قبل عشرين عاما كانت تقنية النانو نظرية على الورق.. اما الآن فقد اصبحت حقيقة وتعرف بـ «تكنولوجيا المستقبل العملاقة» التي سوف تغير من حياتنا جذريا وستدخل في الكثير من التطبيقات بل في كل القطاعات الصناعية والطبية والتكنولوجية والاتصالات ان لم تكن قد دخلت بالفعل وتم انجاز العديد من التطبيقات في هذه التقنية في الوقت الحالي..
والنانو هي وحدة طول تقدر بواحد من البليون من المتر (اي اصغر من قطر شعرة الانسان) وأصلها اغريقي وتعني القزم.
الفكرة التكنولوجية
تعتمد فكرة «النانو تكنولوجي» على تكوين المادة من خلال اجراء تفاعلات جزيئات الذرة بنسب معينة حيث تقاس الاحجام بالجزء من البليون، والهدف الرئيسي لهذه التكنولوجيا الجديدة هو ابتكار اجهزة الكترونية متناهية الصغر لها خواص ووظائف خارقة للعادة حيث ستمكن هذه التطبيقات من صنع اجهزة صغيرة جدا.. بعض هذه الشرائح يصل الى اقل من نصف عرض الشعرة الآدمية، وبعضها قد لا يرى بالعين المجردة.
نجاحات تحققت
في مجال الطب جاء فيلم «الرحلة الفضائية الممتعة» وفيلم «كان يا مكان الحياة» واللذان حازا على جوائز الاوسكار وتحدثا عن مركبات صغيرة تحقن بالدم وكانت نوعا من الخيال في الماضي.. اما خلال سنوات ستكون حقيقة اذا علمنا ان الكثير من الجامعات الامريكية ومراكز الابحاث الطبية قد بدأت فعلا في ابحاثها حول استخدام تقنية النانو في علاج السرطان وعلى رأسها جامعة رايس Rice University بمدينة هيوستن بولاية تكساس والمختصة بأبحاث علاج السرطان واطالة عمر المصابين به حيث نجحت التقنية في علاج واتمام شفاء كامل من الاورام في الفئران والحيوانات المعملية التي تم تطبيق التقنية عليها، بقي ان نذكر ان مفهوم المضاد الحيوي التقليدي (الانتيبيوتك) سينتهي اذا تم تطوير المضاد النانوني (النانوبيوتك) ومازالت التجارب تجري على قدم وساق بالاضافة الى حقن الانسولين وزرع اجهزة استشعار داخل المخ لتمكين المريض المصاب بالشلل الرباعي من السير.
تعاون مثمر
ذكرت شركة (نانيترو) المتخصصة في انتاج شرائح الذاكرة باستخدام تكنولوجيا النانو الحديثة انها ستتعاون مع شركة (L.S.I) المتخصصة في صناعة الشرائح الدقيقة لتحويل تكنولوجيا نانيترو الحديثة الى خط انتاج جديد من اشباه الموصلات.. وقد انتجت شركة نانيترو بالفعل شريحة جديدة متطورة اطلقت عليها اسم (N.R.M) وهي شريحة ذاكرة ذات كثافة عالية للغاية ستتفوق بشدة على كل الشرائح الاخرى ولكن لم يتم الى الآن تصديرها الى الاسواق، كما ان شركة (IBM) لها معامل خاصة لتطبيقات هذه التقنية فهي تسعى لاكتشاف بعض التفاعلات الكيميائية، التي يمكن ان تزيد القدرة التخزينية للاقراص الصلبة ووسائط التخزين الاخرى الى (100 ضعف) وقد تم لها ذلك عام .2000
في الصناعات المختلفة
تقوم شركة كاليفورنيا بعرض نسيجها النانوني (nanoـtex) حيث تقوم بعرض (ربطة عنق) و(تي شيرت) مصنوع من هذا النسيج وتدعو الزوار ليقوموا بالتجربة بمختلف الاوساخ السائلة حيث ما ان تضع ربطة العنق في كوب من القهوة وترفعها من الكوب سرعان ما تعود الى لونها الطبيعي وشكلها الطبيعي بمجرد جفافها.
وحاليا تقوم شركة (Eddie Bauer) ببيع نوع من البنطلونات التي يكون ملمسها قطنيا مصنعة بتقنية النانو حيث تزال الاوساخ وتجعلها تتدحرج دون احداث البقع.
اما شركة Nanogate الألمانية فانها تقوم بصنع طبقة من الفخار او السيراميك على البيانو او مغاسل الحمامات والمطابخ لحمايتها من الاتساخ.
مستقبل قطاع النانوتكنولوجي
في أواخر عام 2003 قام مجلس النواب الامريكي بدعم ابحاث هذه التكنولوجيا بكلفة بلغت (2.36$) بليون دولار للقيام بها خلال ثلاث سنوات.
وفي عام 2004 تم تخصيص (847$) مليون دولار من الميزانية القومية لدعم ابحاث المراكز العلمية حول هذه التكنولوجيا.
وبحسب تصريح بيترهيبرت مدير لوكس كابيتال التي تعتبر شركة مستثمرة في قطاع النانوتكنولوجي فقط فقد زادت اليابان تمويلها الى بليون دولار لدعم أبحاث النانوتكنولوجي هذه السنة اي اكثر بـ (700 مليون دولار) عن السنة الماضية، كما سينفق الاتحاد الاوروبي اكثر من بليوني دولار خلال عام 2006، وقامت كندا بالتعاون مع جامعة ألبيرتا بوضع (120 مليون دولار) لانشاء معهد قومي للنانوتكنولوجي على أمل ان تكون الزعيم العالمي في هذا المجال في المستقبل.
كما تتوقع المؤسسة العلمية القومية (NSF) ان تخلق هذه التكنولوجيا سوقا لها في مجال الاعمال ويقدر بـ (1 تريليون دولار) خلال 10 ـ 15 سنة القادمة.
وفي أواخر شهر اكتوبر من هذا العام عقد اول مؤتمر للنانوتكنولوجي في واشنطن تم فيه مناقشة احدث التطبيقات والابحاث المختصة بالنانو ومازالت الدول المتقدمة تضع رهانا كبيرا على هذه التقنية في محاولة للاستحواذ على الزعامة في هذه التقنية وتدعم ومراكز الابحاث.
استثمار بعيد المدى
مازال هذا القطاع غائبا عن اعين اغلب المستثمرين على الرغم من النمو الكبير الذي سيشهده خلال سنوات قادمة.. وبحسب ما ذكرته مجلة (فوربس) ان هذا القطاع ربما سيتعرض لحملة اعلانية قاسية لذا يحتاج الى وقت لينمو وفقا لما سيحققه من انجازات ولكن تستطيع ان تستثمر به وتعود لتراقب اسهمك بعين باردة اي انه استثمار للمدى البعيد وليس للمضاربين او المستثمرين للمدى المتوسط.
وفي ابريل 2004 قامت ميريل لينش (اكبر الشركات الاستثمارية في مجال الاسهم ونشاطات عديدة) بإنشاء مؤشر يحتوي على شركات النانو ورمزت له بـ NNZ ويضم اكبر الشركات في هذا المجال.
أبرز الشركات الرائدة
¾ شركة أكسون موبيل (NYSE: XOM)
¾ شركة دوبونت (NYSE: DPMI)
¾ شركة هيوليت باكارد (NYSE: HPQ)
¾ شركة أنتل (INTC)
¾ شركة اي بي ام لأبحاث النانوتكنولوجي (NYSE: IBM)
¾ موتورولا (MOT)
¾ جنرال اليكتريك (NYSE: GM)
أبرز الشركات الواعدة
¾ نانوجين NGEN (حصلت على اكثر من 40 براءة اختراع).
¾ نانوسيس NANO SYS (تم الغاء طرحها بعدما كان مقررا ان يكون في شهر اغسطس من هذا العام).
¾ شركة ANSYS.
¾ شركة tgal (بعد قيامها بشراء شركة Simplus التي لديها عدة براءات اختراع في هذا المجال).
¾ شركة Nano
¾ NANX.
¾ NAPH.
المصدر جريدة الوطن الكويتية
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات