يحرص أناس كثيرون على اقتناء أشجار الزينة المصنعة من البلاستيك كزينة في بيوتهم ومكاتبهم ومحلاتهم اعتقادا منهم بتفوق إيجابياتها على ‏ ‏سلبياتها وأنها لا تحتاج إلى كبير عناية مقارنة مع مثيلتها الطبيعية .‏ ‏ بيد ان الواقع والحقائق العلمية تثبت عكس ذلك لجهة ان أشجار الزينة المصنعة من ‏ ‏مادة البلاستيك لها أضرارها وتأثيراتها السلبية على البيئة وصحة الإنسان لاسيما ‏ ‏على المصابين بالحساسية في الجهاز التنفسي .‏ ‏ وأفاد رئيس قسم الأمراض الصدرية في وزارة الصحة الأردنية الدكتور خالد أبو ‏رمان بان " اشتال الزينة المصنعة من البلاستيك تؤثر سلبا على الأشخاص الذين ‏ ‏يعانون من حساسية في الجهاز التنفسي أو ما يعرف بالربو " .‏ ‏ وقال أبو رمان ان حشرة المنزل تعيش وتتكاثر في ‏ الأشجار الصناعية بخاصة إذا كانت مصنعة على هيئة أو شكل يسمح بتراكم الغبار فيها" ‏ ‏مشيرا إلى ان "هذه الحشرة تتسبب بزيادة معاناة المصابين بالتحسس القصبي وامراض ‏ ‏الجهاز التنفسي " .‏ ‏ وتابع ان "الأشجار الصناعية بأنماطها المختلفة وأشكالها المصطنعة والغريبة ‏ وألوانها المركبة تعتبر عنصرا آخر من عناصر خلق التوتر النفسي الناجم عن رؤية ‏ ‏التناسق المنعدم أو الماثل بدرجة متدنية بين أجزاء معظم الأشجار أو الاشتال ‏ ‏البلاستيكية أو الاصطناعية" . ونبه إلى ان "لمس الأطفال لهذه الأشجار وتعرضهم للأصباغ الموجودة فيها يضر ‏ ‏بالجهاز الهضمي على المدى البعيد وعندما يتناولون بعضا منها يصابون بآلام في ‏ ‏المعدة وعسر نتيجة عدم القدرة على هضمها" . ‏ ‏ وشرح الدكتور أبو رمان جانبا مختلفا من سلبيات الأشجار الصناعية قائلا أنها ‏ ‏"في حال تعرضت إلى الاحتراق فإنها تنتج مواد كبريتية نفاثة تعاظم من سرعة ‏ ‏الاشتعال وتعمل على انتشاره". ‏ ‏ واتقاء من شرورها ينصح الأكاديمي الأردني " بالاعتناء بالأشجار ‏ ‏الصناعية باستمرار حيثما وجدت بإزالة الغبار عنها لكي لا يتكاثر الغبار عليها ‏ ‏وتكون بيئة خصبة لعيش حشرة المنزل وتكاثرها " .‏ ‏ وفي المقابل يورد بعض إيجابيات أشجار واشتال الزينة الطبيعية ملاحظا ان ‏ ‏استخدامها في الأماكن المختلفة " يؤثر إيجابيا على صحة البيئة والإنسان في ‏ ‏التقليل من تلوث الهواء ويمنح الإنسان عند مشاهدته لها شعورا بالراحة والاستمتاع ‏ ‏بجمال الطبيعة التي خلق الله " .‏ ‏ كما ان "الاشتال الطبيعية لا تحتاج إلى جهد كبير في عملية تنظيفها والعناية ‏ ‏بها لاسيما إذا تمت مقارنتها من هذه الناحية مع الأنواع الصناعية " بحسب قول ‏ الأكاديمي الأردني. ‏ ‏ ويخلص الدكتور أبو رمان إلى الحث على "العودة إلى الطبيعة" مبرزا "أفضلية ‏ ‏التعامل مع كل ما ينتمي لها والابتعاد قدر الاستطاعة عن كل ما هو صناعي مساهمة في ‏ ‏تقليل الآثار غير المحمودة للمواد والمقتنيات ومختلف الأشياء الصناعية التي من ‏ ‏شانها الأضرار بصحة الإنسان أو البيئة على حد سواء". ‏ ‏ أما مدير مشروع استراتيجية التنوع الحيوي في المؤسسة العامة لحماية البيئة في ‏ الأردن الدكتور عبد المعطي التلاوي فيميط اللثام عن بعد خطير مغاير محذرا من ان ‏ ‏"استخدام المعادن الثقيلة لتثبيت ألوان البلاستيك في الأشجار غير الحية قد يزيد ‏ ‏من خطر الإصابة بمرض السرطان". ‏ ‏ ويمضي قائلا " كما ان بعض هذه الأصباغ والألوان قد يكون ساما بالأصل بخاصة اذا ‏ ‏تم استعماله بطرق غير مدروسة وعلى أيدي أشخاص غير مؤهلين لان النسب المستخدمة في ‏ الأنواع المختلفة للأصباغ هي نسب محددة وأي خلل فيها زيادة او نقصانا قد يجعلها ‏ ‏موادا ذات سمية عالية".‏ ‏وانذر الدكتور التلاوي كذلك من انه " في حالة حدوث حريق داخل المنزل أو ‏ ‏المحل أو اي مكان يحتوي على كمية من هذه الأشجار الصناعية يزداد خطر احتراقها ‏ ‏الذي تنتج عنه غازات بالغة السمية قد تتسبب في الاختناق اكثر مما يسببه احتراق ‏ ‏المواد الطبيعية الموجودة في المنازل أو تلك التي تدخل في تصنيع محتوياتها " .‏ ‏ وأوضح ان " مادة البلاستيك هي أصلا من مشتقات البترول وان أحد أهم المواد ‏ ‏المستخدمة في تصنيع البلاستيك مادة الاثيلين وهي عبارة عن سلسلة من الكربون ‏ ‏والهيدروجين ولذلك فان أخطارها عامة توازي إلى حد كبير الأخطار التي يسببها وجود ‏ أي من مشتقات البترول داخل المنزل " .‏ ‏ ويسلط المسؤول البيئي الأردني الضوء على المشاكل البيئية للبلاستيك والأشجار ‏ أو الاشتال المصنعة من هذه المادة مشددا على ان " خطورة المواد المصنعة من ‏ ‏البلاستيك عموما تكمن في عدم إمكانية إعادة تدويرها وصعوبة تحللها بيولوجيا على ‏ ‏النقيض من المواد والأدوات المصنعة من المواد الرفيقة بالبيئة كالخشب والورق " .

منقول............................................م نقول.........................................منقول