منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أين يتجه العالم تحت قيادة أمريكا؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    13-Aug-2002
    الدولة
    السعودية (الرياض)
    المشاركات
    1,038

    أين يتجه العالم تحت قيادة أمريكا؟

    أين يتجه العالم تحت قيادة أمريكا؟

    د. أحمد بلوافي*

    "لو لم نكن موجودين فأية أمة في العالم ستدافع عن الحرية".

    [الرئيس الأمريكي الراحل – جونسون]
    "إن للولايات المتحدة حقاً تاريخياً في الوجود، حيث صممت أمريكا لخدمة الإنسانية".

    [الرئيس السابق جيمي كارتر]


    فجأة ومن غير سابق إنذار قطع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عطلته العائلية يوم 20/8 ليوجه رسالة إلى الشعب الأمريكي والعالم معلناً فيها إعطاء الأوامر للقوات الأمريكية بشن غارات على "قواعد الإرهاب" و "بناه التحتية" في كل من السودان وأفغانستان.

    الرئيس الذي اعترف قبل ثلاثة أيام من ذلك التاريخ وفي خطاب موجه للأمة – الشعب الأمريكي – كذلك عن إقامته علاقات "غير لائقة"، على حد تعبيره مع متدربة سابقة في البيت الأبيض، وعن تضليله وخداعه لأسرته والأمة خلال سبعة أشهر، تحول إلى قائد مغوار مدافع عن أرواح الضحايا الذين لاقوا مصرعهم يوم 7/8 في انفجاري دار السلام ونيروبي، ومبتدئاً حرباً طويلة وبلا هوادة على "الإرهاب" و "الإرهابيين" الذي يمثلون العدو رقم (1) بالنسبة للعالم الحر (!!) بقيادة أمريكا.

    هكذا إذن أيها الرئيس أردت توجيه إشارات لا لبس فيها ولا غموض بأن "أمريكا تعني ما تقول" وبأنـها ستدك قواعد الإرهاب والإرهابيين دكاً لأنـهم يريدون سيادة قيم الحقد والشحناء والبغضاء بدل قيم "العدل" و "الحرية" و "الديموقراطية" و "اقتصاد السوق" التي تمثل قمة ما يستطيع العالم التوصل إليه من نظم حسب تعبير بعض الكتاب "المتأمركين" الذين بشروا بنهاية التاريخ على قواعد هذا النظام. وقد حددت في كلمتك يوم 20/8 بأن الأمر بالنسبة لأمريكا مسألة حياة أو موت، ومسألة نكون أو لا نكون، فقلت مفصلاً ومتوعداً: "هذه الحرب [ضد الإرهاب] ستكون طويلة ومستمرة، كمعركة بين الحرية والتعصب، وبين سيادة القانون والإرهاب.. وأمريكا ستبقى هدفاً للإرهابيين لأننا قادة [العالم] ولأننا نريد السلام، والديموقراطية، وقيم الإنسان الأساسية، ولأننا أكبر مجتمع منفتح على وجه الأرض" اهـ.

    السلام، الحرية، الشرعية الدولية، سيادة القانون، حرية التجارة واقتصاد السوق، مصطلحات قلما خلت أو تخلو منها وسيلة إعلام أو خطاب لأحد الزعماء الأمريكيين في كل مسألة تتعلق بالعالم الخارجي، منذ أن ألقوا في الآفاق وبشروا بنظام عالمي جديد سيبنى على أطلال الحرب الباردة التي ولت إلى غير رجعة بسقوط المعسكر الشيوعي الذي قدم نفسه ذات يوم بديلاً للمعسكر الليبرالي.

    هذه الكلمات الفضفاضة وتلك "البشارات" الواعدة التي أطلقها أرباب النظام العالمي الجديد أريد لها أن تلقى رنيناً ووقعاً خاصاً من قبل الشعوب الضعيفة لتدرك بأنـها دخلت عالماً يختلف كل الاختلاف عن عالم الحرب الباردة الذي ما جنت منه إلا الحيف والظلم والقهر والاستخدام كأحجار الشطرنج في تحقيق مصالح هذا القطب أو ذاك. توالت الأزمة والمشكلة بعد الأخرى على مسرح الأحداث العالمية بعد إطلاق هذه الشعارات، فماذا وجدت تلك الشعوب المقهورة؟!.

    لقد وجدت عالماً يختلف بحق، كما بشر بـه مدّعوه، كل الاختلاف عما ألفوه. إنه عالم العصا الغليظة في كل الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية لمن لم يذعن، وعالم المذلة تلو الأخرى لمن جاء صاغراً ومسلماً بالقيادة "المتحضرة" للشعب الذي أوجده "الرب: God" من أجل الدفاع عن الحرية وخدمة البشرية.

    إن إقدام أمريكا وبـهذه الطريقة الصلفة على ضرب كل من السودان وأفغانستان بدعوى محاربة "الإرهاب" لسابقة خطيرة ومسلك له أبعاده وآثاره، وهي بحق تحتاج إلى وقفات لوضع الحدث في إطاره الصحيح، ولفهم سلوك وعقلية من يتبوؤون مكانة القيادة والريادة في هذا العالم المتحضر!! الذي يستعد لتوديع حقبة زمنية واستقبال أخرى!.



    كلينتون .. نعم .. لكن .. ليس وحيداً.

    بعد إقدام كلينتون على فعلته ضد السودان وأفغانستان قام عدد من الناس بالتظاهر أمام البيت الأبيض وهم يرفعون لافتات تعبر عن غضبـهم واستيائهم لهذا العمل، ومن بين الأشياء التي رفعوها لوحة مكتوب عليها "لن نحارب من أجل مونيكا". مشيرين بذلك إلى الربط الذي لا يمكن غض الطرف عنه بين الاعتراف بالعلاقة غير اللائقة مع المتدربة "مونيكا" وبالتوقيت لهذه الضربات. أي أن الرئيس حاول توجيه أنظار الشعب الأمريكي ووسائل الإعلام عن التركيز على هذه المسألة إلى أمر "أهم" حسب تصور الرئيس "البطل" ومساعديه: إنه محاربة الإرهاب الذي يلاحق شبحه أرواح الأمريكيين أينما حلوا وارتحلوا.

    وسواء كان هذا الأمر مثلما ذكر هؤلاء المتظاهرون وغيرهم من المحللين أو أنه أعد له حتى قبل انفجاري نيروبي ودار السلام كما ادعى مسؤولو البيت الأبيض، فإن استقراء حوادث من تاريخ الرؤساء السابقين تبين جملة من الحقائق حول هؤلاء الذين يعظون الناس صباح مساء ويلقنونـهم الدرس تلو الآخر بضرورة الالتزام بالقانون واحترامه وإنزال أشد العقوبات على من يخالفه. من هذه الحقائق: أن معظمهم كانت لهم علاقات "غير لائقة" وأنـهم مارسوا الكذب وأنـهم عمدوا إلى الإقدام على مغامرة خارجية من أجل نقل الناس ووسائل الإعلام من التركيز على الورطات التي يواجهونـها.

    * فقد أشار كن ألارد (Ken Allard)، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية العالمية (CSIS) في دراسة له إلى أنه في عام 1973 وفي وسط فضيحة "ووتر جيت" التي هزت نيكسون واضطرته إلى الاستقالة في نـهاية المطاف، عمد إلى وضع القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى أثناء حرب أكتوبر بين العرب والإسرائيليين. وفي عام 1980، خلال أزمة الرهائن مع إيران، قام كارتر بإرسال قوات خاصة في مهمة سرية إلى طهران لكنها باءت بالفشل، مما أثر على عدم فوزه بفترة رئاسية ثانية. وبعد أيام من تفجير مبنى المارينـز في لبنان عام 1983 والذي أودى بحياة أكثر من 241 قتيلاً أعطى رونالد ريغان الأوامر للقوات الأمريكية بغزو جزيرة جرنادا.. وقل مثل ذلك في ما حدث بين بوش ونورييغا حاكم بنما عام 1989 وغيره من الأحداث.

    * كلينتون ليس أول رئيس يمارس الكذب تحت القسم المقدس!! على الدستور والشعب بسبب فضائح أخلاقية أو سياسية أو أمنية، فجون كنيدي – من أكثر الرؤساء الأمريكيين شعبية – كذب على الجميع ومارس أكثر من علاقة "محرمة"، ونيكسون خدع الشعب بتجسسه على خصومه في فضيحة "ووتر جيت"، وبوش وعد بعدم رفع الضرائب يوم أن قال مقالته الشهيرة: Read my lips no new " "Taxes ، لكنه طبق عكس ذلك وهو يعلم يوم أن أدلى بذلك التصريح ووعد بذلك الوعد بأن وضع الاقتصاد لا يسمح بالالتزام بما وعد بـه. فالكل إذن عمد إلى أسلوب الكذب والخداع من أجل البقاء في السلطة!!.

    الطريف فيما يتعلق بـهذا الأمر أنه في عام 1976 كما ذكرت مجلة التايم (31/8/98)، أي بعد أحداث "ووتر جيت" أحد استطلاعات الرأي الأمريكي أظهرت أن 70% من الأمريكيين يتفقون على أن قادة البلاد يكذبون عليهم باستمرار، وأضافت المجلة أن الكذب صناعة في تنام وهي تمثل أحد أشكال الفن في واشنطن(1). بل حتى هذا الشعب الذي يشتكي من مرؤوسيه بينت الدراسات الميدانية أنه يمارس الكذب وعلى نطاق واسع.

    ففي إحدى الدراسات التي أعدها الروائي الأمريكي غور فيدال، وظهرت نتائجها في كتاب صدر له بعنوان "اليوم الذي قال فيه الأمريكيون الحقيقة"، أشارت إلى أن 90% من المواطنين الأمريكيين اعترفوا أنـهم يكذبون وقد اعتادوا على ذلك(2).

    * بحث أكاديمي قام بـه البروفيسور لي سيجلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن بين فيه أن أنجح رؤساء أمريكا كانت لهم مغامرات "غير لائقة"، وذكر كمثال على ذلك جون كينيدي، وجونسون، وروزفلت، وأكد على أن ما قام بـه مجرد بحث أكاديمي مبني على استقراء حوادث التاريخ وتأييد الشعب الأمريكي لهؤلاء الروساء، وليس دعماً لهذه الجهة أو تلك ضمن الصراع الدائر بين من يدافعون عن الرئيس وبين الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

    بقي أن نشير إلى مسألة نعتقد بأن "صاحبنا" كلينتون فاق فيها من سبقوه وهو أنه كان الأسوأ والأغبى وسيلاحقه هذا "العار" من فضيحة "مونيكا غيت" حتى وإن تمكن من الإفلات من عقوبة العزل من قبل الكونغرس. وكما قال الصحافي المعروف في يومية نيويورك تايمز توم فريدمان: "إنه من الصعب الإصغاء لرئيس لا يمكنك النظر في عينيه" اهـ. ففي 17/1/1998 ومن على شاشات التلفزيون وأمام عدسات الكاميرا عندما سئل عن علاقته بتلك المرأة، أجاب بكل عجرفة وغرور قائلاً: "لم أقم أية علاقات.. مع تلك المرأة ولم أطلب من أحد الكذب.. أبداً". وعندما غير شهادته في 17/8/98 برر هذا التناقض في الرسالة التي وجهها إلى الشعب الأمريكي في ذلك اليوم: "إجاباتي صحيحة من الناحية القانونية" اهـ. نعم لقد كانت صحيحة!! وها قد عززها تقرير المحقق المستقل كينث ستار المؤلف من 445 صفحة والذي ذاع صيته في الآفاق، والوثائق التي أرسلها في 36 صندوقاً والتي قد تصل عدد صفحاتـها إلى أزيد من 2600 صفحة، وقد كلف التحقيق الذي قام به ستار دافعي الضرائب أكثر من 40 مليون دولار واستغرق أكثر من أربع سنوات.



    شرعة "رعاة البقر" (3) !!

    تلك هي بعض أخلاق وسلوكيات من يتربعون اليوم على كرسي قيادة "أعظم" دولة وأقواها في العالم. فما عسى العالم أن يجني من ثمار وهم يمارسون مثل هذه الأساليب مع من انتخبوهم ويتوددون في كسب تعاطفهم وثقتهم من أجل إدخالهم في سجل تاريخ الرؤساء "العظام" الذين ستتذكرهم الأجيال أو من أجل التصويت لهم أو لصالح أحزابـهم في أية انتخابات قادمة؟، لن يجني من ذلك إلا العجرفة والغطرسة وعدم الالتفات لأية صيحة حتى ولو كانت مدعومة بالدليل، فلسان أفعال هؤلاء القادة يقول:

    إني أنا القانون أعلى ســـلطة من ذا يحاسب سلطة القانون

    فأمريكا هي القانون، وهي الشرعية الدولية، وهي تملك الأدلة والصلاحيات التي تخولها التصرف كيفما تشاء. فكيف تجرؤ دولة بعد ذلك مثل السودان على المطالبة بإرسال لجنة أممية لتقصي الحقائق ولتفنيد الادعاءات الأمريكية. ولقد أكد تلك العقلية الناطق باسم البيت الأبيض مايك ماكوري قائلاً: "أمريكا شعرت بأنـها تصرفت باتساق تام مع القانون الدولي والقانون الأمريكي" اهـ.

    وانظر – يرعاك الله – إلى تصريح القائم بأعمال البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أثناء مداخلته لمناقشة موضوع إرسال اللجنة من قبل مجلس الأمن: "أنا لا أعرف ما فائدة لجنة لتقصي الحقائق ولدينا معلومات موثوقة تبرر هجومنا الذي اتخذناه ضد موقع واحد في الخرطوم" اهـ.

    وما هي المعلومات الموثقة والأدلة الدامغة يا حضرة "المستر"؟ رئيس أركان الجيش الأمريكي – هنري شلتون – أجاب على هذا السؤال في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع وزير الدفاع وليام كوهين فقال ما نصه: "مصادر المخابرات على ثقة بأن هذا المصنع يستخدم لإنتاج مواد أو عناصر الأسلحة الكيمياوية... كما أننا نعلم بأن ابن لادن على صلات وطيدة بالحكومة السودانية التي تتحكم في هذه المنشأة الكيمياوية" اهـ. أما كوهين من جانبـه فقد قال: "كانت لدينا المعلومات التي جعلتنا نعتقد بأن اجتماعاً [للإرهابيين] سيعقد [في تلك اللحظة]... هل عقد ذلك الاجتماع أم لا هذا أمر يحتاج إلى تحديد؟" اهـ.

    وعندما طولبوا بالإتيان بالبينة والدليل وعرض الخرائط كما كانوا يفعلون من قبل، قالوا: إننا نخوض حرباً ضد إرهاب لا حدود له ولا ترعاه أية دولة أو تتبنى طروحاته، وهذا الأمر يتطلب الاحتفاظ بسرية المعلومات حتى نتمكن من ضربـه مرة أخرى وأخذه على حين غرة. ولهذا قال كوهين مؤكداً وبعجرفة على ضرورة أن يلتزم الصحافيون حدود ما يتلى عليهم وأن يأخذوا نص الرواية ويذيعوها في الآفاق: "لا نستطيع الجزم بأن المخيمات التي ضربت في أفغانستان كان بـها اجتماعات للإرهابيين، كما شككنا أول الأمر" اهـ.

    مصادر المخابرات التي اعتمد عليها شلتون ذكرت ثلاث دوافع لضرب أمريكا مصنع الشفاء للأدوية في السودان. أولها أن وكالة المخابرات المركزية (CIA) أخذت عينة من التربة حول المصنع قبل شهور وقامت بتحليلها فوجدتـها تحتوي على عناصر كيميائية تستخدم في إنتاج غاز الأعصاب القاتل (VX)، وثانيها أن أسامة بن لادن ساهم في تمويل هذا المصنع، وثالثة الأثافي أن هناك علاقة قوية بين المسؤولين عن المصنع ومسؤول عراقي يدعى عماد العاني، تعتبره الـ CIA الأب الروحي للبرنامج الكيميائي العراقي.

    يا لها من أدلة دامغة وإثباتات تشعر من خلال التصريحات التي أدلى بـها المسؤولون الأمريكيون أنـهم ليسوا متأكدين بل ولا حتى مقتنعين في قرارة أنفسهم بأنـها كافية، لكنها النرجسية والعجرفة، وفن التمثيل الذي أنتجته حضارة "الهوليود"!!.

    ولنقف قارئنا الكريم عند واحدة فقط من تلك الأدلة وهي عينة التربة التي لا ندري هل أحضرت من صحراء نيفادا أو من أدغال أفريقيا؟ يقول الخبراء في مجال التحليلات الكيميائية أنه حتى لو أن ما ذكره الأمريكيون صحيحاً فإنه لا يكفي الاعتماد على تحليل واحد، بل لابد من اللجوء إلى تحليلين على الأقل وفي مختبرين مختلفين. الأمر الآخر من يستطيع أن ينكر إن كان هؤلاء الذين يمارسون الاحتيال على شعبـهم الذي يملك القدرة على الإطاحة بـهم، لم يعمدوا إلى إضافة المواد الكيميائية إلى التربة التي لا ندري من أين أخذت؟ ومن أطرف ما سمعت في هذا المجال أن أكاديمياً سودانياً فسر هذا الأمر بما يمكن أن تكون المعارضة السودانية وهي مصدر معلومات الـ CIA تكون قد أخذت التربة وأضافت لها العناصر التي تتحدث عنها الـ CIA ثم سلمتها إياها لاحقاً.

    علاوة على ما سبق ذكره فإن ما قاله المهندسون البريطانيون الذين أنشأوا المصنع وأداروه حتى وقت قريب، ذكروا بأنه يستحيل أن ينتج أسلحة كيميائية أو وسائط لصنعها، -هذا الذي ذكروه- يكاد يكون محل إجماع من قبل كل من اطلع على المصنع وأعماله سواء كان مهندساً أو عاملاً أو سياسياً تفقده ضمن الترتيبات التي أعدتـها له حكومة السودان للاطلاع على بعض منجزاتـها الحضارية إلا وأكد هذا الأمر.

    وبعد أسبوعين من العملية اعترفت أمريكا بأن قصفها للسودان كان خطأً، لأن المصنع ينتج ما يزيد على 60% من الأدوية الموزعة في ا لسودان(4) وهو حاصل على إذن من الأمم المتحدة لتصدير المضادات الحيوية البيطرية للعراق.

    أما صاحبـه فهو المحاسب الذكي الطموح، كما وصف، صلاح الدين محمد أحمد إدريس الذي عمل في السعودية فترة في مجال البنوك فقد تنقل بينها وبين القاهرة وعواصم أخرى مرضي عنها من قبل أمريكا قبل حدوث الضربة ولم تصدر أية مذكرة لإيقافه أو حتى إثارة الشبـهة حول ثرواته وعلاقاته "بالإرهابي رقم واحد في العالم".

    إننا – والله – في عالم المهازل والأعاجيب لا في عالم الإنترنت وثروة المعلومات التي تتكشف فيها الحقائق في وميض البرق، وتنتقل بالصورة والصوت إلى مختلف أرجاء المعمورة، ألا يستحي رعاة البقر على أنفسهم ويضعوا حداً لهذه المهازل التي ترتكب باسم الشرعية الدولية وحماية حقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن.. و...

    إن ما يحكم سياسات أمريكا الخارجية هو المزاجية والتلويح بدعوى المصالح الأمريكية وحمايتها، كما عبر عن ذلك وزير خارجية فرنسا السابق ميشيل جوبير في كتابـه "الأمريكيين" عندما قال(5): "وليس ثمة أي تصور شامل يحكم التوجهات الأمريكية خارج إطار التحركات المزاجية". المزاجية المرتبطة بالمصالح الأمريكية كما يقول الكاتب. ويستشهد في هذا المضمار بكلام نيكسون الذي قال: "لسنا مرتبطين بالعالم لأننا ملزمون بذلك، فمصالحنا هي التي توجه التزاماتنا وليس العكس" اهـ.

    هذه هي شرعة "رعاة البقر" فيجب أن تعيها وتحفظيها أيتها الشعوب المغلوبة لكي تفهمي معالم النظام الذي بشروك بـه.



    العالم على حافة الانهيار.

    إن الفساد والظلم إذا عما وطما فهما مؤشران على هزات كونية ستحدث لتغيير هذه المعالم المعوجة. ومن عجائب القدر أن تجيء هذه الأحداث والعالم يعج ويمج في مشاكل ومزالق خطيرة. مشاكل "الإرهاب" كما يقولون الذي تمارس أبشع صوره راعية النظام العالمي الجديد، واحتقار الضعيف والتسلط عليه آخذة في الازدياد يوماً بعد آخر إلى الحد الذي يجعل هذا الضعيف الذليل لا يرفع عقيرة ولا يعترض على أية سياسة معوجة ظالمة كما فعلت كثير من الحكومات العربية التي تمثل الأرض الخصبة والرعية "الصالحة" لنظام "رعاة البقر".

    وهاهي الاضطرابات والهزات المالية تنتشر من مكان لآخر كانتشار النار في الهشيم بعد أن ابتدأت شرارتـها في دول جنوب شرق آسيا واليابان، ثم انتقلت إلى روسيا، ومن المرجح أن تعم بلواها دول أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية. وهذه الدول كما هو معلوم – خاصة دول المعسكر الشرقي – تبنت سياسة اقتصاد السوق وحرية التجارة، وكفرت بكل ما كانت تعمد إليه من سياسات تدخل الدولة في شؤون الاقتصاد، ومع ذلك فإنـها أصبحت عبئاً لا تستطيع اقتصاديات الدول الغربية تحمل تبعاتـها وإمدادها بالقروض الربوية. ثم هاهي أسعار النفط تتهاوى تاركة الكثير من الدول النفطية خاصة العربية في وضع لا تحسد عليه، ثم هاهي الاضطرابات العرقية آخذة في الازدياد في دول البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقاً، وشبـه القارة الهندية وغيرها وغيرها.

    كل هذه القلاقل والاضطرابات لم تستطع "قيم" النظام العالمي وأطره أن تضع حداً لها، بل على العكس من ذلك لقد أضفت هذه الضربات وما شابـهها بعداً آخر وهو أن الضعيف لا مكان له، وأن الحق لا يسترد إلا بالقوة لا بالشكوى لمجلس الأمن ولا بالحوار أو تبني "الديموقراطية" أو الدخول في ترتيبات استسلامية كما هو الحال في بلادنا المضطربة.

    لقد أحسن صحافي عربي(6) وهو يصف هذا الوضع المتردي على الرغم من أنه يكتب في جريدة محسوبة على نظام دولة مطيعة لا ترد أمراً لقادة النظام العالمي حين قال: "لقد قيل وكتب الكثير، عن شرور الحرب الباردة بين الدول العظمى، وقيل وكتب الكثير عن النعم التي ستحل على العالم بسبب هزيمة الشيوعية وانتصار الديموقراطية (والعالم الحر)، ولكن هاهي الديموقراطية على الطريقة الأمريكية تتحول إلى وحش كاسر يتحرك فيهدد كل دولة، ولا يأمن شره قريب أو بعيد، صديق أو عدو، فهل ستتحول نعمة الديموقراطية إلى نقمة على البشرية!! بسبب تصور أمريكا لنفسها كقوة لا تناقش فتصبح قوة طاغية باغية لا غير، وهل هذا هو الحلم الأمريكي الذي يبشروننا بـه، بحيث يجلس كل واحد أمام منـزله، يلبس "الجينـز" بافتخار، ويأكل "الهمبورغر" بشغف، ثم تقضي عليه غارة مفاجئة بموت سريع (مريح)" اهـ.

    وفي كل تلك المغامرات لايجب أن ننسى دور اليهود الذين يسعون في الأرض فساداً، وكلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله. فالمرأة التي فجرت الفضيحة مع كلنتون يهودية، ومن الأوائل الذين باركوا الضربات الأمريكية رئيس وزراء دولة اليهود، وهو –أي نتنياهو- مع شلة من رجال الإعلام الصهاينة وبعض الكتاب والمحللين يطالبون بشن حرب لاهوادة فيها ضد "الأصولية" و "التطرف" ويقصدون بذلك العاملين للإسلام بمختلف فصائله، لأنـهم مصدر الخطر ومكمن الداء حسب زعمهم.

    إن بقاء الدول أو ذهابـها وسواد هذا النظام أو ذلك واستقرارهما مرتبط بالعدل وعدم الإفساد في الأرض، فكما قيل: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة، فكيف إذا اقترن الكفر مع الظلم فإن عاقبة مكر أهله ستعود عليهم: ((ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلاّ سنة الأولين، فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً))[فاطر: 43]، ((وكذلك جعلنا في كل قرية أكـابر مـجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون))[الأنعام: 123]
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    17-Apr-2002
    الدولة
    الخبر
    المشاركات
    483
    اخي الغالي حفظه الله

    امريكا نعم دول كبيره وقوه ضاربه لكنها هشه وسريعه الكسر والدليل علي ذلك ما حدث في الآونه الاخيره
    القيم عندهم معدومه والاباحيه مستشريه وهذه علامات صقوط الدول
    امريكا وصلت القمه وانتهي الاكسجين الآن مشوار الانكماش والتقهقر
    خسائر امريكا الاقتصاديه في سنه فقط 2.5 ترليون دولار فكيف خسائرها منذ عام 2000م


    (( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شُرورهم ))
    (( اللهم أنت عضدي وانت نصيري يك أجول وبك أصول وبك أقاتل ))
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك