المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانتعاش في الأسواق يتواصل حتى توزيعات الأرباح



salem
21-11-2004, Sun 12:18 AM
عادت «شهية» المستثمرين للاستثمارفي أسواق الأسهم المحلية «مفتوحة» بقوة بعد صيام طويل استغرقته أيام الاجازات الطويلة.. وكشفت تداولات يومي الخميس وأمس السبت عن ان المستثمرين لديهم «شراهة» وشهية مفتوحة للتعامل في الأسهم، فقد سجلت سوق دبي المالي في تداولات الأمس واحدة من تداولاتها القياسية القليلة التي تجاوزت نصف المليار درهم حيث بلغت قيمة تداولات أمس 583 مليون درهم.


وتشير هذه التداولات بعد الاجازة الطويلة الى ان السوق بدءاً من الآن وعلى مدى شهرين كاملين لحين انعقاد الجمعيات العمومية للشركات وتوزيعات الأرباح مقبلة على طفرة ضخمة سواء على صعيد أحجام التداولات أو أسعار الأسهم المدرجة التي بدأت تسجل ارتفاعات قياسية تدريجية.


والسؤال الذي يتردد في قاعات تداول الأسواق حاليا بين المستثمرين: هل تستمر الأسواق على قوتها؟ والأسهم التي ستقود السوق وتشهد ارتفاعات ملموسة؟ وهل هذه الأيام أفضل اوقات شراء الاسهم قبل اقتراب نهاية العام المالي؟


وهل سيؤثر الاكتتاب في الدار العقارية الذي يستأنف صباح اليوم السبت على تعاملات الاسواق القانونية.


ـ بداية ماذا يقول المستثمرون العائدون بقوة الى السوق؟


ـ خليل الشيراوي احد ابرز المستثمرين في سوق دبي المالي والذي يدير عدة محافظ استثمارية في الأسهم يقول ان السوق عادت الى قوتها بعد فترة اجازة طويلة علاوة على حرص المستثمرين على اقتناص الفرص في هذه الايام مع قرب نهاية العام المالي لذلك اتوقع ان تشهد السوق حالة صعود تدريجي في الأسعار ستستقر عندها غالبية الأسهم خصوصا بعد أن ادرك غالبية المستثمرين للأرباح المتوقعة لعدد من الشركات.


ويضيف أن السوق ستشهد من الآن وحتى نهاية العام ارتفاعات في اسعار اسهم الشركات القيادية التي سيحدث عليها مضاربات قوية في الفترة المقبلة وحقيقة هناك عدد من أسهم هذه الشركات ظلت لفترة طويلة محرومة من حقوقها لسوقية لذلك ستتحسن اسعارها في الفترة المقبلة وستشهد تداولات كبيرة ترفع من أسعارها .


ويقول الشيراوي ان صغار المستثمرين سيظلون في السوق طوال الفترة المقبلة بعد ان ادركوا ان الارباح التي سيحققونها من وراء الاستثمار في السوق افضل مما لو جرى تسجيل اسهمهم والاكتتاب في الدار العقارية لضعف التخصيص ويضيف قائلا «ليس من المعقول ان يمد المستثمر امواله لمدة 55 يوماً في الاكتتاب في الدار وفي النهاية لا يحصل سوى على أقل من 1% عند التخصيص في هذه الحالة سيخسر المستثمر الكثير مما لو ظل في السوق وحققه ارباحاً جيدة في السوق الثانوية.


مستثمرون متعطشون


عبدالله خليفة الدوخي احد المستثمرين الذين لديهم ايضاً محافظ استثمارية في الأسهم يقول ان السوق عادت بقوة في ضوء دخول عدد كبير من المستثمرين المتعطشين للاستثمار في الاسهم واقتناص الفرص الاستثمارية خصوصاً في هذه الفترة من العام والتي عادة ما تنشط فيه التداولات بسبب قرب نهاية العام الحالي.


والحقيقة ان ارتفاع اسعار الاسهم المدرجة في السوق بناء على الارباح الجيدة التي حققتها الشركات عن الربع الثالث من العام شجع المستثمرين على دخول السوق بقوة الى جانب دخول عدد كبير من غير المواطنين على أسهم الشركات التي تسمح للاجانب بالتعامل فيها الأمر الذي ساعد على ارتفاع هذه الاسهم.


والمؤكد كما يقول الدوخي ان السوق بحاجة ماسة الى الاستثمارات الاجنبية اذا كان الهدف هو توسيع قاعدة التداول وتنشيط السوق لأنه مهما وضع المواطنون استثمارات ستظل محدودة مقارنة بالاسواق الخليجية المجاورة مثل سوق الكويت.


ويضيف ان الاكتتاب في الدار العقارية لن يسحب سيولة كبيرة من السوق لأن المستثمرين مقتنعون بأن الفرص المتاحة في السوق حاليا افضل بكثير والعائد على الاسهم في الفترة الحالية مرتفع لذلك تجد السوق في حالة نشاط متواصل واتوقع ان يستمر هذا النشاط حتى انعقاد الجمعيات العمومية للشركات وتوزيعات الارباح والتي ستساهم بالتأكيد في ارتفاع اسعار الأسهم.


مفاجأة للمستثمرين


ـ ماذا يقول وسطاء وخبراء الأسهم؟


ـ محمد علي ياسين مدير مركز الامارات التجاري للأسهم يقول انه رغم طول الاجازة الماضية واغلاق الاسواق إلا أن سوق الامارات ظل على قوته وفاجأ المستثمرين بتداول أول يوم بعد الاجازة وتوقعاتنا ان السوق سيظل على قوته طوال شهر ديسمبر المقبل رغم اكتتاب شركة الدار العقارية.


ويضيف ان البنوك اعطت الحرية للمستثمرين في تمويل الاكتتاب اما نقداً او برهن الاسهم الأمر الذي ساهم في تخفيف او انخفاض حجم المعروض من الأسهم للتداول، وطوال الفترة المقبلة قد نفاجأ بارتفاعات اكثر من المتوقع في أسعار بعض الأسهم نتيجة انخفاض الاسهم المتوفرة للبيع والتي سيتم تجميدها للاكتتاب في الدار العقارية الأمر الذي سيؤثر على حركة التعاملات في الاسواق.


لكن بعد انتهاء الاكتتاب وفك الحصار عن الاسهم المجمدة رهناً للدار العقارية ستعود هذه الاسهم للتداول في الاسواق الامر الذي سيزيد من حجم المعروض من الأسهم للتداول وبالتالي استقرار الأسعار أو تراجعها نسبياً.


وحسب ياسين فإن الحركة التي تشهدها الأسواق تأتي من قبل المحافظ الاستثمارية وربما يكون معظمها استثمارات أجنبية وتركز المحافظ نشاطها هذه الايام على سهم شركة اعمار العقارية الأمر الذي ساهم وسيساهم خلال الفترة المقبلة في ارتفاع سعر السهم.


السبب الثاني ان كثيراً من المستثمرين توصلوا تقريباً الى الارباح المتوقعة للبنوك التي تتولى ادارة اكتتاب الدار وهي ابوظبي الوطني والخليج الأول والاتحاد الوطني وأبوظبي الاسلامي لذلك يعمد هؤلاء المستثمرون الى الاستثمار في اسهم هذه البنوك على اعتبار أنها ستحقق أرباحاً طائلة من وراء توليها اكتتاب الدار وهو ما سيعزز من أرباحها نهاية العام وبالتالي يتوقع ان ترتفع اسهم هذه البنوك.


ويؤكد ياسين ان المضاربات ستشتد خلال الفترة المقبلة على أسهم معينة خصوصا سهمي إعمار وأملاك اضافة الى ان سهم اعمار اعطى دفعة قوية للسوق وفي ظل وجود مضاربات عليه سيظل السوق قويا ويستقطب استثمارات ضخمة.


عوامل وراء الانتعاش


زهير الكسواني المدير الشريك في الشرهان للأسهم والسندات يحدد عدة عوامل تقف وراء عودة السوق الى انتعاشته وقوته بعد فترة الاجازة الطويلة وأول هذه العوامل ان المستثمرين وجدوا ان السوق الثانوي (البورصة) يتيح في الفترة الحالية فرصة للاستثمار افضل او على الاقل توازي الاكتتاب في الدار العقارية في ضوء التوقعات من ان يصل حجم الاكتتاب في الدار الى 300 مليار درهم وأن التخصيص سيصل الى ربع في المئة لذلك كثيرون يرون ان السوق الثانوية افضل.


العامل الثاني انه تولدت قناعة بعد عدة اكتتابات ان سهم اعمار بالتحديد سيظل يشهد ارتفاعات متدرجة ووصل سعر السهم في سبتمبر الماضي الى 5,9 دراهم وحاليا يشهد السهم تعاملات ضخمة أوصلته في تداولات الأمس الى 9,8 دراهم وكثيرون يتوقعون ان يصل السعر الى عشرة دراهم العامل الثالث ان اسعار الاسهم تعتبر منخفضة في هذا التوقيت الذي كان يفترض ان تكون مرتفعة مع قرب نهاية العام المالي .


وهي تحت مستويات أسعار شهر سبتمبر التي كانت فيها الاسعار مرتفعة مقارنة بالآن والسبب ان معظم المضاربين خرجوا من السوق في الفترة الماضية وصارت التكلفة اعلى عندهم لذلك بدأوا في اعادة الشراء.وتوقعاتنا انه اذا حافظ السوق خلال تداولات الاسبوع الحالي على مكتسباته سوف يكون ذلك جيداً وسيكون التحسن الأكبر بعد عودة الاموال التي ستجمد في اكتتاب الدار العقارية.


ويضيف الكسواني ان اعلى مستوى للأسعار سوف تكون عليه الأسهم في شهر يناير على اعتبار ان البنوك تبدأ منذ منتصف شهر ديسمبر في الضغط على السيولة بتجميل ميزانياتها واظهار المزيد في السيولة في بنودها لذلك ستعمد البنوك طوال شهر ديسمبر الى تقنين منح السيولة للمستثمرين لذلك توقعاتنا ان الطفرة او الذروة التي ستصل اليها السوق ستكون في شهر يناير.


ارتفاعات غير حقيقية


المحلل المالي اسعد زهير يتفق مع الاراء السابقة من زاوية ان السوق متعطشة للاصدارات الجديدة خصوصا في قطاعات الخدمات والصناعة والعقارات وتحويل الشركات العائلية والخاصة الى مساهمة عامة غير أنه يختلف مع الآخرين في زاوية الاسعار المرتفعة للأسهم ويقول أن ارتفاعاتها غير حقيقية ويتساءل قائلا: لماذا لم ترتفع اسعار اسهم الشركات الكبيرة ذات العائد مثل اتصالات ودبي الوطني مثلما ارتفعت اسهم شركات أخرى؟


ولماذا خرجت القوة الشرائية في الوقت الحالي رغم انه لا توجد اخبار عن مشاريع جديدة؟!


ويضيف ان ارتفاع سهم اعمار قد يكون له مبرر وأن سعره المناسب يتراوح ما بين 8 ـ 5,8 دراهم لكن التخوف الأكبر هو أن ترتفع الاسعار بشكل غير مبرر الأمر الذي سيجعل صغار المستثمرين يتكبدون خسائر باهظة لان هؤلاء لا يفكرون في اللحظة المناسبة لدخول السوق والخروج منه لذلك اذا ما تعرض السوق لانخفاضات حادة في الاسعار فإن هؤلاء سيكونون اول المتضررين من هذا الانخفاض السريع الذي سيحدث نتيجة للارتفاع السريع.


لكن اجمالاً كما يؤكد اسعد فإن سوق الأسهم المحلية تعيش ذروة انتعاشتها وسوف تواصل نشاطها في هذه الوتيرة حتى شهر يناير مع توزيعات الارباح التي سيتكون قياسية هذا العام.


تحقيق:عبدالرحمن اسماعيل