المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في العيد تثور أسئلتي!!



Dr.M
17-11-2004, Wed 9:10 AM
في العيد تثور أسئلتي!!


17/11/2004 /

مازلنا نمارس جلد الذات.. ونتلذذ بمعاقرة الذنب.. ونتلذذ أكثر بإسقاط عجزنا على ثوابتنا.
ولعلها لا تكون مماحكة من أحد لإسقاط هذه الثوابت على حساب اللهاث خلف التقدم.
في العيد تثور الأسئلة..
أحيانا تتوشح بالبهجة.. وغالبا تلتف بثياب الحداد..
هل نحن جيل متشائم؟.
هل النقص ـ بنا ـ جبلّة ربانية؟.
هل لظروفنا الجغرافية دور في تكويننا العاجز؟
عودة إلى أرض الواقع.. وعودة إلى أسئلتنا المتشائمة.. لنصنع منها مئات الأسئلة.
لنكن أكثر تحديدا.. فهل ما نسميه التقدم الغربي هو بفضل جينات خاصة ما لبثت تتنامى في دمهم الأزرق النبيل؟ وماذا عن دمائنا؟ هل هي مياه آسنة؟؟
ما مقياس التقدم؟.
هل هناك حقيقة مطلقة يمكن أن ننسب إليها ترتيبنا، وترتيبهم في سلم النجاح؟ كيف وأين نصنف أنفسنا؟.
ما هي إنجازاتنا، وما هي إنجازاتهم؟
هم يصنّعون.. فهل هذا هو التقدم؟.
هم على الصعيد الإنساني.. حققوا ما لم نستطع تحقيقه!!
شاركوا في صياغة كل شيء في بلادهم، اعتبارا من الثورة الفرنسية (التي قامت على حمامات الدم)، وجزّ الأعناق.. والقضاء على التدخل اللاهوتي.. وتحييده، وتهميش أدواره، في الزواج ومراسم الدفن.. والاعترافات بالذنوب إلى شخص قد يكون أكثر ذنوبا!!
فهل نعتبر مرجعيتنا الدينية مثلهم؟!
هل وقف الدين الإسلامي يوما في طريق التقدم؟
أم أننا نرجمه بحجر الحنق على حاضرنا؟.
نعم.. مازلنا نمارس جلد الذات.. ونتلذذ بمعاقرة الذنب.. ونتلذذ أكثر بإسقاط عجزنا على ثوابتنا.
ولعلها لا تكون مماحكة من أحد لإسقاط هذه الثوابت على حساب اللهاث خلف التقدم.
ثم ماذا أخذنا منهم؟.
سؤال دائما ما يثور في داخلي.
وأتمعن.. فلا أجد إلا القشور.
فهل مجتمعنا قاصر عن التعامل مع الثقافات إلا ضمن نطاق السلوكيات؟
ماذا عن مخرجات التعليم الغربي من حملة الشهادات العالية منا؟
لماذا لا يحتفى بهم؟ ولماذا نصنع هذه الهوة الكبيرة بيننا وبينهم؟
ولماذا لا نتقبل منهم حتى التفكير؟ وهل فعلا أدت بهم غربتهم إلى نوع من الفصام الاجتماعي؟
كثيرة هي الأسئلة وكثيرة هي الشرائح التي تحتاج إلى تشريح.
وكثيرة هي المثالب التي نتعامى عنها.
فماذا بعد؟
سؤال حقيقة لا أستطيع الإجابة عنه إلا أن أقول:
بل ماذا قبل يا سادتي؟
وماذا يحصل الآن؟ ولماذا؟.
وهل نحن في زمن يسمح لنا بالقياس والتكمية؟.
أم أننا مازلنا نسبح في مدارات (عدم التأكد)، وننتظر الآخرين ليقوموا بتحريك قطع الشطرنج لنقوم بتحريك القطعة التالية؟.
أمثلة.. والأمثلة كثيرة.
خلاف فقهي يتعامل معه الفقهاء والعلماء فيما بينهم بروح الدين.. ويتعامل معه الجماهير بروح الأحزاب.. وهل كان الخلاف الفقهي يوما إلا بحثا عن الأصوب؟.
يتقاتل الإمعات على صفحات الجرائد.. والشبكات العنكبوتية حول مسألة من المسائل الفقهية، النزاع فيها بين أهل العلم حق مشروع للجميع، فنبدأ بالطعن في نوايا الجميع؟
.. يتحرك سهم إحدى الشركات صعودا استجابة لمتغير ما، فنمسك سكاكيننا ونبدأ بالطعن في كل اتجاه.. في الظهور والصدور والنحور.. ونلقي التهم جزافا.. على هذا وذاك!!
إننا مازلنا نؤمن بالمؤامرة، ونميل إليها.. فهي تفسر لنا كل شيء.. بل وتريحنا من عناء التفكير..
إننا نحتاج إلى كم هائل من الاعتدال.. ونفي نظرية المؤامرة!!
لا شك أن الأمر ليس سهلا.. ولكنه ليس مستحيلا..
لا نحتاج إلى الغرب.. فلدينا كم هائل من البدائل..
ولا نحتاج إلى الشرق.. فنحن ملتقى الأيديولوجيا والتكنولوجيا..
نحتاج فقط إلى أن نكسب أنفسنا.. وأن لا نفقدها..
الجميع يحلم بالتطور والتقدم..
ولكننا فقدناه بكل معانيه.. فقدنا التطور التكنولوجي..
فهل نفقد أيضا التطور الاجتماعي؟!
أتمنى أن لا..
وكل عام وأنتم بخير...
علي الدهامي .. كاتب سعودي

ilu71@hotmail.com


http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=20&InNewsItemID=24689