المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوال النعمة



Dr.M
16-11-2004, Tue 11:07 AM
زوال النعمة

المصدر : هاشم عبده هاشم


** لا يوجد إنسان في الدنيا... يشعر بسعادة مطلقة..
** كما أنه لا توجد -على وجه الأرض- حالة شقاء دائمة..
** فالسعداء أو الأشقياء.. يتعرضون لموجات من (الفرح) أو (البؤس) لا تلبث أن تتغير من النقيض إلى النقيض..
** فالسعداء اليوم.. قد يتحولون إلى تعساء غداً..
** والتعساء في هذه اللحظة قد لا يمضي عليهم وقت طويل إلا ويصبحون من أسعد الناس.. وأكثرهم فرحاً بالدنيا وبمن وبما فيها..
** إذاً.. فالسعادة أو الشقاء.. هما شيئان نسبيان.. يتوقفان على الحالة العامة التي نحياها..
** الشيء الوحيد الذي يحدد إن كنا سعداء أم تعساء هو: درجة قناعتنا ومدى قدرتنا على الصمود أمام أعاصير الحياة..
** فالأعاصير التي تهب علينا فرحاً.. قد تجرفنا معها..
** وقد تكون سبباً في نهايتنا.. إذا نحن لم نتوازن أمام قوة اندفاعنا وراءها في الاتجاه الخطأ..
** والأعاصير المدمرة والخطرة.. تطوينا في ثناياها.. وتسحلنا في دروبها.. وتحولنا إلى (رماد)..!!
** شيء آخر يساعدنا على أن نتمتع بهذه الحياة.. أو يدفعنا لأن نتأفف منها.. هو درجة الرضى.. والقبول.. وسماحة النفس.. أو حالة التشكي الدائمة..
** فالذين لا يرضون بالقليل..
** ولا يكتفون بما قسم الله لهم..
** ولا يحمدون الله على ما آتاهم.. لن تجدهم سعداء في دنياهم حتى وإن أمطرتهم الحياة بكل صنوف السعادة.. من حب الناس لهم.. ومن ثروات تهبط عليهم.. ومن قبول غير محدود لهم عند البشر..
** ذلك أنهم لا يقنعون بشيء..
** ولا يحافظون على من وما حصلوا عليه..
** ولا يدركون مدى الخير الذي حل بهم في ظل الاهتمام بهم والحب لهم.. من كل جانب..
** والعكس بالعكس.. فالذين يرضون بالقليل.. ويحافظون عليه.. ويشعرون بسعادة الدنيا من ورائه.. هم الذين تتبارك حياتهم.. وتتعاظم سعادتهم..
فاصلة:

** قد لا نشعر بالنعم.. إلا بعد زوالها..


http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2004/11/10/Art_162343.XML