المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجيل الثالث من تقنية (المحمول) تنتشر عالمياً



gawab3
02-09-2002, Mon 4:19 PM
اتصال دائم وسريع مع الشبكة الجيل الثالث من تقنية (المحمول) تنتشر عالمياً






لا يمكن أن يقف طموح البشر عند حدّ معيّن، ومع أن هذه الصفة قد تتضمن معاني سلبية مثل الجشع وعدم القناعة، إلا أنها يمكن أن تكون السبب المباشر في تطور التقنيات، وتحسين نمط حياتنا، والتخلّص من مشكلات ومتاعب يومية كانت تقف عائقاً أمام أداء مهام معينة في الزمان والمكان المناسبينوعلى عكس حال الأزياء التي غالباً ما تكرّر خطوطها كل عقدين أو ثلاثة عقود، فإن التكنولوجيا تقدم أفكاراً جديدة ومثيرة بالفعل، مع إمكان تطويرها في كل عام، قبل أن تلوح في الأفق تقنية بديلة، لتبدأ الكرّة من جديد.

وينطبق هذا الأمر تماماً على الهواتف المحمولة، وعندما ظهرت أول مرة كانت ضخمة الحجم وثقيلة الوزن، لكنها حملت عنصراً مثيراً، للحلول العملية التي قدّمتها لرجال الأعمال، من خلال التحرر من قيود الهواتف الثابتة، والبقاء على اتصال دائم مع المكتب والمنزل على مدار الساعة.. ومازالت التقنيات الحديثة تعزز جذوة الإثارة في هذه الأجهزة، لتزيد من قابلية الناس لاقتنائها، بعد أن شهد قطاع هذه الأجهزة تطورات هائلة انعكست إيجاباً على وزنها وحجمها وسعرها وخصائصها وتطبيقاتها العملية.

وبعد أن وصلت إلى هذا المستوى الراقي، ربما يعجز الكثيرون عن مجرد تصور التقدم المستقبلي الذي يمكن أن يعتري هذه الأجهزة، لاسيما وأنه بات من الممكن وضعها في الجيب، والاعتماد عليها في تصفح شبكة الإنترنت وقراءة البريد الإلكتروني، وتنظيم جدول الأعمال والمواعيد اليومية.

الجيل الثالث تَعدُ موتورولا، الشركة العالمية العملاقة المصنعة للهواتف المحمولة، بنقل هذه الأجهزة إلى اَفاق جديدة من الاستخدامات والتطور، بفضل تصميم واقتراب تدشين شبكة جديدة أطلق عليها اسم (الجيل الثالث)، والتي ستتحسّن بموجبها جودة الصوت وربط البيانات وبث الوسائط المتعددة.

وحتى نتمكن من الإحاطة بالتطورات المستقبلية لابدّ أولاَ من العودة إلى الوراء، وتحديداً إلى العام 1973 عندما قامت شركة موتورولا بالكشف عن أول جهاز محمول من إنتاجها، والاَن وبعد مرور ثلاثين عاماً تقريباً يبدو أن دورة حياة هذه الأجهزة قد اكتملت.

وفي منتصف شهر فبراير الفائت كشفت الشركة لأول مرة عن أول جهاز محمول من فئة الجيل الثالث، واستعرض خبراؤها المواصفات الحديثة للجهاز الذي حمل الرمز (أيه 820)، وبفضل استخدام (نظام الاتصالات العالمية للهواتف المحمولة) UMTS ، جاء الجهاز معززاً بأحدث تقنيات العصر التي جمعت في قالب جذاب يستهوي مختلف فئات المستخدمين.

وإن كان هذا الجهاز قد طرح بحجم كبير نسبياً بالمقارنة مع الأجهزة الشائعة هذه الأيام، إذ بلغ وزنه 5 5 أونصة، فإن لذلك ما يبرره،, فإلى جانب إجراء المكالمات والاتصال مع شبكة الإنترنت، يمكن استخدام هذا الجهاز لإرسال الصور الرقمية الثابتة، ومقطوعات من أفلام الفيديو مع خدمة رسائل الوسائط المتعدد MMS ، وقابليته للبرمجة لينسجم مع الألعاب والتطبيقات المختلفة مثل الرسوم البيانية المتحركة.

وتشتمل المواصفات الأخرى على شاشة واسعة بكثافة نقطية عالية قادرة على إظهار ما يزيد على 400 لون، واحتوائه على وحدة مدمجة لتشغيل ملفات 3 MP ، والتي تتيح للمستخدم أيضاً تحميل ملفّات من هذا النوع من الإنترنت، وتأليف نغمات الرنين عند استقبال المكالمات والرسائل المختلفة.

ووظفت الشركة المصنّعة النظام العالمي لتحديد المواقع GPS وكاميرا رقمية داخلية، تعدّ بحدّ ذاتها إحدى أبرز الخصائص التي ستستقطب أعداداً كبيرة من المستخدمين الشباب، لأنها قادرة على التقاط الصور الثابتة والأفلام القصيرة، ومن ثم إرسالها من دون الحاجة إلى استخدام أية إكسسوارات أو برمجيات إضافية أخرى، وتتم كل هذه العمليات الفريدة بسرعة قدرها 4.2 ميغابت في الثانية.

وتتجلى المواصفات المتطورة لهذا الجهاز عند تجربته على أرض الواقع والاستفادة من تطبيقاته مع شبكة الإنترنت، كما يمكن القيام من خلاله بالعديد من الوظائف الضرورية، ليصبح مشابهاً إلى حد بعيد لجهاز الكمبيوتر الشخصي.

يكون الهاتف المحمول المتصل مع شبكة الجيل الثالث على اتصال دائم مع التطبيقات اللاسلكية والإنترنت، وبنفس السرعة التي توفّرها خطوط (دي إي إل) أو وحدة موديم الكابل، وبفضل هذه الخاصية ستكون الهواتف المحمولة قادرة على تقديم العديد من الخدمات النقالة. وفي مجال الاستفادة من هذه التطورات يمكن للمشتركين في هذه الشبكة تحميل (وحدة للترجمة) الفورية في أثناء جولاتهم حول العالم، ليكونوا قادرين على التعامل مع جميع اللغات التي يشتمل عليها النظام.

انتشار عالمي من المتوقع أن يبدأ العمل في نظام UMTS مع نهاية العام الجاري في أوروبا واَسيا، وتعتزم (فودافون) كبرى شركات اتصالات الهواتف المتحركة في أوروبا تدشين شبكة خاصة بهذا النظام مع بداية الربع الثالث من العام 2002.

وفي الوقت الراهن يعتمد المستخدمون في أوروبا واَسيا على نظام (جي إس إم) أو (المعيار العالمي لاتصالات الهواتف المحمولة)، ولكنها لا تتوافق مع أجهزة الجيل الثالث لشبكة UMTS ، وتعتمد الهواتف النقالة في الولايات المتحدة على نظام CDMA إلى جانب (جي إس إم) لنسبة قليلة. وتدرس الشركات هناك استخدام نظام جديد، مع احتمال ظهور شركات تتبنى شبكة الجيل الثالث.

ومع أن تعدد الأنظمة يبدو عائقاً أمام انتشار أجهزة الجيل الثالث، إلا أن مطوري التقنية أدركوا ذلك ووضعوا حلولاً عملية مسبقاً، لأن هذه الأجهزة ستكون ثنائية الأنساق التشغيلية.

تعمل الشركات التي تتبنى النظام الجديد بنشاط كبير، بهدف تحديث الشبكات الموجودة حالياً، وتجرى في الولايات المتحدة تجارب ميدانية على النظام للتأكد من كافة الجوانب العملية، وذلك من خلال إنشاء شبكات مصغّرة.

وتعدّ شركة (دوكومو) اليابانية من أوائل الشركات العالمية التي تعلن عن تطبيق النظام الجديد، وبدأت العمل بها عبر فتح باب التسجيل لخمسة اَلاف مشترك من سكان العاصمة طوكيو، وتتراوح كلفة الجهاز بين 250 و 500 دولار أميركي، وتبلغ رسوم الاشتراك الشهري 80 دولاراً، وتغطي الخدمة منطقة قطرها 20 ميلاً. •





منقول