Dr.M
16-11-2004, Tue 8:19 AM
خارج السرب : قابيل وهابيل
صالح الشادي
15/11/2004 /
كان قابيل وهابيل من أبناء آدم ولما كبُرا، فوّض آدم أمر الزرع إلى قابيل، وفوض أمر الغنم إلى هابيل. فأوحى الله إلى آدم بأن يزوج ابنته إقليما بهابيل وأن يزوج ابنته ليوثا بقابيل. فأبى قابيل أن يتزوج بليوثا وقال: لا أتزوج إلا بإقليما لأنها ولدت معي في بطن واحد، وهي أحب إلي من أخت هابيل ـ وكان يومئذ نكاح الأخت جائزا ليتكاثر النسل ـ فقال آدم: يابني لا تعص الله فيما أمرني به، فقال: لن أدع أخي يتزوج بإقليما. فطلب آدم من ولديه أن يقدما قربانا لله ليسويا هذا الأمر وذهب في سفر. فقرب هابيل إلى الله جذعة سمينة وكان صاحب غنم، وقدم قابيل حزمة زرع وكانت قمحا من رديء زرعه فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، فغضب قابيل لأن الله لم يتقبل منه، فقال له هابيل "إنما يتقبل الله من المتقين" فأجابه قابيل لأقتلنك ولن أدعك تتزوج من إقليما، فقال هابيل "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين". وبقي قابيل متحيراً كيف يقتل هابيل، فأتاه إبليس اللعين على صورة بعض إخوانه، فأخذ حجرين من الأرض وضرب أحدهما بالآخر فانفلق الحجر نصفين وقابيل ينظر إلى ذلك، فقال في نفسه: لِمَ لا أفعل بهابيل كذلك. فنهض من وقته إلى أخيه هابيل فوجده نائما تحت جبل، فصعد إلى صخرة فاحتملها وألقاها على رأس أخيه فقتله. وكان هابيل أول من قتل ظلما من أولاد آدم، وكان عمره عشرين سنة. وعند مقتله زلزلت الأرض لأول مرة، وكسفت الشمس، ونبت الشوك في الأشجار، وتغيّر طعم الفاكهة، وملّح طعم الماء، وبكت أمه على قبره أياما، ولم يضحك آدم من بعده مائة عام.
انظر، لقد علمّ إبليس أبناء آدم المعصية والقتل، فعصى الابن أباه، وقتل الأخ أخاه، وما كان لإبليس أن يجد طريقا على نفس قابيل لو لم يطمع ولم يحسد ولم يغضب، وانظر إلى قسوة قابيل ولين هابيل، وإلى طمع قابيل وقناعة هابيل، وإلى شح قابيل وكرم هابيل، ثم انظر إلى نفسك فلا تطمع بما ليس لك، ولا تحسد غيرك على ما قُسم له، ولا تغضب من إرادة الله واختياره، وإلا فسيجد الشيطان إليك طريقا، فتقعد ملوماً محسوراً.
http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=20&InNewsItemID=24578
صالح الشادي
15/11/2004 /
كان قابيل وهابيل من أبناء آدم ولما كبُرا، فوّض آدم أمر الزرع إلى قابيل، وفوض أمر الغنم إلى هابيل. فأوحى الله إلى آدم بأن يزوج ابنته إقليما بهابيل وأن يزوج ابنته ليوثا بقابيل. فأبى قابيل أن يتزوج بليوثا وقال: لا أتزوج إلا بإقليما لأنها ولدت معي في بطن واحد، وهي أحب إلي من أخت هابيل ـ وكان يومئذ نكاح الأخت جائزا ليتكاثر النسل ـ فقال آدم: يابني لا تعص الله فيما أمرني به، فقال: لن أدع أخي يتزوج بإقليما. فطلب آدم من ولديه أن يقدما قربانا لله ليسويا هذا الأمر وذهب في سفر. فقرب هابيل إلى الله جذعة سمينة وكان صاحب غنم، وقدم قابيل حزمة زرع وكانت قمحا من رديء زرعه فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، فغضب قابيل لأن الله لم يتقبل منه، فقال له هابيل "إنما يتقبل الله من المتقين" فأجابه قابيل لأقتلنك ولن أدعك تتزوج من إقليما، فقال هابيل "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين". وبقي قابيل متحيراً كيف يقتل هابيل، فأتاه إبليس اللعين على صورة بعض إخوانه، فأخذ حجرين من الأرض وضرب أحدهما بالآخر فانفلق الحجر نصفين وقابيل ينظر إلى ذلك، فقال في نفسه: لِمَ لا أفعل بهابيل كذلك. فنهض من وقته إلى أخيه هابيل فوجده نائما تحت جبل، فصعد إلى صخرة فاحتملها وألقاها على رأس أخيه فقتله. وكان هابيل أول من قتل ظلما من أولاد آدم، وكان عمره عشرين سنة. وعند مقتله زلزلت الأرض لأول مرة، وكسفت الشمس، ونبت الشوك في الأشجار، وتغيّر طعم الفاكهة، وملّح طعم الماء، وبكت أمه على قبره أياما، ولم يضحك آدم من بعده مائة عام.
انظر، لقد علمّ إبليس أبناء آدم المعصية والقتل، فعصى الابن أباه، وقتل الأخ أخاه، وما كان لإبليس أن يجد طريقا على نفس قابيل لو لم يطمع ولم يحسد ولم يغضب، وانظر إلى قسوة قابيل ولين هابيل، وإلى طمع قابيل وقناعة هابيل، وإلى شح قابيل وكرم هابيل، ثم انظر إلى نفسك فلا تطمع بما ليس لك، ولا تحسد غيرك على ما قُسم له، ولا تغضب من إرادة الله واختياره، وإلا فسيجد الشيطان إليك طريقا، فتقعد ملوماً محسوراً.
http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=20&InNewsItemID=24578