصة في البورصة السعودية اكبر سوق للاسهم في العالم العربي.
ويقول مازن حسونة رئيس شركة رنا الاستثمارية في الرياض (المبالغ التي عادت ليست كبيرة لكن في ضوء فرص الاستثمار المحدودة امام المستثمرين المحليين فانها تعتبر كبيرة).
لكن القلق الاكبر ينصب الان على العراق مع احتمالات غزو امريكي لبغداد للاطاحة بالرئيس صدام حسين .
ويقول سماسرة ان شبح الحرب الذي يخيم على المنطقة اضر بالفعل ببعض الاسواق في الاسابيع القليلة الماضية بسبب قربها من العراق فهبط مؤشر السوق الكويتية بنسبة ثلاثة في المئة الاسبوع الماضي.
لكن الاسواق الاخرى مثل قطر وعمان والبحرين والامارات لم تشهد الدرجة نفسها من القلق.
ويضيف السماسرة ان العديد من المستثمرين يحجمون عن اقامة استثمارات طويلة الاجل ويركزون بدلا من ذلك على المضاربات قصيرة الاجل.
وقالت شركة شعاع كابيتال للاستثمار في دبي ان ارتفاع الطلب اثار ارتفاعا بنسبة 18 في المئة في القيمة السوقية للاسهم المتداولة لنحو 150 شركة اقليمية الى 152 مليار دولار في العام حتى اغسطس الماضي.
ويقول السماسرة ان ثقة المستثمرين تدعمت بدرجة اكبر بالاداء المالي الافضل مع ارتفاع اسعار النفط باكثر من المتوقع. وعائدات النفط هي عماد اقتصاديات المنطقة.
كما شجعت التخفيضات المتتالية لاسعار الفائدة العديد من المستثمرين على التحول الى الاسهم الممتازة الرخيصة نسبيا والتي توزع عائدات تتراوح بين خمسة وثمانية في المئة.
وحافظت البورصات على مستويات تداول مرتفعة منذ يونيو حزيران الماضي بعد نتائج ايجابية لاعمال البنوك وجهات اقراضية اخرى بالمقارنة بفصول الصيف السابقة التي عادة ما تشل فيها حركة الاعمال مع قضاء المستثمرين لعطلاتهم في الخارج.
وتمكنت سوق الاسهم السعودية رغم تراجعها عن ذروتها في مايو الماضي من تحقيق ارتفاع بنسبة 9.4 في المئة حتى الان هذا العام.
وارتفعت قيمة الاسهم المتداولة بنسبة 93 في المئة الى 52 مليار ريال في منتصف عام 2002 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق.
وكان من اكبر الرابحين سهما قطر للاتصالات وبنك قطر التجاري فارتفع كل منهما بنحو 50 في المئة مما ادى الى ارتفاع مؤشر السوق القطرية بمعدل 44 في المئة في الاشهر الاثنى عشر الماضية بعد ارتفاعه في العام الماضي بمعدل 37 في المئة.
وحققت شركة اعمار العقارية في سوق دبي زيادة في الارباح بنسبة 50 في المئة في منتصف عام 2002 مع ازدهار السوق العقارية في الخليج ويتوقع ان تزيد ارباحها الموزعة هذا العام.
ولكن في حين يشعر بعض المستثمرين بالقلق من ان تكون هذه مجرد فقاعة سيولة ناتجة عن مضاربات وسرعان ما تنفجر يرى البعض الاخر ان هذا الانتعاش يرجع الى نمو اقتصادي مدفوع بارتفاع اسعار النفط.
ويقول زايد مكاوي من شركة شعاع (انها ليست فقاعة سيولة...لدينا اساسيات قوية للاقتصاد الكلي تدعم اداء اسعار الاصول في المنطقة وهذا من شأنه ان يستمر).
المفضلات