المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة الأقتصاديه: انتقائية في تحديد نسبة تذبذب الأسهم



المعتضد
26-11-2004, Fri 9:04 PM
انتقائية في تحديد نسبة تذبذب الأسهم
26/11/2004 / الإقتصاديه
فجأة ودون مقدمات ولا أسباب تذكر بدأ سهم "الكهرباء" في التحرك من قاعدته السعرية التي تدور حول 145 ريالا منذ مدة لا يستهان بها كسر حاجز 150 بسهولة في الفترة المسائية من يوم الأربعاء وبدا متماسكا ومستعدا لتحطيم أسعاره السابقة. أغلقت السوق والمتداولون بين متفائل مفرط ومتشائم من صعود السهم، فصعود السهم يعني للكثير من المتداولين نزولا متوقعا في قطاعات السوق الأخرى، خصوصا أسهم المضاربة. سهم "الكهرباء" يستحوذ على معظم سيولة السوق عند توهجه واشتعاله. كما أنه يمثل عند المتشائمين فأل سوء للسوق، فهم يعتقدون أن ارتفاع السهم وبلوغه القمة يعني لا محالة بداية فترة التصحيح القوية. سهم "الكهرباء" يمثل لكثير من المتداولين المارد الذي لا تتنبأ بموعد خروجه من القمقم، كما يقولون، لكن لا بد أن تكون حركته ذات صوت عال جدا يختلط فيها أصوات الرابحين وأصوات الخاسرين.
هذه المرة لم تسمح "هيئة السوق" بحرية الحركة لسهم "الكهرباء"، كما أنها لم تسمح لصناع السوق بتوجيه السهم حيث يشاءون، فقد أصدرت أمرا حددت فيه نسبة التذبذب على السهم بـ 1 في المائة حتى الانتهاء من التحقيق في أسباب ارتفاع السهم. هذا القرار أثار الدهشة لانتقائية تطبيقه على سهم محدد دون سواه، وأيضا بسبب توقيته الذي بدأ مع افتتاح تداول الخميس، ما أثر سلبا على السوق في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون فيه إيجابي التأثير.
لماذا لم يتم إيقاف تداول السهم يوم الخميس والإعلان عن ذلك مبكرا بعد إغلاق يوم الأربعاء مباشرة؟ أو على أقل تقدير يحدد التذبذب بـ 1 في المائة بشرط الإعلان عنه بعد إغلاق سوق يوم الأربعاء. ما الذي تغير في السوق وما الذي استدعى تدخل هيئة السوق؟ السهم لم يتجاوز في ارتفاعه حدود المعقول فنسبة ارتفاعه كانت في حدود 6 في المائة تقريبا، وهي تقل بكثير عن النسبة المسموح بها في السوق السعودية. هل هناك أسباب أخرى لتدخل هيئة السوق؟ وهل الأخبار التي تتحدث عن اختلاف "اتحاد كبار مضاربي السوق"، الذي أدى إلى تبديل مراكز القوى القسري ورفع سهم "الكهرباء" المفاجئ تعتبر صحيحة؟ لا أحد منا يعلم، لكن قطعا هم يعلمون.
أسئلة كثيرة تتبادر إلى أذهان المتداولين في السوق السعودية وتبحث عن إجابات مقنعة وصريحة.
سهم "الكهرباء" لم يكن شاذا عن قاعدة السوق، فمنذ عرفنا سوق الأسهم وهو يشهد ارتفاعات تكون في أحيان كثيرة غير مبررة، خصوصا في أسهم المضاربة. سوق الأسهم تعرضت إلى انهيار تبخرت فيه مليارات الريالات وفقدت فيه الأسهم أكثر من 50 في المائة من قيمتها السوقية ولم يحرك ذلك شعرة من رأس هيئة السوق. هناك بعض الأسهم التي تضاعفت قيمتها السوقية في فترات قصيرة وبعضها حقق أسعارا قياسية. ألا يحق لنا أن نتساءل أين كانت هيئة السوق عن كل هذا، أم أن سهم "الكهرباء" حالة خاصة جدا؟ لماذا لم يتم إيقاف سهم شركة سابك، على سبيل المثال لا الحصر، بعد ارتفاعه القوي ويطلب من الشركة إصدار بيان توضيحي إن كان لدى الشركة أي خطط مستقبلية تعزز من ربحية الشركة وتؤثر على سعرها السوقي؟ ولماذا لم يتم إيقاف سهم "الراجحي"، الذي يعتبر سوقا مستقلة عن سوق الأسهم تديرها مجموعة محددة من المضاربين ويتحكمون فيها صعودا ونزولا وبفارق سعري كبير مؤثرين على المؤشر العام لسوق الأسهم؟
تدخل هيئة السوق لحفظ توازن سوق الأسهم أمر مطلوب، ويبث روح الطمأنينة في نفوس المتداولين، لكن التدخل الأحادي والتدخل الانتقائي أمر يبعث على التساؤل ويثير الكثير من علامات التعجب. قد نكون مخطئين في ذلك، لكن قطعا نحن على صواب طالما لم نكتشف عكس هذه الظنون. هيئة السوق هي الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تزيل اللبس والظنون من أنفس متداولي سوق الأسهم إذا ما تكرمت وأصدرت بيانا توضيحيا يجيب عن جميع الأسئلة السابقة وجميع ما يتداوله مضاربو الأسهم من أخبار حول السوق، فهل يتكرم علينا رئيس هيئة السوق ويصدر بيانا توضيحيا لجميع ما تقدم من أسئلة؟ وهل يتعهد بتطبيق سياسة التدخل في جميع الحالات الشاذة مستقبلا؟ نرجو ذلك.

اقتصادي سعودي