الرويلي
23-11-2004, Tue 3:40 AM
يشكل امتلاك المنزل حلماً وهدفاً لأي إنسان يسعى إلى تكوين حياة مستقرة مريحة له ولافراد أسرته فالمنزل يمثل الاولوية في قائمة الآمال والتطلعات لكل أسرة، ورب الأسرة يخطط لذلك منذ أن بدأ الخطوات الاولى لتكوين أسرة ويتساءل باستمرار عن الطرق والوسائل للوصول إلى هذا الهدف الحلم ويناقش دائماً نفسه وأفراد أسرته أحياناً كيف يكون المنزل؟ وفي أي حي سكني يقع؟ وكيف يكون توزيع فراغاته وعناصره؟ ولكن يبقى الهاجس الاساس والمهم في هذا الموضوع وهو كيفية تأمين تكاليف بناء هذا المنزل وما يتبعه من تأثيث وتشغيل وما هي حدود الميزانية المقترحة لتحقيق ذلك؟ وهل مصدر الدخل وقرض صندوق التنمية العقارية يغطيان تكلفة البناء؟ أم أن هناك ضرورة للاستدانة من البنوك أو من الآخرين لتغطية العجز المتوقع.
فالمنزل عبارة عن فراغات مترابطة تختلف من أسرة إلى اخرى ومن مجتمع إلى آخر يحكمها عادات وتقاليد وثقافة كل مجتمع ويحددها احتياجهم الفعلي لكل فراغ فقبل خمسين عاماً مضت كان المنزل التقليدي بمواد بنائه البسيطة المحلية وفراغاته التي تنمو مع الأسرة والمتلائمة مع طبيعة وبيئة المنطقة هو النموذج الناجح لتلك الفترة وما سبقها ولكن مع التطور الاقتصادي والثقافي وارتفاع الدخل القومي وتوفر مواد البناء المختلفة أدى ذلك إلى مبالغة بعض الأسر في تضخيم احتياجاتهم من الفراغات فظهرت منازل مساحتها أكبر وغرفها وعناصرها أكبر بكثير من الاحتياج الفعلي لها ويرجع ذلك إلى المفهوم الخاطئ لدى السواد الأعظم من الناس وهو ارتباط حجم المنزل بالمكانة الاجتماعية والأهمية الشخصية لصاحب المنزل. وأثقل هذا المفهوم كاهل العديد ممن ارادوا بناء منازل وأصبحوا يبنون منازلهم لكي يراها ويعجب بها الآخرون بغض النظر عن الاحتياج الفعلي والتكلفة المالية الباهظة لبناء المنزل وما يتكبده صاحب المنزل من التزامات مالية مستقبلاً.
ففي دراسة قدمت لنيل درجة الماجستير في العمارة من جامعة الملك سعود تبحث في موضوع تقيّم الفراغات الوظيفية للبيت السعودي المعاصر، ومن ضمن الاستبيان المقدم لاكمال هذه الرسالة وجد الباحث أن (86%) ممن شملهم الاستبيان والذين سبق لهم بناء منازل خاصة بهم فاقت تقديراتهم المالية الميزانية المرصودة لبناء المنزل مقابل (14%) كانت تقديراتهم للميزانية لبناء منازلهم في حدود المبلغ المحدد لهذا الغرض وهذه نسبة عالية تشمل شريحة كبيرة من المجتمع وتجر وراءها العديد من المشاكل والالتزامات المالية التي تثقل كاهل رب الأسرة وتجعله يدفع تكلفة بناء منزله طوال عمره وتلغي أي مشروع آخر يرفد دخله مستقبلا وتلقي هذه المشكلة بظلالها على الأسرة بكاملها فليس لهم سوى القدر اليسير والحد الادنى من الطلبات والاحتياجات فكل دخل رب الأسرة مسخر لتسديد دين بناء المنزل وقد يستمر ذلك أعواماً عديدة وأحياناً العمر بكامله وقد يتعدى ذلك وهذا يؤثر تأثيراً جذرياً على جوانب الانفاق الضرورية للاسرة مثل الغذاء والصحة والتعليم إذاً نحن بصدد مشكلة يعاني منها الكثير والأسباب قد تكون سوء تخطيط من قبل رب الأسرة والانقياد وراء مظاهر اجتماعية معينة واستغناءه عن الاستعانة
بذوي الاختصاص في مجال التصميم والتنفيذ لبناء منزله. لذا فانني اعرض فيما يلي بعض النقاط التي أرى انها مهمة لرب الأسرة الذي ينوي بناء منزله الخاص للتفكير بها قبل البدء بالتصميم والتنفيذ لمنزله.
- حصر المتطلبات الأساسية من الفراغات داخل البيت وتحديد مساحة كل فراغ حسب الاحتياج الفعلي لاستخدام الفراغ.
- تصور حجم الفراغ بعد تحديده بمقارنته بأحجام بنفس الأبعاد موجودة على الطبيعة لاعطاء تصور ذهني واضح لحجم الفراغ المطلوب قبل تنفيذه لأن معظم الناس ليس لديهم القدرة على تصور الفراغ بمجرد تحديد أبعاده على المخطط التصميمي.
- الحرص على عدم تكرار الفراغات التي تخدم نفس الوظيفة داخل الفيلا وفي الملاحق (مثل وجود مطبخين أحدهما داخل الفيلا والآخر في الملاحق أو وجود مجلسين للرجال أحدهما داخل الفيلا والآخر في الملاحق) حيث إن ذلك يزيد من مساحة البناء بصورة عامة.
- الأخذ في الاعتبار أن كل متر مربع يضاف للبناء دون حاجة فإن تكلفته حوالي ألف ريال على أقل تقدير للبناء فقط دون دخول عنصري التأثيث والتشغيل والصيانة فيما بعد.
- عدم اغفال بنود ما بعد البناء كالاثاث والتكييف والتشغيل والصيانة والتنظيف واستهلاك الكهرباء والماء والأمن والسلامة.
- يراعى مبدأ مرونة استخدام الفراغ لكل عنصر من عناصر المنزل والحرص على جعل غرف المنزل تخدم أكثر من وظيفة وتستوعب انشطة مختلفة فمنازلنا التقليدية قديماً كانت الغرفة الواحدة فيها تستخدم في الجلوس والأكل والنوم والاستقبال وهذا يعتبر نجاحاً للتصميم والاستفادة المثلى من الفراغ.
- البساطة في التصميم والبعد عن المظاهر الاجتماعية المكلفة واعطاء الاهمية لمن يستخدم المنزل وليس لمن يراه فقط.
http://www.alriyadh.com.sa/Contents/21-10-2004/Economy/Energy_1221.php
فالمنزل عبارة عن فراغات مترابطة تختلف من أسرة إلى اخرى ومن مجتمع إلى آخر يحكمها عادات وتقاليد وثقافة كل مجتمع ويحددها احتياجهم الفعلي لكل فراغ فقبل خمسين عاماً مضت كان المنزل التقليدي بمواد بنائه البسيطة المحلية وفراغاته التي تنمو مع الأسرة والمتلائمة مع طبيعة وبيئة المنطقة هو النموذج الناجح لتلك الفترة وما سبقها ولكن مع التطور الاقتصادي والثقافي وارتفاع الدخل القومي وتوفر مواد البناء المختلفة أدى ذلك إلى مبالغة بعض الأسر في تضخيم احتياجاتهم من الفراغات فظهرت منازل مساحتها أكبر وغرفها وعناصرها أكبر بكثير من الاحتياج الفعلي لها ويرجع ذلك إلى المفهوم الخاطئ لدى السواد الأعظم من الناس وهو ارتباط حجم المنزل بالمكانة الاجتماعية والأهمية الشخصية لصاحب المنزل. وأثقل هذا المفهوم كاهل العديد ممن ارادوا بناء منازل وأصبحوا يبنون منازلهم لكي يراها ويعجب بها الآخرون بغض النظر عن الاحتياج الفعلي والتكلفة المالية الباهظة لبناء المنزل وما يتكبده صاحب المنزل من التزامات مالية مستقبلاً.
ففي دراسة قدمت لنيل درجة الماجستير في العمارة من جامعة الملك سعود تبحث في موضوع تقيّم الفراغات الوظيفية للبيت السعودي المعاصر، ومن ضمن الاستبيان المقدم لاكمال هذه الرسالة وجد الباحث أن (86%) ممن شملهم الاستبيان والذين سبق لهم بناء منازل خاصة بهم فاقت تقديراتهم المالية الميزانية المرصودة لبناء المنزل مقابل (14%) كانت تقديراتهم للميزانية لبناء منازلهم في حدود المبلغ المحدد لهذا الغرض وهذه نسبة عالية تشمل شريحة كبيرة من المجتمع وتجر وراءها العديد من المشاكل والالتزامات المالية التي تثقل كاهل رب الأسرة وتجعله يدفع تكلفة بناء منزله طوال عمره وتلغي أي مشروع آخر يرفد دخله مستقبلا وتلقي هذه المشكلة بظلالها على الأسرة بكاملها فليس لهم سوى القدر اليسير والحد الادنى من الطلبات والاحتياجات فكل دخل رب الأسرة مسخر لتسديد دين بناء المنزل وقد يستمر ذلك أعواماً عديدة وأحياناً العمر بكامله وقد يتعدى ذلك وهذا يؤثر تأثيراً جذرياً على جوانب الانفاق الضرورية للاسرة مثل الغذاء والصحة والتعليم إذاً نحن بصدد مشكلة يعاني منها الكثير والأسباب قد تكون سوء تخطيط من قبل رب الأسرة والانقياد وراء مظاهر اجتماعية معينة واستغناءه عن الاستعانة
بذوي الاختصاص في مجال التصميم والتنفيذ لبناء منزله. لذا فانني اعرض فيما يلي بعض النقاط التي أرى انها مهمة لرب الأسرة الذي ينوي بناء منزله الخاص للتفكير بها قبل البدء بالتصميم والتنفيذ لمنزله.
- حصر المتطلبات الأساسية من الفراغات داخل البيت وتحديد مساحة كل فراغ حسب الاحتياج الفعلي لاستخدام الفراغ.
- تصور حجم الفراغ بعد تحديده بمقارنته بأحجام بنفس الأبعاد موجودة على الطبيعة لاعطاء تصور ذهني واضح لحجم الفراغ المطلوب قبل تنفيذه لأن معظم الناس ليس لديهم القدرة على تصور الفراغ بمجرد تحديد أبعاده على المخطط التصميمي.
- الحرص على عدم تكرار الفراغات التي تخدم نفس الوظيفة داخل الفيلا وفي الملاحق (مثل وجود مطبخين أحدهما داخل الفيلا والآخر في الملاحق أو وجود مجلسين للرجال أحدهما داخل الفيلا والآخر في الملاحق) حيث إن ذلك يزيد من مساحة البناء بصورة عامة.
- الأخذ في الاعتبار أن كل متر مربع يضاف للبناء دون حاجة فإن تكلفته حوالي ألف ريال على أقل تقدير للبناء فقط دون دخول عنصري التأثيث والتشغيل والصيانة فيما بعد.
- عدم اغفال بنود ما بعد البناء كالاثاث والتكييف والتشغيل والصيانة والتنظيف واستهلاك الكهرباء والماء والأمن والسلامة.
- يراعى مبدأ مرونة استخدام الفراغ لكل عنصر من عناصر المنزل والحرص على جعل غرف المنزل تخدم أكثر من وظيفة وتستوعب انشطة مختلفة فمنازلنا التقليدية قديماً كانت الغرفة الواحدة فيها تستخدم في الجلوس والأكل والنوم والاستقبال وهذا يعتبر نجاحاً للتصميم والاستفادة المثلى من الفراغ.
- البساطة في التصميم والبعد عن المظاهر الاجتماعية المكلفة واعطاء الاهمية لمن يستخدم المنزل وليس لمن يراه فقط.
http://www.alriyadh.com.sa/Contents/21-10-2004/Economy/Energy_1221.php