المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أستراحة مساء الجمعه .. مطل الغنى ظلم



حازم
30-08-2002, Fri 7:21 PM
السلام عليكم ..


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ ..

الظلم من الكبائر ، يقترف الإنسان الكبيرة إذا استقرض قرضاً وملك المال وطولب بهذا القرض وبدأ يماطل ، تأتيه صباحاً يقول لك : مساءً إن شاء الله ، تأتيه مساءً لا تجده ، تذهب إليه ثانية فيقول أنا سوف آتي إليك ولا يأتي ، هذا إذا كان في نفس المدينة سهلة جداً أما إذا سافرت و أبعدت وتجشمت المشاق ومصاريف السفر والفندق ، تذهب إليه صباحاً فيقال لك : تعال بعد الظهر . فهذه كبيرة .

كان السلف الصالح لا يجرؤ أن يأكل لونين من الطعام .. إذا عليه دين

الحد الأدنى لا يجوز لمن عليه دين أن يتوسع بالطعام والشراب ولا أن يتوسع بالأثاث ولا في الأدوات الكهربائية . وعليه دين .. قبل أن تتوسع أدّ للناس حقوقهم .

المماطل يفسق ، مرتكب كبيرة و فاسق ، وكذلك ترد شهادته ، يعني يفقد حقوقه المدنية ، لو أن مديناً يملك مالَ مدينِهِ وماطله في الأداء ودعي لأداء الشهادة ترد شهادته ، لأنه مرتكب كبيرة وهو فاسق وهو ظالم.

هنالك توازن بالتشريع الاسلامى .. كم حثنا على الإقراض الحسن بالمقابل كم حذر المدين من المماطلة ، المشكلة أنه عندما ذوو الأعمال الصالحة يقابلون بالإساءة ينكمشون ، أقرب مثل : كان قبلاً إذا الإنسان رأى في الطريق حادثاً يسعف المصاب ، يوصله إلى المشفى فيعتقلونه ويبقى ثلاثة أيام موقوفاً ، كثير من الناس ماتوا من النزيف لأنه لم يعد أحد يسعف أحد . هذا اسمه منع الماعون حتى صدر قرار أنه إذا إنسان أسعف مصاباً فلا يُسأل إطلاقاً فليس من المعقول أن يفعل الإنسان عملاً صالحاً وينحجز عدة أيام حتى يظهر أنه ليس له علاقة .


منع الماعون هو الإساءة للمحسن . والقصة التي تعرفونها و هي قصة لص الخيل في الصحراء الذي تظاهر بالفقر وكان الحر شديداً والرمال محرقة ، مرَّ به فارس على فرسه رق له ودعاه إلى ركوب فرسه فما إن ركب خلفه حتى دفعه أرضاً وعدا بالفرس لا يلوي على شيء ، قال له صاحب الفرس يا هذا : لقد وهبتك الفرس ولن أسأل عنها بعد اليوم ، ولكن إياك أن تشيع هذا الخبر في الصحراء فإذا أشيع هذا الخبر ذهبت المروءة بين الناس

لذلك ان أخطر شيء في المجتمع أن تواجه المحسن بالإساءة فينعدم الإحسان وينكمش المحسنون ، مر بالسيارة فيشير لك واحد ، لماذا لا تركبه معك ؟ احتمال أن يكون معه مخدرات فلا يرحمك القانون . شيء مخيف . أمّا إذا كان هناك معاونة وإحسان فيختلف الوضع .


" عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قُتِلَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ "


أرأيتم أيها الإخوة حرص الشرع الحنيف على أداء الحقوق ، أمرنا أن نقرض القرض الحسن لكن أمر المدين أن يؤدي أداء حسناً وحذره أشد التحذير .


أمرنا الله عز وجل بالإقراض الحسن وحثنا عليه وأمرنا بإنظار المعسر وأمرنا ان نضع عنه شطر دينه أو كل دينه وأمر المدين أن يؤدي واعتبره ظالماً مرتكب كبيرة وفاسقاً وأمر بحبسه وبالحجر على أمواله وأمر بمنعه من السفر ، وقال لنا : نحن الطرف الثالث : ساعدوا المدين ، يستحق المدين من أموال الزكاة والغارمين ، أُنظر التوازن في التشريع ، أنت كإنسان معك مال زكاة فيجوز لك أن تدفع من مال الزكاة لهذا المديون لكي يفي دينه .



إن فعلت معروفاً يجب أن تنساه ، وإن فعل أحد معك معروفاً يجب أن لا تنساه أبداً ، أكمل شيء في الإنسان أنه إذا قدم لك أحد معروفاً فكلما شاهدته قل له أنا لن أنسى فضلك علي ، هذا كمال ، وإن فعلت معروفاً مع إنسان فلتكن كأنك لا تعرفه ولا يعرفك. انسه فوراً ، انسَ معروفك وتذكر معروف الآخرين هذا مما ينمي العلاقة بين المؤمنين ، وهذا مما ينمي الود بينهم .
_________________

احرص على قضاء الدين .. وتذكر

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ "

" عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ خِيَارَ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً "

ومن حسن القضاء أن تأتي إليه ، لا أن تقول له تعال إلي لأعطيك الدين.

ومن حسن القضاء أن تؤدي أداء حسناً ، وأن تقدم له هديه بالقول أو العمل على حسن معروفه معك .. لتحثه على فعل الخير والمعروف مع غيرك.

____________

وهذى من افعال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. تذكرها :

" عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الأنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ غُلامٌ لَهُ مَعَهُ ضِمَامَةٌ مِنْ صُحُفٍ وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ وَعَلَى غُلامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : يَا عَمِّ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ ، قَالَ : أَجَلْ كَانَ لِي عَلَى فُلانِ ابْنِ فُلانٍ الْحَرَامِيِّ مَالٌ فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَسَلَّمْتُ فَقُلْتُ : ثَمَّ هُوَ قَالُوا لا ، فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيْنَ أَبُوكَ قَالَ : سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي ، فَقُلْتُ : اخْرُجْ إِلَيَّ فَقَدْ عَلِمْتُ أَيْنَ أَنْتَ ، فَخَرَجَ فَقُلْتُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنِ اخْتَبَأْتَ مِنِّي ، قَالَ : أَنَا وَاللَّهِ أُحَدِّثُكَ ثُمَّ لا أَكْذِبُكَ خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ وَاللَّهِ مُعْسِرًا قَالَ: قُلْتُ آللَّهِ ، قَالَ : اللَّهِ ، قُلْتُ : آللَّهِ ، قَالَ: اللَّهِ ، قُلْت: آللَّهِ ، قَالَ : آللَّهِ قَالَ : فَأَتَى بِصَحِيفَتِهِ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ ، فَقَالَ : إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي وَإِلا أَنْتَ فِي حِلٍّ "

وأيضا..

" ما رواه عبد الله عن أبي قتادة عن أبيه أنه كان يطلب رجلاً بحق فاختبأ منه . عبد الله بن أبي قتادة روى عن أبيه ، أي أن أباه كان يطلب رجلاً بحق فاختبأ منه فقال له : ما حملك على ذلك قال : العسر ، فاستحلفه على ذلك فحلف ، فدعا بصكه فأعطاه إياه ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أنظر معسراً أو وضع له أنجاه الله من كرب يوم القيامة "

هذا موقف أصحاب رسول الله ، إذا أيقن واستحلفه أنه معسر، وأنت في بحبوحة تصدق بهذا الدين على صاحبك
والله سيخلف لك بخير .. فى الدنيا والأخره


________
حازم
30 اغسطس 2002

منقووول

الحناوي
30-08-2002, Fri 7:59 PM
جزاك الله خير اخي حازم على هذه الاستراحة الرائعة
وجعل الله ذلك في موازين حسناتك

حاتم
30-08-2002, Fri 8:07 PM
....جزاك الله خير اخى حازم....اللهم لاتجعل حالنا مثل هؤلاء الدين لايحسنون المعامله الحسنه بمثلها..وانت تكون خاتمتنا الستر والرضوان منك ومن خلقك ..ياكريم.